مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد      عيد الميـلاد     يوحنا1 : 1-17 

  

المولود من الاب .. صار انسانا

إنجيل الأحد الماضي ركز فيه متى الإنجيلي على أصل يسوع البشري. مظهرا أن يسوع ابن يوسف ومريم هذا هو المسيح ابن داود . حتى يفهم اليهود أن يسوع هذا هو المسيح المنتظر الذي مِن أصل داود ومن عشيرته . وفي إنجيل اليوم يركز يوحنا على أصل يسوع الإلهي . إنه الكلمة الذي كان في البدء . الكلمة الذي به كان كل شيء وبغير لم يكن شيء مما كان. الكلمة الذي هو الله. وأن هذا الكلمة صار إنسانا وحل فيما بيننا فألهنا باتخاذه ناسوتنا .إنها آية تفوق كل تصور . إله يصير إنسانا. وهذا ما صعب على اليهود فهمه فلم يقبلوه. " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. أما الذين قبلوه فاعطاهم أن يكونوا أبناء الله .

         هنا نفهم عظمة الفرح الذي بشر به الملائكة " المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"  فقد ولد لنا اليوم مخلص الذي هو المسيح الرب(لوقا2: 1) . وبولادته البشرية وُلدنا جميعا فيه إلى حياة الله.  لأن المولود في بيت لحم هو " المسيح الرب الكلمة الذي صار إنسانا وهو الرب الحالّ فيما بيننا. هو الإبن الذي كان قبل الدهور وجاء ليجدد الخليقة بالخلاص. فحقق كل التصاميم الإلهية الهادفة إلى تقديس الكون والبشرية . فبحكم كونه  " المسيح " فهو يحقق آمال البشر بعد أن صار واحدا منهم.، وصالحهم مع الله . ولكونه " الرب " فهو مَلكٌ يشارك الآب في ملكه على العالم، وهو إله مساو للآب في الجوهر والطبع. فكلمة الله يعني التعبير الكامل عن ذات الله نفسه وصورة مطابقة للآب في الجوهر : " أنا والآب واحد نحن" .

         ما هو موقفنا نحن تجاه ميلاد المخلص ؟ .. قصة البشرية بمآسيها ومواعيدها منذ أن خلق الله البشر ، تدور كلها حول شخص المسيح-الكلمة المتجسد. وموقفنا من الله  نحن البشر ، يتحدد ويتقرر على ضوء ما نكونه نحن من كلمة الله الذي صار جسدا وحلّ فينا. هو الذي به كان كل شيء لأنه كلمة الآب وهو مساو له في الجوهر. به صار الخلاص كما وعد الله الإنسان منذ السقطة الأولى . هو الذي يسحق رأس الحية. هو الذي نزل إلى الجحيم وسبا سبيه وجاء بالبشرية إلى حضن الآب. بغيره لا شيء ولا خلاص ولا فرح. لأنه هو الألف والياء.  فمن منا يقبل المسيح ويومن به وبكلامه، يدخل في حياة الله . ومن يرفض الكلمة يبقى في الظلمة (يوحنا 1: 12).   فنحن الذين نعيد اليوم ذكرى ميلاد المخلص، علينا أن نجدد إيماننا به ومحبتنا له. لأنه خيرنا الحقيقي وفرحنا الكامل. ولأنه الكلمة الذي خلقنا ثانية من عدم الخطيئة إلى حياة النعمة : " ومن امتلائه نحن بأجمعنا أخذنا  ونعمة بدل نعمة. لأن الناموس بموسى أعطي ، والنعمة والحق وجبا بيسوع المسيح " (يوحنا 1: 16).

         وفي مبادلة التهاني بعضنا مع بعض ، لننضم إلى الملائكة مقدمين لله المجد في العلى وناشرين السلام على الأرض . متمنين بعضنا لبعض عيدا سعيدا عابقا بالمحبة والفرح والسلام . آمين .

 

       

م. ج.

زائر رسولي