مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد      أحـد  النسبة      متى 1 : 1-17 

  

ابن داود وابو البشرية

 

قائمة الأنساب المتواصلة هذه ، من آدم إلى إبراهيم ، إلى داود، فإلى المسيح تبقى لأول وهلة مدهشة.

فنتساءل : ترى ماذا في انجيل اليوم من درس وموعظة. فلا كلام ليسوع فيه ولا اعجوبة ولا حدث. ما هو قصد متى الانجيلي من هذه القائمة الطويلة لشجرة عائلة يسوع البشرية ؟.

         لكي نفهم مقصد إنجيل اليوم، علينا أن نتذكر بأن متى يكتب إنجيله في بيئة يهودية ولجماعة اليهود وباللغة الآرامية لغة فلسطين في ذلك الزمان. وكان على متى أن يقدم المسيح حسب ما ذكرت عنه كتبهم المقدسة أي العهد القديم. وبما أن المسيح المنتظر كان يجب أن ينحدر من سلالة داود الملوكية، إلى درجة أن نسب المسيح الداودي أضحى في ذهنهم صفة أساسية ومرادفة للمسيح الآتي : " الم يقل الكتاب أنه من نسل داود يأتي المسيح؟ " (يوحنا7: 42)، لذلك كان لابد من أن يركز متى على ابراز صفة الانسان في المسيح، فيطلق عليه مرارا لقب ابن الانسان ويبرز أصله الداودي والبشري من أول جملة في إنجيله : " ميلاد يسوع المسيح بن داود بن إبراهيم ..."

        إن السلالة حسب مفهوم الكتاب المقدس هي رباط اجتماعي وتضامن تاريخي بين الذين ينحدرون من أصل واحد وعشيرة واحدة. لأن الانسان يكتمل ويتواصل ويستمر في ذريته ( تكوين 5: 1، 2 و 2: 10 و 25: 19.. ) . فتعداد أنساب "المسيح بن إبراهيم...بن آدم ..." لم يكن عند متى  مجرد شجرة عائلة اعتيادية. بل إن هدف متى كان اظهار حقيقة هامة جدا هي : أن الماضي يجد معناه الحقيقي في يسوع المسيح. من حيث أن تاريخ الخلاص يتحقق ويكتمل فيه وبه. فيسوع هو قمة التاريخ القديم وأساس تاريخ عهد جديد يصبح فيه البشر كلهم ذرية روحية متضامنة ومتحدة في شخصه الإلهي.

         بانتماء المسيح إلى جنسنا حصلنا على جنسية جديدة هي جنسية أولاد الله المدعوين " أولاد الموعد " (غلاطية4 : 28 . رومية 9: 8). وإذا كانت الشعوب تتكاثر بولادة أبناء جدد، فإن شعب الله يزداد وينمو بولادة روحية لأبناء لا يحصى عددهم . لأن كل مؤمن حقيقي وكل انسان يصنع الخير هو ابن الله وابن إبراهيم (يوحنا 8: 33 و متى 3: 9).

   ما أعظم سعادة ذاك الذي اضطُر إلى هجر بلده عندما يحصل على جنسية البلد الذي لجأ إليه. ولكن أعظم من الكل هو أن يحصل الانسان على جنسية إلهية يستطيع أن يقول: أنا ابن الله. أنا أخو يسوع. أنا وارث السماء.  فلنعش حياتنا الجديدة هذه بمشاعر الإيمان والشكران " لله الآب الذي أهلنا لنكون أبناء له واخوة ليسوع المسيح "  آمين .

 

       

م. ج.

زائر رسولي