مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد         خميـس الصعود        مرقس 16 : 14-20  

 وصعد إلى السـماء

       "وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الله الآب. وأيضا سيأتي بمجده العظيم ليدين الأحياء والأموات". أحبائي : السماء في الكتاب المقدس، هي موضع سكنى الله. وقد تعني أيضا ، من باب المجاز، الله نفسه. أما الأرض فهي موطئ قدميه وموضع سكنى البشر.

      ويُظهر لنا الكتاب المقدس أن السماء بمن فيها، بادَرَتْ لزيارة البشر والتعامل معهم والاهتمام بما يعود إلى خيرهم وتدبيرهم وخلاصهم. وقد أخذتْ زيارةُ أهل السماء للأرض شكلَ " نزول"  من السماء "و "صعود " إليها قام به الله أو الروح أو الملائكة. ( تكوين 11:5 و17: 22 و 28: 12 و أشعيا32: 15 و دانيال4: 10 و متى3:16 و 28: 2  و لوقا 1: 22 –43 و يوحنا1:51).  هذه الحركة بين السماء والأرض من صعود ونزول هي تعبير عن واقع أكيد وحقيقة أساسية في الكون. هي العلاقة الوثيقة بين السماء والأرض أي بين الله والبشر. وقد اتخذت هذه العلاقة أحيانا شكل تمثيل او مهمة لنقل إرادة السماء إلى بني البشر، يقوم بها نبي مرسل من الله لإيصال رسالة منه إلى البشر  " بأشباه كثيرة وطرق شتى كلم الله آباءناقديما. وفي هذه الأيام الأخيرة كلمنا بابنه الوحيد الذي جعله وارثا لكل شيء وبه صنع العالمين" (عبرانيين1:1-2).

      وهكذا وكما سمعتم، أن قمة هذه العلاقة بين السماء والأرض تمت بنزول الكلمة الأزلي ابن الله الوحيد وحلوله بيننا، ليشهد لحب الله لنا مثبتا هذا الحب بقبوله الآلام والموت. وبقيامته وصعوده إلى السماء حيث أعد لنا لنكون نحن أيضا حيث يكون هو " وأنا إذا رُفِعت من الأرض جذبت إليَّ الناس أجمعين" (يوحنا12: 22).

      إن نص حادثة الصعود، على بساطته واسلوبه المجازي التقليدي ، يرمي بدون شك إلى اثبات تاريخية الصعود . مع الإلحاح الشديد على معناه الديني والروحي الكبير، حسب شرح الملاك للرسل لحظة ارتفاع المسيح عنهم إلى السماء : المسيح المنتصر فتح شكلا حياتيا جديدا مع الله، هو حياة الإنسانية الممجدة في السماء. دخل إليها هو الأول وأعد فيها مكانا لمختاريه الذين سيأتي ويأخذهم في نهاية الزمان. ليكونوا هم أيضا حيث يكون هو  (يوحنا14: 3-4) وليملكو معه إلى الأبد (أعمال1: 11).

      من هنا ينبع رجاؤنا الذي به نعيش منذ الآن حقيقة العالم الجديد. حيث مدينتنا الخالدة ( فيلبي3: 2 وأفسس2:6 وقولوسايس 3: 1). وما دُمنا في هذا العالم القديم فرسالتنا هي أن نعيش فيه بشكل جديد متحدين بيسوع كي نرتفع إليه ونرفع العالم كله معنا إليه ونكون معه حيث أعد لنا . آمين .

م. ج.

زائر رسولي