مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد    عيد القيـامة المجيدة      مرقس  16:  1 - 10

 ... وقام في اليـوم الثالث ...

          ثلاثة أحداث رئيسية في حياة يسوع  تدهش العقل البشري. ميلاده وموته وقيامته. وإذا كان الاثنان الأولان الميلاد والموت يشبهان من حيث المسار الطبيعي حياة كل إنسان. إذ أن كل الناس يولدون ويموتون. فإن الحدث الأعظم الذي لم يؤشر التاريخ ولن يؤشر مثيلا له مطلقا، هو أن هذا المولود من مريم العذراء والمائت على الصليب يوم الجمعة العظيمة " قد قام حقا في اليوم الثالث". وهكذا فإن القيامة هي قمة الابداع في حياة يسوع. بحيث لولاها لكان إيماننا باطلا كما يقول بولس الرسول. قيامة يسوع وحدها أثبتت للجميع، ابتداء من الرسل، بأن هذا المسيح، الذي عاش بينهم ومات أمامهم وقبر كسائر الموتى، هو حقا ابن الله الحي الذي لا يمكن للموت أن يملك عليه.

          ولكن رُبّ سائل: على أي أساس نؤمن نحن اليوم بأن المسيح قد قام ؟

          الجواب على هذا السؤال يأتينا من قانون الإيمان وقبله من الإنجيل المقدس. ثم من كتاب أعمال الرسل. ومن الرسائل التي ترك لنا فيها هؤلاء الرسل شهاداتهِم وخبرتَهم في قيامة الرب يسوع. فجاءت كرازاتهم الكلامية والمكتوبة مكثفة ومركزة حول المحور الأساس للدين المسيحي كله.  فهذا مار بطرس يخطب في اليهود، بعد العنصرة، فيقول: " هذا الذي قتلتموه وصلبتموه... ما عاين جسده الفساد. فيسوع هذا أقامه الله، ونحن بأجمعنا شهوده"(اعمال2:24 و31-32). وفي موضع آخر يضيف بطرس : " الذي قتلوه إذ علقوه على خشبة هو الذي أقامه الله في اليوم الثالث... ونحن الذين أكلوا وشربوا معه بعد قيامته... أَوصَانا أن نبشر الشعب ونشهد أنه هو الذي أقامه الله ديانا للأحياء والأموات" (أعمال10 : 40 -43 ) . ومار بولس يؤكد لأهل قورنثية ، أنه " لولا القيامة لكان كل شيء باطلا، ولكانوا هم أي الرسل شهود زور" (1فور 16:14-15). والكنيسة منذ أجيالها الأولى أثبتت في مجامعها الأولى أن يسوع ... صلب ومات وقبر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب.  والإنجيل المقدس الذي لم يختلف عليه المسيحيون بكل فئاتهم وحتى اليوم، ليس إلا شهادة حية تتمركز حول موت المسيح وقيامته . ومن أجل هذه الشهادة بذل الرسل دمائهم . فتعرضوا للاضطهاد والسجن والقتل، ولم ينكروا الحقيقة. فالحقيقة يمكن أن تتعذب ولكنها لا تموت أبدا . وإذا كان بيننا من يشبه توما فيمكنه أن يجس آثار المسامير في يدي يسوع وجرح الحربة في جنبه. أجل فنحن كلما قرأنا الإنجيل وتأملنا فيه نكون كمن يَتَلمَّس جسدَ المسيح ويحس بأنفاس حبه  ويركن بين طيات قلبه الطيب.

  

م. ج.

زائر رسولي