مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد      عيد رأس السنة       لوقا 2: 21  ثم4: 14-22 

السلام منوط بك أيضا

تكرس الكنيسة اليومَ الأول من كل سنة يوماً عالميا للسلام. ويخصص الحبر الأعظم ، بهذه المناسبة، رسالة يوجهها إلى جميع المؤمنين. يذكّرهم فيها بالأسس الحقيقية لهذا السلام وضرورته للبشرية. راجيا جميع ذوي الإرادة الصالحة العمل على إرساء أسس متينة وثابتة لسلام عادل ودائم بين الأفراد والعائلات والبلدان والأقوام.  يسوع هو سلام الله مع الناس لأنه صالح بشخصه البشرية مع خالقها. وهو جاء ليرسي قواعد هذا السلام بين الناس أجمع حتى يجعل منهم إخوة. " طوبى لفاعلي السلام فإنهم بني الله يدعون ". وهو ذاته أفهمنا بأن السلام غير ممكن دون محبة . ذلك بأن السلام هو ثمرة المحبة . وحيث المحبة هناك الله لأن الله محبة هو. " بهذا يعرف العالم أنكم تلاميذي إذا كان فيكم حب بعضكم لبعض ".

  فالسلام إذن ليس خيالا ولا هو فكرة مجردة. إنه نتيجة ملموسة  لفعل إرادة انسانية صالحة. إنه متعلق بحرية الإنسان وبإرادته . وإذا كان هناك عوامل أخرى  تعمل على صنع هذا السلام فالإنسان ذاته هو منها بل هو أهمها وأولها. لأن الإنسان هو سيد أعماله واختراعاته ومشاريعه. وأهم مشروع يقوم به لبناء مجتمع سعيد هو مشروع السلام. وهكذا فالسلام ضرورة وواجب يقع على عاتق كل واحد منا. وهو يُلزمنا بالأول نحن المسيحيين. لأننا أبناء السلام الذي نادى به الملائكة منذ أول يوم من ولادة المسيح ملك السلام" المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام " . السلام استودعكم . سلامي أعطيتكم " . فلا أحد منا يستطيع التهرب من مسؤولية صنع السلام وإدامته بين الناس.

    من هنا واجب توجيه عقلنا وفكرنا وقلبنا ومواهبنا إلى خدمة السلام. صغارا كنا أم كبارا، فقراء كنا أم أغنياء، روحيين كنا أم سياسيين،  عمالا أم أرباب عمل ... علينا منذ الآن البدء في تغيير نظرتنا إلى الآخر وإلى الحياة وإلى المجتمع وإلى التاريخ. تاركين وراءنا كل السلبيات التي تثير فينا الحقد والكراهية، وكل الأحكام والظنون المتأثرة بالأنانية وبالتمييز العنصري والطبقي. عندئذ تنطلق الثورة الحقيقية على الكراهية وعلى الظلم والأحقاد والحروب. فيتغير الأنسان من ذئب لأخيه الإنسان إلى أخ محب. الحقد والكراهية وحب الانتقام هذه ليست من شيم ملكوت الله الذي هو حب وسلام . ولا هي من أخلاقية الإنجيل المقدس الذي نهج طريق المحبة بين جميع الأفراد والشعوب. علينا إذن أن نكون أولا في سلام مع الله. فمن ليس في سلام مع الله ومع ضميره لا يستطيع أن يكون عامل سلام في مجتمعه. قوموا اليوم بفعل يدل على أنكم بدأتم بالمصالحة مع الله ومع القريب. وليكن السلام الذي ستتبادلونه أثناء هذا القداس فرصة لكم تعبرون فيها بطريقتكم عن الصفح والغفران . فتكون صلاة الأبانا التي تتبع تعبيرا معيوشا: " واغفر لنا خطايانا كما نحن أيضا نغفر لمن أخطأ إلينا...". بهذا الروح يجب أن نبدأ سنتنا الجديدة . فتكون لنا سنة خيرح وفرح وسلام. آمين.

 

       

م. ج.

زائر رسولي