مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008   عيد القيـامة المجيدة     مرقس  16:  1 - 10 

 

لقد قام كما قال                             

                             المسيح قام ... حقا قام  .                          

      هذه كانت عبارة يرددها آباؤنا وجدودنا كتحية خاصة في مثل هذه الأيام المباركة. وجميل منا أن نرددها نحن أيضا بكل اقتناع وحماس وفخر. لأنها خير تعبير عن إيماننا بالقيامة. عدا أنها تمثل إيمان جدودنا وإيمان الكنيسة

       لقد ظن الجميع في أورشليم أن المسيح لن يقوم للأبد. إذ كيف يقوم المائت؟ والمسيح قد صلب ومات ودفن. أعداؤه كانوا واثقين من أنه لن يقوم. وتلاميذه كانوا يشكون في قيامته. نَسَوا أو لم يؤمنوا أنه ابن الله القادر على كل شيء. وأنه جاء ليحطم الموت. فبدأوا يتبددون وفي قلبهم غصة. ويسوع كان قد أكّد لهم بأنه: " يبذل نفسه لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16)  كما أكد لهم أيضا أن مشيئة الآب هي : " أن تكون لكل من يرى ويؤمن به الحياة الأبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يوحنا 6: 4) . وفي محل آخر يقول: " أما أنا فقد أتيت لتكون لهم الحياة (يوحنا 10: 10).

          ولكن يسوع الذي هو القيامة والحياة قد قام حقا وثبت إيمان جماعته المتذبذب. لأنه لو " كان المسيح لم يقم، فإيمانكم باطل" (1قور15: 17). ولكن المسيح قام " فابتُلِع الموت في الغلبة (قور 15: 54). فأين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا جحيم. لقد ابتُلِع الموت بالحياة" . 

      المسيح  هو رئيس جنسنا. وهو آدم الثاني الذي أصلح في الطبيعة البشرية ما أفسده آدم الأول.  وقيامة المسيح هي قيامتنا نحن. لأننا أعضاء في جسده السري وقيامة الرأس هي قيامة الجسد كله. ولكن قبل أن نصل إلى القيامة الأخيرة يدعونا يسوع منذ الآن ، إلى قيامة أخرى هي قيامة إلى حياة البر والقداسة.  وقد باشر المسيح فينا فعلا هذه الحياة منذ العماد، حيث " دفنا معه للموت ، حتى أننا كما قام المسيح من بين الأموات بمجد الآب، كذلك نسلك نحن أيضا في حياة جديدة" (رومية6: 4).

     فلنردد بقلوب مفعمة بالفرح : قام ، قام المسيح..، إنها أنشودة نصر خالدة لنا ، لإيماننا ، لحياتنا المسيحية. وعندما نضعف أمام تجارب هذه الحياة ، أو تسودّ الدنيا في عيوننا، أو يوقف مسيرتَنا عائق أو مستحيلٌ، فلنصرخ: المسيح قام، وسنقوم حتما معه.

          إلى يسوع القائم منتصرا على الموت والشر والخطيئة نتضرع اليوم من أجل أن يدفن كل خبث ومكر ورذيلة وحقد وحرب وعداوة بين الناس. وبين الدول فيسود السلام في العالم ولاسيما في شرقنا العزيز الذي يتألم منذ سنوات عدة من جرى الحروب والويلات.

 

م. ج.

زائر رسولي