مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     إنجيل الأحد     أحد تقديس البيعة     متى 16: 13-20

  الموضوع العام لهذه السنة

 الأسـرار  والصـلاة

يسرنا أن نضع بين أييدكم مواعظ السنة الطقسية 2007-2008  وموضوعها العام هو " الأسرار والصلاة" .

متحاشين الاسلوب الاهوتي الصعب. مركزين على الناحية العملية وفق متطلبات حياة المؤمنين الحاضرة.

مواضيع هذه السنة تدور حول المسيح في حياتنا عبر الأسرار والصلاة . عسى تأملاتنا هذه تزيدنا معرفة بيسوع، وإيمانا به وحبا له ولإخوتنا، الذين منه يتغذون مثلما نتغذى نحن أي بيسوع نفسه عبر الأسرار المقدسة والصلاة.

 المسيح هو الطريقٌ والحقٌ والحياة (يو14.6)

من خلال النصوص الانجيلية، والتشابيه الواردة فيه، تتبين لنا شخصية المسيح بشكل أقرب إلى إدراكنا. فهو الطريق والحق والحياة. وهو القيامة والحياة. وهو نور العالم. وهو الخبز النازل من السماء. ولديه الماء الحي الذي إن شربه أحد لا يعطش أبدا. هذه التشابيه، وأخرى غيرها، تعبر عن حقيقة المسيح وفعله في حياة البشر. إنه الفادي الذي يشمل عمل خلاصه كل البشر، من آدم إلى آخر إنسان في المكان وفي الزمان. وذلك عن طريق الأسرار التي أسسها لتواصل مسيرة الخلاص ما دامت الأجيال. وعن طريق الصلاة التي هي حديث الحب، ومسامرة الثقة، والتعبير عن إيمان راسخ ينقل الجبال.

ويسوع نفسه من خلال الصلاة والأسرار، يريد أن يقيم بينه وبيننا كما بيننا وبين الناس حوارا دائما . وتعاوننا متبادلا من أجل تحقيق خلاص الإنسان. طبعا لكي يتم هذا الحوار على الإنسان أن يقبل به، ويدخل طوعا مع المسيح في علاقة محبة وصداقة وأخوّة متبادلة. ويقبل بتوجيهاته ويجسِّد بالفعل تعاليمه المقدسة.

ونحن الآن في هذه الساعة، نحن ما هو موقفنا من يسوع ؟ من هو يسوع بالنسبة إلينا ؟. هل هوشخص خيالي أو وجه تراثي.أم حقيقة ثابتة وإن غير منظورة بالعين ؟ أحبائي أسمعكم تجاوبون مثل بطرس " المسيح بالنسبة لنا هو ابن الله وهو الطريق والحق والحياة. وإذا كنا لا نراه بأعيننا فإننا بالإيمان نراه. وبالحب نعيش فيه ومنه ولأجله. يسوع هو ربنا وهو مخلصنا وهو حبيبنا وصديق دربنا وغذاء نفوسنا .

ومع ذلك فيسوع يريدنا أن نتعاون معه، ونشاركه عمله واتعابه في خلاص النفوس . فهو طلب منا أن نذهب ونبشر العالم. ونعرِّف الناس به، بأخلاقه وبقداسته وبتعاليمه التي هي لخلاصنا. فلا كراهية ولا بغضاء ولا تمييز في علاقاتنا بالناس، بل خدمة وتوجيه وإرشاد ومحبة وهداية . كلُ منا يخدم حسب الوزنات التي أعطاه إياها الرب. وكل مخدوم حسب حاجاته نخدمه. حتى يرى فينا وجه يسوع، الذي حبا بنا صار كالخادم بيننا. فغسل أقدام تلاميذه وأوصاهم أن يفعلوا هم كذلك. أي أن يكونوا مستعدين لكل خدمة. كي يحملوا إلى الناس حبه وتفانيه . آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي