مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008  الأحد الثالث  بعد الدنح   يوحنا 5 : 31-47

 
 التوبة مصالحة مع الآخَر

   " أغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن أيضا نغفر لمن أخطأ إلينا" ويعلمنا يسوع أيضا في محل آخر فيقول : " اغفروا يغفر لكم". فإن لم تغفروا للغير فإن أباكم السماوي لا يغفر لكم زلاتكم".

          إذا كان كل إنسان هو أخي لأنه مخلوق مثلي على صورة أب واحد،  وإذا كانت السعادة في محبة الله، فاكتمالنا الروحي يكون بقدر ما نتجاوب مع محبة الله والقريب. وسعادتنا تكون بقدر ما نرى الله في القريب.  عندما نبرهن عن حبنا لله بالمحبة التي نبديها نحو القريب : " إن الله لم يشاهده أحد قط. فإن نحن أحببنا بعضنا بعضا أقام الله فينا، وكانت محبته كاملة فينا" (1 يوحنا 4: 12).

          ولعل أهم فعل محبة نقوم به تجاه قريبنا هو العفو عما أساء به إلينا. بذلك نكون قد أرضينا الرب وأرَحنا ضميرنا. عدا عن أننا نكون قد أعطينا مثالا رائعا للآخرين. والقريب الذي نحن بصدده  ليس خيالا ولا هو مجهول. بل هو أولا أبناء عائلتنا وجيراننا وبلدنا، هو كل إنسان نلتقيه، في الحي الواحد والمعمل الواحد. من هؤلاء الناس من لا تعجبنا طبائعهم وهناك من لا يؤنسنا كلامهم . هناك من نظنهم أنانيين لا يُحتملون وهناك مَن نحكم عليهم من دون أن نعرفهم أو أن نتعرف عليهم جيدا. ليس من الضرور إخوتي أن يكون كل الناس من النوع الذي نرتاح إليه . فنحن لسنا مقياسا للناس ولا نحن قاعدة للخير والسيرة المثالية. فنحن أيضا يمكن أن نكون غير مريحين للآخرين. المسيح وحده هو مثال الأخلاق والخير والكمال. فلو كنا نحن نحب فقط من هم على ذوقنا لكانت محبتنا محصورة جدا.  وربما أنيانية إلى حد فقدان هويتها المسيحية. أيُّ فضلٍ لنا إن كنا نحب فقط من يحبوننا ومن نرتاح إليهم ؟ أليس العشارون والخطأة يفعلون ذلك؟ صحيح لسنا ملزمين أن نذهب ونقبل  أو نعاشر الذين لا نرتاح إليهم. لا . ليس هذا هو المطلوب. إنما المطلوب هو أن نحترم كل إنسان بما هو عليه. وإن كان هذا الإنسان سيء الطباع لسنا ملزمين أن ننحشر به . المهم أن نحترمه كما هو ونتركه دون تحقير أو كلام مسيء.  في كل الأحوال، المصالحة تغفر الخطايا أيضا. والتعبير عن هذه المصالحة يمكن أن يكون بأوجه عدة منها الخدمة عندما يحتاجنا. والمساعدة في جميع أشكالها. والاهتمام من أجل خلاص هذا القريب أو ذاك. مهما كان صغيرا أو كبيرا،  فقيرا أو غنيا، صحيحَ الجسم أم مريضا . كل من هؤلا يحتاجنا حسب حالته الخاصة.

يقول مار يعقوب إن الصدقة تسترجمّا من الخطايا. وهذا يعني أن فعل محبة طوعي نقوم به تجاه القريب يغفر أيضا خطايانا الكثيرة. اعلموا أحبائي بأن الله في آخر حياتنا سوف يديننا على المحبة وعلى الغفران لأخينا الإنسان. ولا من يشفع حينذاك سوى المحبة التي نكون قد فعلناها مع الآخرين. يقول يوحنا في رسالته الأولى: "إن قال أحد إني أحب الله وهو يبغض أخاه، فهو كاذب. فمن لا يحب أخاه وهو يراه ، لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه" .

 

لنبقى على أهبة الاستعداد لتلبية الحاجات التي يكون فيها هذا أو ذاك من الناس. وأهم حاجتهم إلينا

هي أن نغفر لهم عندما يسيئون إلينا. وهكذا نتشبه بأبينا السماوي. وهو يزيد ويغفر لنا أضعافا. آمين.

 

 

م. ج.

زائر رسولي