مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     السنة الطقسية  2007-2008    عيد الميـلاد    يوحنا1 : 1-17

القداس فعل شـكر متواصل

          "والكلمة صار جسدا وحل فينا". فرح اليوم لا يضاهيه فرح في الدنيا. الله يصير بشرا ليؤهل ويجعل منا أبناء له. أولئك الذين لا من هوى لحم، ولا من مشيئة بشر، بل من الله ولدوا. فنحن بالمعمودية ولدنا إلى حياة الله. كل الأسرار تأخذ قوتها من الكلمة الذي صار إنسانا وحل فيما بيننا.

          فإزاء هذه النعمة نحن لا يسعنا إلا أن نشكر الرب على تنازله واتخاذه طبعنا ليستطيع السكنى فيما بيننا. لقد أخلى ذاته وصار عبدا من أجلنا. " وما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه. أنتم أحبائي" ما أطيب وما ألذّ هذه الكلمة : أنتم أحبائي. يسوع يقول لكل واحد منا : " عزيزي... فلان... أنا أحبك لا تخف أنا معك . أنتَ نمتَ طفلا في منام دافئ نظيف. وأنا حبا بك نمتُ في مذود حقير  بمغارة باردة بين حيوانين منسيين وعائلة فقيرة ". أمام هكذا كلام، وأمام هذه الحقيقة، وأمام هذا المذبح الذي هو مائدة يقدم عليها يسوع نفسه مأكلا ومشربا لنقتات ونحيا ونسعد. أمام هذا كله لا يسعنا إلا أن نشكره . وأجزل شكر هو اشتراكنا بالقدس الإلهي الذي هو حقا ذبيحة شكر.

          كل الشعوب القديمة اعتادوا تأدية الشكر للآلهة ، بتقديم الذبائح وبالولائم والهديا. أما شكرنا نحن المفديين بدم يسوع، فهو قداسنا الذي نواصل فيه اجتماعنا واشتراكنا بذبيحة الشكر التي قدمها الحمل الجديد يسوع المسيح . ويتبيّن ذلك من الصلوات التي يتلوها الكاهن على المذبح وهي مليئة بالشكر مثل هذه: ونرفع اليك الحمد والشكر.... بك يليق المجد والشكر. 

          ما أحوجنا إلى أن نتعلم تقديم الشكر للرب على كل احساناته إلينا . فالشكر دليل اعترافنا بالجميل. بالشكر نرى يد الله التي تعطي دوما وتعطي حتى ذاتها . بالشكر نكون قد خرجنا عن أنانيتنا وكبريائنا واعترفنا بأن ما يأتينا من الأفضال هو من فضل الله لا منا. وكما أن ذبيحة القداس هي ملحمة حب، فهي قمة الشكر للآب الذي وهبنا فيها ابنه الوحيد. هكذا يجب أن يكون اشتراكنا في بيحة القداس ، شكر دائم  للرب. كما أن هذا الشكر يهذّب أيضا علاقاتنا الاجتماعية والعائلية. فنتجاوب مع كل عمل خير ومحبة يقدمه أحد لنامتجاوبين معه بكلمة شكر. متذكرين أننا كلما فعلنا خيرا مع أحد فكأننا نحقق في حياتنا وبطريقة سرية ذبيحة الشكر لله.

   ويسوع الطفل يذكرنا اليوم بأعظم فعل حب فله منا كل شكرنا وحبنا .

         

( ثم يمكن للكاهن أن يقدم التهاني لأبناء رعيته بأدعية يراها هو مناسبة...)

 

م. ج.

زائر رسولي