مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     إنجيل الأحد    أحد تجديد البيعة    يوحنا 10 :22- 42

  

دعوة إلى التجدد

 

        أحد تجديد البيعة هو لنا دعوة إلى التجدد . والتجدد ليس تقليدَ الغير ومجاراتهم في المظاهر الخارجية وفي انماط الحياة الاجتماعية العصرية. إنما المقصود بالتجدد هو بناء الشخصية وتعمير الحياة المسيحية وتجديدها باستمرار . وتطهير الذات وقلع العادات الذميمة من حقل حياتنا وغرس الجديد وفق المثل المسيحية النابعة من الإنجيل ومن تعاليم الكنيسة . نحن المسيحيين لنا كنز لا ينضب من التعاليم المحيية والمناهج الخلاصية والوصايا النابعة من قلب الله وحبه الكبير لنا. الانجيل المقدس هو خميرة الحياة وسعادتها. (رو7: 6 ، قولس1: 10  و3: 9-10 ، متى3: 33 ، أف3: 16).

      الحياة تتغير اليوم بسرعة فائقة. المجتمعات تتغير، كل شيء يتغير وإن لم يكن دائما نحو الأفضل. الانجيل لا يتغير. ومع ذلك فهو دوما جديد في كل زمان ومكان. لماذا ؟ لأنه إلهي بتعليمه وقيمه ومبادئه . فهو كلام الله وهو ارادة الله وحبه وقلبه . والله واحد باق لا يناله عُتق ولا نقص ولا تغيير. هو أبداً جديدُ. يتوافق مع متطلبات كل عصر . ويتجاوب مع حاجات كل حضارة وثقافة وعقلية. إنه بالأمس واليوم وغدا . هو نفسه للعالِم وللجاهل. وهو نفسه للغني وللفقير. وهو هو نفسه للطالب وللعامل ولكل انسان. لأنه كلمة الحق والحق واحد باق. لا يناله تغيير .

      وإذا كنا نشهد اليوم لدى الكثير من الناس ابتعادا عن الإنجيل، فلأن هؤلاء لا يرون في الإنجيل ما يتوافق مع رغباتهم الآنية. أو مع شهواتهم العابرة، أو مع حساباتهم الشخصية أو فهمهم المخشوش أو انتظاراتهم المغرورة. فهذه الأمور تجذب الضعفاء وتلبي ميول الشهوة الحيوانية ولا تعالج بؤس الانسان . فيما القيم الانجيلية تفرض التزاما فكريا وسلوكيا بالبرنامج الحياتي الذي ترسمه : مِن إيمانٍ بالله وإخلاص للقيم البشرية وبناء المجتمع ومحبة الإخوة والتضحية في سبيل الآخر... الإنجيل هو دستور حياة يتطلب شجاعة ونكرانا . فمن كان جبانا، يفضل  مصالحه الشخصية على الله وعلى الخير العام، فهذا لا يستطيع  أن يتبع يسوع . " من لا يحمل صليبه كل يوم ويأتي ورائي لا يستحقني".

           نحن اليومَ وكلَّ يوم مدعوون إلى التجدد في الروح والسلوك والأفكار. إلى التجدد في الضمير والرؤيا لنرى بوضوح ما لله وما للقريب. ونختار ما يخدم ويسهم في إدامة مناخ مسيحي صاف يعيش فيه الإنسان، كل إنسا،، ابنا حقيقيا للملكوت. ويحافظ على القيم الروحية والزمنية . " أطلبوا ملكوت  الله وبره، وهذا كله يزاد لكم" (متى 6: 33).   جَدّد اللهم فينا روحك لنهيء لك كل يوم قلبا جديدا تسكنه أنت وتشع من خلاله على كل مَن نلتقيه وكل من نعيش معه .  آمين

       

م. ج.

زائر رسولي