مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     إنجيل الأحد       أحد بشارة  العذراء      لوقا1 : 26- 38        

  

الاشتراك في مخطط الله

 

إذا كان الله قد كلم آباء العهد القديم على ألسن الأنبياء" بأنواع كثيرة وطرق شتى"  فقد كلمنا في هذه الأيام، أيام العهد الجديد، بابنه يسوع الذي جعله وارثا لكل شيء وبه أيضا خلق العالمين " (عبرا1 : 1-2). فمشروع الله الكبير كان أن يصل إلى الإنسان ويقيم معه عهدا جديدا. ليس على أساس علاقة رب بعبده. بل على أساس علاقة أب بابنه، تربطهما الصداقة والمحبة بواسطة يسوع المسيح الذي نزل لهذه الغاية من السماء وتجسد من الروح القدس ، من مريم العذراء ، وصار إنسانا ( فيليبي 2: 6-7 قانون الإيمان).

 

 أول شخص بدأ الله معه هذا الاتحاد هو مريم العذراء. لأنها رضيت بلا تردد ما عرضه الله عليها بواسطة ملاكه. فتجاوبت مع مخطط الرب قائلة : " ها أنا أمة للرب، فليكن لي حسب قولك". هكذا أيضا يوحنا المعمدان الذي خرج إلى البراري يكرز وينادي ويعد القلوب للمسيح الآتي. وهكذا من بعده الرسل . وما زالت الكنيسة بتعاليمها تواصل رسالة المخلص وتستسلم لإرادته مشتركة معه في خلاص البشرية.

  ونحن أبناء الكنيسة . نحن المعمدين باسم المسيح . هل نحن حاضرون، كالعذراء وكيوحنا والرسل وككل مسيحي صالح، للعمل بما يريده الله منا. هل نؤدي القسط الذي أعطانا إياه الرب في عملية بناء ملكوته في قلبنا وفي قلوب مَن معنا ومَن حولنا ؟ هل نترك المجال لكلمة الله أن تتجسد فينا وتظهر من خلالنا للناس فيروا ويؤمنوا ؟ ألسنا أحيانا نتراجع، عن جُبنٍ أو عن عَمَد. فنمتنع عن التعاون مع المسيح في تجسيده كل يوم في حياتنا وحياة غيرنا. إننا بفعلنا هذا نحرم مجتمعنا وكنيستنا من الخير الذي كان الرب ينتظره منا في عملية تجسده بين الناس وفي قلوبهم.

  هذا لا يعني أن الله لا يستطيع أن يعمل بدوننا ، بلى يستطيع ، ولكنه هو الذي يريد أن يشركنا معه في إنجاز مقاصده في الكون وفي خلاص الناس. كما أشرك العذراء مريم في اعطاء المسيح للعالم.  اعطاء المسيح للعالم تلك رسالة كل مسيحي " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.." ولكن لكي نعطي المسيح للعالم يجب أن يكون هو فينا ونحن فيه لكي يستطيع بواسطتنا أن يلتقي كل إنسان نلتقيه نحن في طريقنا في هذه الحياة . فلنكن إذن مثل مريم معاونين نشطين، نعمل في جميع المجالات والاتجاهات من أجل أن يتجسد يسوع في كل مَن نلتقيه. وشعارنا : نعم يارب " لتكن مشيئتك". ها أنا أمة للرب فليكن كما تريد ". عندما نترك المسيح يتجسد فينا عند ذاك نستطيع حمله إلى كل الناس وتقديمه هدية خلاص لكل من نلتقيه .  آمين .

       

م. ج.

زائر رسولي