مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

    السنة الطقسية  2007-2008   الأحـد الجديـد    يوحنا 20: 26-31

سر الزواج وقدسية الحب

    " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة (أفسس 5: 25)

   لما كانت مواعظ هذه السنة تدور حول الأسرار والصلاة . نأتي اليوم إلى التأمل في سر الزواج المقدس. بادئين بالاستعداد لهذا السر العظيم، ومفاهيم الحب في الخطوبة كمرحلة تَطبّع وتعارف. أولا احتراما لهذا السر وثانيا لئلا يصطدم السر مستقبلا  بما لا تحمد عقباه. فسر الزواج هو أيضا سر اجتماعي وله ضوابط قانونية .

          إن الله تعالى محبة وهو يشركنا بمحبته، ويريد أن تمتد هذه المحبة عبر قلوبنا إلى غيرنا فنكون شاهدين لحبه ومحققين مقاصده من هذا الحب. ومقاصده من الحب الزوجي هو قداسة الزوجين والمشاركة معه في فعل الخلق بإيلاد البنين وتربيتهم.  وهكذا فالزواج سر ينال أعماق النفس ويجمع بين جسدين وروحين وإرادتين . ولأنه هكذا فهو سر لا يخلو من صعوبة . إذ ليس من السهل أن يعيش الإنسان عاملا بأرادة الآخر وعائشا دوما بانتباه إلى ما يريده الآخر ومتحملا أيضا ضعف الآخر وأحيانا نقائصه وأحيانا أخرى أخطاءه. وهذا  ما جعل بطرس يقول : " إذا كان هذا حال الرجل مع المرأة فالأحسن أن لا يتزوج المرء" ولكن يسوع يجيب. ما هو غير مستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله. فالزواج كونه سر هو مسنود بنعمة الله التي تجعل منه سعادة بين الزوجين وسعادة حتى في العسر واليسر وفي الضيق والراحة. واستعدادا لهذا السر واستباقا لمشاكل قد تعرقله مستقبلاً ، رأت الكنيسة ضرورة الخطبة . أي حتمية الفترة الاستعدادية له للتعارف على الطبع الآخر وهندسة المستقبل فيأتي صالحا ومقبولا وسعيدا. والخطوبة الحقيقية والمقرر تكون وكأنها قران روحي على مثال يوسف ومريم. لذا فهي ليست فترة تلهي وعربدة. ولا هي حرية التصرف في العلاقات العاطفية والحركات الجنسية والقيام بما ليس مقبولا . وما نراه هنا في مجتمع الغرب من تصرف طليق، فهوخطأ وخروج عن أصول الحياة الزوجية إذا ما حصلت. أياكم أن تتهاونوا في هذا الأمر. إنه سوك وثني لا يتوافق مع أخلاق تعاليم المسيح.

          فترة الخطوبة هي ضرورية من أجل أن يدرك الشباب من كلا الجنسين، مفهوم الحب الصحيح. لأن تجربة الإنسان العظمى هي الأنانية. حين لا يهتم المرء إلا لنفسه. فلا تهمه راحة الآخر بل تقوده السطحية واللامبالاة إلى التقلب من صداقة إلى أخرى ، ومن حب إلى آخر. فلا يشعر بعد فترة إلا وقد سيطر عليه القلق وفقدَ إيمانه بالحب الصحيح. الصداقة الحقيقية هي وحدها الجو السليم للحب. لذا نوصي الشباب أن يعرفوا كيف يحبوا برفعة وكرامة النفس واحترام الآخر. فلا يندفعون بخفة وطيش وراء اللهو والعبث. فالعبث بالحب هو كالاحتراق بالنار. ولزيادة المعلومات هناك كتب تقدّم المفهوم الصحيح عن الحب والجنس والزواج. فليطالعها شبابنا بدلا من قراءة كتب ومجلات رخيصة. وليستعينوا بالأكبر منهم لاسيما بذويهم، ليساعدوهم على تفهم أسرار الحياة ومهام الزوجين. ولا يغربَنَّ عن بالنا كمسيحيين مسؤولين أمام الله، أن نقيّمَ الحب في حياتنا الخاصة والعامة. لاسيما وسط عالم باتتْ فيه مفاهيم الحب متعددة بل ومتناقضة ومشبوهة.  فلنعمل من أجل الحب الذي يعلمنا إياه المسيح الذي أحب مجانا وأحب حتى الموت.    آمين.   

 

م. ج.

زائر رسولي