مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008    الأحد الخامس من الصوم    لوقا 7 : 11- 18

الصـلاة في العائلة

" كونوا معلِّمينَ بعضكم بعضا بالمزامير والتسابيح وأغاني روحية بالنعمة،

مترنمين في قلوبكم لله " (قول 3: 16)

       التربية المسيحية تقوم على أسس سليمة هي التقوى وخوف الله واحترام الغير.  هذه لنقاط هي في الأساس من كل تربية مسيحية.  هي طريق صالح لتعليم أولادنا فنغرس في نفوسهم الطرية وفي طفولتهم المنفتحة على كل علم ومعرفة، مخافة الرب وإكرام الوالدين واحترام ومحبة القريب. بولس الرسول يوصي بهذا مرات عديدة بإلحاح  " وأنتم أيها الآباء... ربوا أولادكم بتأديب لرب ونصحه" (أفسس6: 4). وفي موضع آخر يحث بولس العائلة على الصلاة وإحياء الليل مواضبين على الدعاء لجميع القديسين" (أفسس6: 18) 

    فعلى العائلة وخاصة على المسؤولين فيها، أي الأب والأم، يقع واجب توفير المناخ الصالح والجو السليم لتلقين الأولاد مبادىء التربية المسيحية القائمة على خوف الله وروح التقوى. ومما لا شك فيه أن للصلاة في العائلة الدور الكبير في خلق هذا الجو الصالح والمناخ النقي في البيت. فالصلاة في العائلة تقوّي الوحدة والتماسك بين أعضائها. لأن يسوع يكون ساكنا فيها، وتكون عينه ساهرة على خلاصها وسعادتها. هذا عدا أن الصلاة في العائلة تغذي وتنمي الحب بين الزوجين. فهما يحبان بعضهما بعضا بصورة أفضل عندما يصليان سوية. ويكونان مثالا صالحا وقدوة لأولادهما.

          العائلة هي المدرسة الأولى للأولاد. والصلاة المشتركة فيها تدفع الأولاد إلى محبة والدِيهم واحترام مقامهم. فالتقوى تضفي على سلطة الآباء مسحة مقدسة وتجعلها مقبولة ومحبوبة. وإذا كانت غالبية الناس تتشكى اليوم من قلة مبالاة الأبناء بآبائهم،  فذلك يعني أن العائلة غير مكترثة لما هو الأهم أي الصلاة. الانشغال بأمور كثيرة يلهي الأم ويبعد الأب عن أولاهما. وعندما يلاحظ الولد أنه ليس موضوع اهتمام والديه ، يشرد إلى حاله ويفتش عما يعوض له عن هذا الإهمال. الولد ينظر ويرى قبل أن يسمع. إنه يراقب والديه متأملا منهم أن يرسموا له طريقا لسعادته وخطة لتقدمه. وأعظم عمل نؤثر به على أولادنا هو الخشوع والصلاة والاختلاء في العائلة ولو لبضعة دقائق يوميا أو من حين إلى آخر. ذكرت القديسة ترازيا الطفل يسوع عن والدها تقول: " ما كان عليَّ إلا أن أنظر ه يصلي حتى أعرف كيف يصلي القديسون" .

          فإلى الآباء والأمهات هذا النداء : احرصوا على تغذية أولادكم بروح التقوى والصلاة. احمعوهم منذ صغرهم حولكم مساء للصلاة أو لقراءة فصل من الانجيل. صلوا أنتم معهم رافقوهم إلى الكنيسة أيام الآحاد والأعياد وإلى اجتماعا دينية. شجعوهم عل الندوات والتلاقي حول الكاهن. هكذا تربون للكنيسة وللمجتمع جيلا صالحا وأولادا سعداء متهيئين لمجابهة صعوبات الحياة. أخذ الله بيدكم وبارك جهودكم. آمين.

 

 

م. ج.

زائر رسولي