مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     السنة الطقسية  2007-2008    أحد  زيارة العذراء     لوقا   1 : 39-56

 
القربـان : عشاء الرب

 خذوا كلوا هذا هو جسدي واشربوا من هذا كلكم ، هذا هو دمي للعهد الجديد متى .. 26: 26-28

       ساعة الوداع ساعة مؤلمة يحاول فيها المسافر أن يترك لمحبيه أغلى ما له. توجيهاته وصيته بل وحتى قلبه. يسوع بعد أن عاش مع تلاميذه، وأعطاهم تعاليمه ووصاياه وأعلن لهم عن إرادته في السير بمشروع الفداء حتى النهاية، أي الموت والقيامة من أجل خلاص النفوس. بعد هذا كله وقبل أن يدخل معركة الدم حتى الموت ثم القيامة والمغادرة إلى الآب في انتظار " لأهيىء لكم مكانا"، زاد فاجتمع بتلاميذه ليلة الفصح التي فيها تعشى وقام بمراسيم الفصح حسب قانون الشريعة القديمة  لينهي بها الفصح العتيق. فصح شريعة القانون والغسول والوضوء والذبائح الحيوانية، ويبدأ الفصح الجديد. فصح عهد الحب حتى الموت، عهد الطهر والنقاوة بالروح قبل الجسد.  فبعد عشاء الفصح أخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطاه لتلاميذه قائلا خذوا كلوا منه كلكم هذا هو جسدي ثم بارك الكاس وقال هذا هو كأس العهد الجديد بدمي اشربوا منه كلكم. إصنعوا هذا لذكري. مَن أكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الأبدية. وبهذا يكون يسوع قد أسس سر القربان المقدس. ذلك العشاء الأخير نسبة إلى حياة يسوع على الأرض لم يكن الأخير بالنسبة إلى المسيحية بل كان هو الأول في سلسلة لن تنتهي حتى منتهى الدهر. ليستطيعَ تناولها كل مَن يؤمن بأن يسوع هو قوت حياة لا تفنى، وقوة لمواصلة الدرب وسط صعوبات الحياة ومتاعبها. وإذا كانت كل النفوس تقتات من هذا الخبز الواحد ، فإن الجميع به يجتمعون ليؤلفوا عائلة واحدة تسودها المحبة. وهكذا فتناولنا جميعا من جسد الرب ومشاركتنا مائدة الذبيحة الإلهية يجعل منا عائلة واحدة رباطها جسد المسيح.

         الاشتراك في جسد الرب ودمه ليس أمرا اختياريا بل ضرورة روحية أساسية، ووصية لازمة سلّمها المسيح لتلاميذه ولأبناء كنيسته من بعدهم ، عندما قال : " خذوا كلوا منه كلّكم" ثم أضاف : " إلّم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه فليس لكم حياة في ذاتكم" . أحبائي الرب سيحاسب كل من تسمّى مسيحيا ولم يتغذّى به. كما أنه سيحاسب كل الذين يحتفظون بهذا الجسد وكأنه ذخيرة أو هدية أو تحفة دون أن يقتربوا منه ويتغذوا به. ذلك بأن يسوع بيننا هو طعام لنا. نحيا به لا تحفة نحتفظ بها في كنائسنا.

         أن نحترم القربان ونسجد له ونبالغ في ذلك، دون أن نتمتّع بخيرات الاقتراب منه، بحجة عدم كفاءتنا واستحقاقنا، فذلك خطأ كبير. لأن المسيح فعلا جاء من أجل الضعفاء والمرضى والجائعين. لقد جاء قوة  للضعفاء وشفاء للمرضى وغفرانا للخطأة . فإذا كنا نشعر بضعفنا وحقارتنا، ونحن جميعا كذلك، وهذا سبب آخر لضرورة الاقتراب منه. " إني ما جئت لأدعو الصديقين إلى التوبة بل الخطأة".فليكن اشتراكنا إذن في القداس  اشتراكا حقيقيا يكتمل بتناول جسد الرب . لأن جسد المسيح هو فصحنا الجديد وهو عشاؤنا الذي لا ينتهي. هو قوتنا في ضعفنا وهو سلامنا في ضيقنا. آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي