مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

    السنة الطقسية  2007-2008     الأحد الرابع بعد القيامة   يوحنا 4: 31-38

 

سر الزواج: مسؤولية الوالدين التربية    

    " أنتم أيها الآباء، لا تغيظوا على أبناءكم، بل ربوهم بتأديب الرب ونصحه" (أفسس6: 4)

     إن العهد الذي يقطعه الرجل والمرأة في سر الزواج، هو عهد يسري مفعوله على الحياة الزوجية بطولها وبكافة نشاطاتها ونتائجها. لأنها معاهدة حب ووحدة تجعل من إثنين كائنا واحدا مسؤولا وواعيا.

      فالزوجان اللذان ارتبطا بالحب في جسد واحد ملتزمان بثمرة هذا العهد وبنتائج هذا الحب. فالإنسجام والتفهم يسبقان كل عمل يقومان به. والمسؤولية تسبق كل نشاط.  وأول ثمرة للحب هي الولد. الولد هو أول موضوع يدخل في العهد. وهو الذي يضع الوالدين بإزاء مسؤولية جديدة. ذلك لأن فعل الزواج هو فعل واع وحر ومسؤول، وعلى الأبوين أن يلتزما به في العناية والتربية. من أجل خلق جيل جديد سعيد ومجتمع إنساني كما يريد الرب ذاته ، هو الذي أعطى الأبوين شرف المشاركة معه في خلق  ولدهم . فعلى الأب وعلى الأم أن يستعدا لمجابهة كل ما تتطلبه التربية من جهد وسهر وصبر . يجب أن يسعى الأب في ممارسة دوره في قيادة الدفة فيستعمل هيبته الطبيعية وسلطته الأبوية بفطنة وحكمة. وعلى الأم أن تقدم حنانها وطيبتها ورعايتها بفن دون أن تهدم عمل الأب. فالأبوة والأمومة ملزمتان على التعاون والتضافر بكل من نشاطاتهما وقابلياتهما. ومعا يكوّنان ولدهما ويُنشئآنه، خالقين فيه روحا عالية وصفات إنسانية مسيحية ، تجعل من هذا المولود الجديد رجل مستقبل، واعيا وكاملا، يبني سعادته الشخصية وسعادة مجتمعه.

         لا تقتصر رعاية الوالدين في حاجات الولد المادية وحسب. بل تشمل كل ما يتكون منه الانسان بكامله. فهناك الناحية الروحية والفكرية والنفسية والعاطفية. هذه كلها يجب أن تستأثر باهتمام الوالدين وعنايتهم. وتعلمون أن الولد عالَم من التساؤلات. هو في تفتيش عن حقائق الأمور وماذا تعني ؟ ولماذا هي؟ ومن أين أتت ؟ إلخ.. لذا يحتاج إلى أن نعيَره أجلَّ الانتباه. ويحتاج إلى تلقين وتوجيه فكري وتعميق روحي واعِ. ولكي يأخذ هذا السياق مجراه الطبيعي يجب بناء الثقة في نفس الطفل وتوطيد الصداقة بينه وبين الوالدين. والابتعاد عن استعمال الوسائل الرادعة ، كالتوبيخ المستمر غير المرتكز على حقيقة ثابتة. يجب أن نقلع عن الأمر والنهي دون إفهام الطفل لماذا يجب فعلُ هذا ولماذا يجب تجنب هذا.

          علينا اليوم أن ننظر إلى أولادنا وكأنهم رجال صغار. فهم يريدون أن يعرفوا لماذا يجب  أن يفعلوا هذا ، ولماذا يجب أن يبتعدوا عن هذا.  وإلا فسوف تتكرر النصائح والأوامر ولا يزيد الطفل إلا عنادا وتصلبا حتى التمرد. فنهيب بالآباء والأمهات، أن يعوا مسؤولياتهم في الحياة التي لا تنحصر بانجاب البنين وحسب، بل تتسع أيضا إلى إعطائهم مع الحياة الطبيعية، تربية دينية وإنسانية سليمة، وتوجيها مبنيا على روح الإنجيل المقدس ، حتى ليجعلوا منهم أبناء صالحين للرب. وأفرادا خيّرين يبنون كنيستهم ومجتمعهم .آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي