مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد      الأحد الثاني بعد الدنح      يوحنا 1 : 43-51

 

      معمودية واحدة لمغفرة الخطايا

   من الآن ترون السماء مفتوحة " . بيسوع المسيح انفتحت السماء على الأرض ونزل الروح القدس ليقدس الكل. وشهد الآب أن ابنه الحبيب أصبح من سكان الأرض. وأن حميع الآتين إليه يطعيهم أن يكونوا أبناءه. أولئك الذين لا من هوى لحم ولا من مشيئة رجل بل من الله ولدوا .  والولادة هنا ولادة إيمان. ولادة روحية ننالها بالعماد. 

كما قرأنا في الانجيل يسوع بدأ باختيار تلاميذه الواحد تلو الآخر وشرع يهذبهم ويُعدّهم لينقلوا بشارته إلى جميع الأمم. هكذا نحن أيضا يختارنا المسيح الواحد تلو الآخر بالعماد. جاعلا كلا منا أبنا ورسولا ووارثا . ايماننا بيسوع وانتماؤنا إليه واعتمادنا باسمه ليس كلاما بل هو فعل إيمان. والإيمان ليس كلاما وتعابير تضيع في الهواء ، بل هو قبول  وإقرار بحقيقة الله . والاعتراف بشخص يسوع المسيح والالتزام بتعاليمه. والاتحاد به اتحادا لا يزول ولا ينتهي. يقول القديس بولس :" فإنكم كلكم معشر الذين تعمدتم بالمسيح فالمسيح لبستم" ( غلاطية 3: 26-27).  ويضيف القديس اوغسطينوس بقوله : " أن نؤمن بالله يعني أن نحبه وننضم إليه ونتحد به ". والإيمان بالله ، إخوتي؛ يعني الإيمان بكل التدبير الخلاصي الذي حققه يسوع المسيح بصلبه وموته وقيامته وبتأسيسه الكنيسة والأسرار لتطهير نفوسنا. وأول هذه الأسرار  هو سر المعمودية لمغفرة الخطايا. أي لتطهير النفس وجعلها عضوا في شعب الله.

 فبما أننا بالمعمودية لبسنا المسيح. وأصبحنا وإياه واحدا كما يقول التقليد في الكنيسة " كل مسيحي هو مسيح آخر على الأرض". فنحن بنتيجة ذلك إخوة يسوع وأبناء الآب. من هنا أصبح لزاما علينا أن نتصرف بما يليق بشرف الله أبينا بكل ما من شأنه أن يرفع اسمه ، تماما كما يطلب يسوع منا في إنجيله المقدس عندما يقول: "لكي يرى الناس أعمالكم ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 16) أو كما يقول مار بولس " أنا حيّ ولكن لست أنا بل المسيح حيّ فيّ "(غلاطية 2: 20).  

لم يعد لنا الحق في أن نتصرف على هوانا بعد أن انتمينا إلى المسيح. وأصبحنا من عائلة ربها هو الله القدوس. لم يعد لنا الحق أن نجلب العار على اسم عائلة لنا فيها يسوع أخا. لقد اصبحنا في النور وأعمالنا أصبحت معروفة . فلا يجوز لنا أن نجلب العار على اسم  ربنا وعلى شهرة عائلتنا . نحن ابناء النور وعلينا أن نسلك في النور لكي يرى العالم ويمجدوا أبانا الذي في السموات.

      بتصرفنا الواضح وسلوكنا الصالح وإيماننا القوي الذي لا يخاف ولا يخجل أمام الأفكار والتيارات الفاسدة في هذا العالم ، يمكننا أن نواصل رسالة يسوع االخلاصية على الأرض .  آمين .

 

       

م. ج.

زائر رسولي