مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     إنجيل الأحد           أحد بشارة زكـريا        يوحنا 1: 1- 25

  

انتظار المسيح الآتي

 

" ... ونؤمن برب  واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد... الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء... وصار انسانا " (من قانون الإيمان).

 

 ما أصعب الانتظار عندما يكون ما ننتظره غير أكيد . وما أطيبه عندما يكون مجي المنتظر أكيدا وثابتا في موعده. هذا الانتظار السعيد هو ما نسميه الرجاء. والرجاء عنصر أساسي في نشاطنا الانساني. إذ بدونه تكون الحياة فارغة  ومملة . فما هو الرجاء الحقيقي ؟

 

      ما دام الله قد خلق الانسان على صورته ومثاله، فلا شك أن آمالَ الانسان الحقيقية ورغباتِه الأصلية تتركز في جوهرها على مصير سعيد يتحقق ضمن المخطط الإلهي. ولرجاء الانسان بمستقبل سعيد تاريخ طويل. يستند كله على الوعود الإلهية التي كشفت تدريجا عن روعة هذا المستقبل. ابتداء من الوعد الغامض الذي قطعه الله للبشرية في " نسل المرأة الذي سيسحق رأس الحية " (تكوين 3: 15)، ثم تكميلا بالوعد لإبراهيم الذي انطلق منه تاريخ الرجاء هذا، آخذا أشكال الخصب والرفاه والخيرات الأرضية، في انتظار أن يتبلور ويتوضح مفهوم هذا الرجاء وموضوعه الحقيقي، مع الأسفار الحكمية والنبوية، التي رأت في الله وملكِه موضوعَ رجاء الانسان وسعادته ( اشعيا 60: 19 و مزمور 96: 99).

 

      لكن الوحي كله، بما فيه الوعود الإلهية، كان موجها نحو شخص واحد هو يسوع المخلص الذي بظهوره في " ملء الزمان" (غلاطية 4 : 4) أنجز المواعيد الإلهية وصار ختما وعربونا لها ( 2قور 1: 20 و أفسس 1: 14). فضمن للانسان مستقبلا سعيدا هو ملكوت سماوي. يبدأ هنا بالايمان والرجاء والمحبة. ويتواصل في الحياة الأبدية مع الله في حياة حب إلهي دائم وسعيد، ما ذاق طعمه إنسان ولا خطر على بال بشر. ( 1يوحنا 1: 25). حياتنا المسيحية ، بكل ما فيها من أعمال وتضحيات وأفراح وأحزان ، هي فعل رجاء بذاك الذي يمسح الدمعة من عيوننا. ويزيدنا سعادة داخلية وابتسامة روحية دائمة .

          فنحن أبناء العهد الجديد المستفيدين من المواعيد الإلهية ما هو وضعنا ؟ هل نحن واعون لكل الوعود العظيمة التي وعدنا بها الرب . وهل نتصرف كمؤمنين بهذه المواعيد وراجين لها. إذا كان ذلك نعم فهنيئا لنا لأننا في الطريق إلى. لنأخذ درسا جديدا اليوم من يوحنا الذي بشر به الملاك وقال عنه أنه يكون عظيما لأنه يهيء الطريق أمام المسيح الآتي. رجاؤنا الكبير وإيماننا القوى بيسوع يجعل من كل واحد منا يوحنا جديد يسير أمام الرب ويهيء طريقه إلى القلوب. ثبتنا يا رب فيك لنخدم ملكوتك. ونُعِدَّ مجيئه في كل نفس ترجو وكل عقل يؤمن وكل قلب يحب. آمين    

       

م. ج.

زائر رسولي