مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد         الأحـد الجديـد        يوحنا 20: 26-31

أنا هو لا تخافوا

فوجىء الرسل بيسوع المعلم يدخل العلية والأبواب مغلقة ويلقي عليهم السلام : " السلام لكم، أنا هو لا تخافوا ".  بهذه الزيارة غير المتوقَّعة  يلج المسيح في صلب الموضوع الذي يُشغل بالَ التلاميذ : إنه المعلم نفسه عاد إلى الحياة من جديد ! . التصديق بهذا الحدث، غيرِ المنتظَر، لم يكن سهلا على هؤلاء الساميين الذين يميلون ، بطبعهم وقناعاتهم ، إلى الواقعية الملموسة. فكان عليهم، وبسرعة لم يتعودوا عليها، أن يراجعوا معلوماتهم السابقة عن المسيح، على ضوء القيامة (لوقا 24:44-48). أي أنه كان عليهم أن يربطوا بين المسيح الذي عرفوه قبل القيامة وبين مسيح ما بعد القيامة. هذا الذي هو الآن واقف أمامهم وجها لوجه. لقد رأوه الآن. ثم تراءى بهيئة أخرى لتلميذي عماوس ثم تراءى لهم مع توما. ثم تراءى لهم وهم على الطعام فوبخهم لعدم إيمانهم وقساوة قلوبهم (مرقس16:9-14). لقد رأوه ولمسوه وتأكدوا أنه ليس خيالا. بل حقيقة ذات وضع جديد وخصوصية جديدة تسمح له بالحضور متى شاء وأين شاء.

  وهكذا وبعد عدة أيام من تردد وشك ، آمن التلاميذ بالمسيح القائم من القبر : " ربي وإلهي" . لقد فتح الرب أذهانهم وعقولهم لأنهم كانوا مخلصين له . وإذا كان طبعهم البشري لايستطيع الوصول إلى استنتاجات سريعة ، فإن نيتهم الصافية وقلبهم الطيب وانتظارهم ليسوع أعدَّهم لقبول نوره. وهكذا، وبعد أن امتلأوا من نوره، فهموا كل هذا الذي يجري أمامهم .

 على أساس هذا الإيمان الراسخ بقيامة المسيح، دمج الرسل واقع حياتهم الشخصي بواقع المسيح، الذي استأثر بهم ودفعهم إلى أن يذهبوا، بحبهم له وإخلاصهم لرسالته، إلى أقصى حدود البذل والعطاء. ولم يستطع شيء ولا بشر أن يفصلهم عن محبة المسيح : فلا شدة ولا ضيق ولا اضطهاد ولا جوع ولا عري ولا خطر ولا سيف ولا موت ولا حياة ولا الملائكة ولا الرؤساء ولا حاضر ولا مستقبل ولا قوات ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تستطيع أن تفصلهم عن محبة يسوع" وعن إيمانهم بالقائم من القبر ، الذي صاروا له شهودا ورسلا

( رومية8 :35-39)

 يسوع القائم من القبر واقف اليوم أيضا على أبواب بيوتنا وقلوبنا . بل هو الآن حاضر بيننا يقول لنا : أنا هو لا تخافوا" . فماذا يكون موقفنا نحن اليوم في هذا البلد وفي هذه البيئة ووسط هذا الشعب ؟

 على  مثال الرسل يجب أن نتحرك مسخرين جهودنا كلها في جعل المسيح المركز الوحيد لحياتنا البشرية والاجتماعية والروحية . فالرسل قاسَوا صعوبات جمَّة من أمم وثنية لا تفهم معاني الطهر والمحبة والأمانة . شعوب منغمسة في تأليه الشهوة وفساد الأخلاق. تحدّى الرسل كل هذا وقبلوا الموت ليثبتوا أن المسيح هو الرب وأن الحياة بالمسيح هي حياة محبة وإخلاص واحترام الآخر. هكذا نحن أيضا اليوم علينا أن نتحدى ما نراه من حولنا من تسيب في الأخلاق وتستهزاء بحرمة الحياة . والرب الذي هو قادر على كل شيىْ هو يؤتينا القوة والغلبية . آمين.

  

م. ج.

زائر رسولي