مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد         الأحد الثاني بعد القيامة         يوحنا 21 : 1-14

       ... ونؤمن بكنيسة واحدة...

 ضخمةً كانت حصيلة ظهورات المسيح لتلاميذه بعد القيامة. فالتلاميذ الذين توطد فيهم اليقين بالمسيح القائم، أضحَوا علامة وصاروا جماعة تاريخية لبداية واقع جديد، هو واقع بشرية جديدة قائمة إلى حياة جديدة محررة ومفدية بدم المسيح وبقيامته.

 وكان لا بد من أن يصل هذا الواقع الجديد إلى الناس كافة، في كل العالم وعبر كل الأزمان والأجيال، عن طريق الوعظ والتعليم ومنح الأسرار وتوزيع نعمة الفداء . ولتتميم هذه الرسالة كان أيضا لابد من جماعة تواصل عمل المسيح على الأرض بعدما يغادرها هو ويذهب إلى أبيه. والتلاميذ، بحكم كونهم الشهود الوحيدين للقيامة والجاهزين للانطلاق في الرسالة والتبشير، كانوا هم أول من يرسي قواعد هذه البنية الجديدة  والقيام بإدارتها.

وبالفعل، وبعد أن اطمأن المسيح إلى نضج إيمان تلاميذه ، جعلهم النواة الأولى لشعبه الجديد. وفي الوقت نفسه شكّل منهم هيئة إدارية مخوّلة لتدبير وإدارة شؤون ملكوته الجديد الذي هو الكنسية. وإلى بطرس أوكل رعاية القطيع كله (يوحنا21: 15-17). وإلى التلاميذ عهد مهمة نشر الإنجيل في الخليقة كلها (مرقس 16: 15). وهكذا بالتلاميذ وعلى خبرتهم الوحيدة وشهادتهم، وعلى إيمان الجماعة المسيحية الصغيرة الأولى ولدت الكنيسة ( 1 قورنثية 15: 1-11).

 فالكنيسة هي إذن جماعة المؤمنين بالمسيح ، جماعة شهود لذاك الذي صلب ومات ودفن وقام. وكان لابد لهذه الجماعة من نظام يحافظ على مسيرتها، من سلطة تنظم سلوكها وتسهر على إيمانها. بكلام آخر، كنيسة المسيح هي كل الشعوب المؤمنة بيسوع. وهي كأية مؤسسة يراد لها الثبات والاستمرار ، لا بد أن يكون فيها فئة، هم الرسل وخلفاؤهم من بعدهم، يتمتعون بسلطان خاص للادارة والتعليم والتشريع وتوزيع الأسرار . خلفاء الرسل هم اليوم قداسة البابا والأساقفة والكهنة . هؤلاء يؤلفون جماعة الخدمة لجميع المؤمنين الذين هم أيضاء أعضاء حقيقيين وفاعلين في جسم الكنيسة الواحد.

إذن ، الكنيسة هي نحن جميعا رؤساء وشعبا. قوتها من قوتنا. تجمعنا وحدة إيمان ويغذينا جسد المسيح الواحد . وعلينا جميعا أن نحمل رسالتها التي هي رسالة المسيح. كل واحد منا بمقدار ما وهبه الله (1طيم 1: 11). وإذا كنا كنيسة المسيح فذلك يعني أننا كلنا مرسلون للعمل وحمل البشرى . واعلان عمق محبة الله للعالم . هذه البشرى لا ننادي بها بالقول فقط بل بالعمل من خلال تصرفنا وسلوكنا وعملنا الصالح . وهكذا نثابر إلى أن يتقدس العالم بنا ومن خلالنا نحن أبناء الكنيسة وأعضاء جسد المسيح الحي . آمين .

 

م. ج.

زائر رسولي