مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008    الأحد السادس من الصوم    مرقس 10: 46 - 5

 الصلاة الجماعية

           " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون هناك بينهم " (متى 18: 20)

          عرفتِ الشعوبُ القديمة، في طقوسها الدينية، الصلاة الجماعية. وكانت هذه، هي الصلاة الرسمية، يشترك فيها الأفراد لتأدية واجب السجود للإله، ولتقديم ذبائح الشكر والتكفير أوذبائح درء الأخطار.

          والمسيح الذي يريد قلبَ الإنسان " يا ولدي أعطني قلبك"  المسيح الذي قدم ذاته ذبيحةَ تكفيٍر وشكر وغفران وحماية، أشار أيضا إلى وجوب الاجتماع للصلاة سوية. مشددا على الصلاة الجماعية بل ومُظهرا  أهميتها ومحبته له فقال : " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون هناك بينهم". وعملا برغبة المسيح دأب الرسل والجماعات المسيحية الأولى على الاجتماع للصلاة. وقد ذكر لنا كتاب أعمال الرسل ذلك فقال: " وكانوا مواظبين على تعليم الرسل... وعلى الصلاة" ( أعمال2: 42). " وكانوا ملازمين الهيكل بنفس واحدة " (اعمال 2: 46). حتى أن أعمالهم المهمة ما كانوا لِيباشروا بها إلا بعد الصلاة المشتركة، مثلما فعلوا يوم انتخبوا متيّا الرسول عوضا عن يهوذا الاسخريوطي. (أعمال 1: 24). وفي السجن كان " بولس وتلميذه سيلا يسبحان الله في صلاتهما والسجناء يصغون إليهما" (أعمال 16: 25).

          والتاريخ مليىء بإشارات إلى ما قاساه المسيحيون الأبطال. ليس فقط في سبيل الإيمان بيسوع الناصري ، بل أيضا في سبيل إقامة اجتماعاتهم الدينية للصلاة وتقديم الذبيحة الإلهية . وما تزال آثار تلك المضايقات وتلك الصلوات التي لم تنقطع بالرغم من كل شيء. أجل ما زالت آثار تلك الحقبات بادية بوضوح في روما تحت الأرض. والدياميس خير شاهد حتى اليوم لشجاعة من سبقونا في الإيمان بيسوع المسيح. أولئك الذين لم يبالوا بالأخطار والاضطهاد والموت حين كانت الحريات الدينية محظورة. بينما إنسان اليوم يستعمل الحرية ليهرب من كل التزام.  أما جماعية الصلاة هي من جماعية الكنيسة ذاتها. والكنيسة هي شعب الله المؤمن والمصلي . فالكنيسة مؤسسة بشرية اجتماعية إضافة إلى كونها إلهية. وكمؤسسة بشرية هي بحاجة إلى ممارسة طقوسها وعباداتها وصلواتها في مكان يضم مجموعات من أفرادها. تماما كما أنتم هنا الآن . فالمسيحي كفرد لا يجد مكانه الطبيعي إلا وسط الجماعة أي في الكنيسة التي هي كل المؤمنين أو في العائلة. وقد قال البابا يوحنا بولس الثاني : " إن العائلة هي كنيسة بيتية".  كل فرد منكم هو واحد من جماعة الله الكبيرة. وهو مرتبط بها في كل عمل يقوم به، وصلاته الفردية تكتسب معنى أسمى إذا اتحدت بصلاة الجماعة، حتى لو كانت هذه الجماعة من إثنين أوثلاثة.

          يتضح من ذلك كله واجب كل مسيحي أن يدرك التزامه بالقدوم إلى الكنيسة للصلاة وخاصة يوم الرب، فيختلط بالصلاة الجماعية وفي تقديم الذبيحة الإلهية مع سائر إخوته في هذه الكنيسة ومع سائر النفوس المؤمنه في كنائس الأرض كلها. وبذلك يكون أيضا قدوة صالحة لغيره . وبخاصة لأولاده وعائلته ومجتمعه . آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي