مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد        أحد الموتى المؤمنين        لوقا 12: 32-40    

 

ونؤمن بقيامة الموتى وبالحياة الجديدة

اليوم هو أحد الموتى المؤمنين. وهذه الذكرى تضعنا أمام واجبنا تجاه أمواتنا المؤمنين وتذكّرنا بواقعنا البشري وهو أن كل ما له بداية له أيضا نهاية. وأن كل إنسان لا بد راحل من هذه الحياة ليعيش في حياة أفضل مع الله والقديسين في السماء

 وإذا كان الموت أمرا قاسيا على كل حي. فإن الإنجيل المقدس غيَّر هذا المفهوم القاسي، عندما جعل من الموت نهاية حياة أرضية ، ممزوجة بالأفراح والآلام. وبداية حياة جديدة كلها راحة  وسعادة. وفي هذا يقول القديس بولس: " أما أنا فقد اقترب وقت انحلالي وقد جاهدت الجهاد الحسن وأتممت شوطي وحفظت الإيمان. إنما يبقى لي اكليل البر الذي يجزيني به، في ذلك اليوم، الرب الديان العادل. لا أنا فقط ، بل كل الذين يحبون ظهوره أيضا" (2طيم 4: 6-8).

 فالموت هو العودة إلى الآب كما قال يسوع : " وأنا إذا انطلقت وأعددت لكم مكانا، آتي وآخذكم إليّ، فتكونوا أنتم حيث أكون أنا" (يوحنا 14: 1-3). وهكذا غيَّر يسوع الموت وحوَّله من مناحة إلى انشودة ظفر وغلبة. لذا كان المؤمنون الذي يساقون للذبح يهللون عارفين أنهم سائرون إلى الرب لينالوا ما أعدّه لهم من سعادة "ما رأتها عين ولا سمعت بها أذن ولا خطرت على بال بشر " .

 هذه السعادة مبنية على رجاء قيامتنا مع المسيح، كما يؤكد بولس عندما يقول: " كما أننا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا معه أيضا " وهو ما نعنيه نحن عندما نقول : " وننتظر قيامة الموتى والحياة الجديدة" . إن حقيقة قيامتنا إخوتي هي حقيقة إيمانية لا يمكنها أن تخطيء أو تتغير لأنها راسية على قيامة المسيح نفسه . إن لم تكن قيامة الموتى، يقول بولس الرسول، فلا يكون المسيح قد قام، وإن كان المسيح لم يقم، فنداؤنا باطل وباطل إيمانكم أيضا... والحال أن المسيح قد قام من بين الأموات وصار مقدمة الراقدين. فكما أن الموت بإنسان فبالإنسان أيضا قيامة الأموات " (1قور 15: 13-23).

 فبما أننا نملك بيدنا عربون القيامة من يسوع الرب نفسه، فنحن مؤمَّنين ليس كتأمين سيارة أو بيت أو حياة. بل مؤمَّنين على مصيرنا الأبدي وعلى سعادة ننشدها كل يوم. كل المواعيد ثابتة ومقطوعة لنا ولا خوف من الهلاك. إلا إذا رفضا نحن هذا التأمين لا سمح الله. إذن بما أن لنا كل هذه المواعيد، علينا أن نحيا حياة مسيحية صادقة. متمسكين بإيماننا بكل ما أوتينا من قوة . مدافعين عنه كل يوم راجين قيامة  نفوسنا وأجسادنا بمجد عظيم. " فإذن يا إخوتي الأحباء كونوا ثابتين، غير متزعزعين، مستزيدين في عمل الرب في كل حين، إذ تعلمون أن تعبكم للرب ليس بباطل" ( 1قور 15: 58)  آمين

 

       

م. ج.

زائر رسولي