مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

     السنة الطقسية  2007-2008     أحد بشارة زكـريا    يوحنا 1: 1- 25

سر التثبيت قوة  ورسالة

 " فيما بقي يا إخوتي، تقوَّوا بالرب وبشدة قوته " (أفسس 6: 10)

         كلُّ حياة، كي تدوم وتنمو، تحتاج إلى قدرة ودفع يمكِّنها من تحدي أخطار الحياة ومفاجأآت الصحة وصعوبات الزمان وقساوة المناخ وغيرها. وحياة الانسان بعد العماذ شبيهة بحياة المسيح بعد عماده، عندما خرج إلى البرية وصام فاقترب منه المجرب. المسيحي الذي نال العماد هو أيضا يصبح وكأنه في صحراء الحياة، حيث الصعوبة والمشقة والحرمان. وعليه أن يعرف كيف يجاهد وكيف يثبت وكيف يغلب كل صعوبة وتجربة. البرية أو الصحراء في عرف الكتاب المقدس ترمز إلى الجهاد لمقاومة قساوة الطبيعة وحرماناتها. وكما المسيح كذلك كل مَن اعتمد يعيش في صحراء هذه الحياة وعليه أن يجابه صعوباتها حتى ينتصر على ذاته وعلى الشيطان. ويغلب العالم كما غلب يسوع الشر والموت بصومه وبصليبه وموته.

         الميرون المقدس هو المادة التي تستعملها الكنيسة في منح سر التثبيت . وقد اختارت الكنيسة الزيت لمنح هذا السر رمزا للقوة. فالذي كان قديما يتقلد الملوكية أو الكهنوت، ويصبح مسؤولا عن شعبه كان يمسح بالزيت علامة القوة التي يحتاجها في سياسة شعبه، وتحمل مسؤولياته بشجاعة وتجرد وإقدام. كما أن الزيت يُعتَمَد في كثير من المعالجات الصحية لصيانة الجسد . وهو كان وما يزال عنصراُ مهما في تنشيط وترطيب عضلات المصارعين. وإذا كانت الحياة مسؤولية وجهادا ومصارعة، فالزيت المقدس هو رمز القوة التي يعطيها المسيح لكل نفس تعتمذ به، لتستطيع أن تقاوم مكايد الشرير. وتعمل بنشاط وشجاعة في تقديس ذاتها وخدمة مجتمعها  وتميم وصايا الرب دون كسل.

          بسر التثبيت يُدهن المعتمد وينال القوة من صليب المسيح، ليقهر الشر ويخلص نفسَه ويقدس الناس. به يصبح الطفل ممسوحا : إنه يصبح مسيحا ثانيا لمواصلة عمل المسيح الفدائي عبر الزمان والمكان. وكما قوّى الروح القدس التلامذ البسطاء الخائفين. وحوّلهم إلى مبشرين شجعان، هكذا حلوله على الطفل في الميرون المقدس. يحول نفسه من ضعيفةٍ أمام الصعوبات إلى شهمةٍ شجاعة لمواصلة الدرب مع المسيح حتى النهاية. يقول بولس الرسول: " وأنا احتمل المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح. لا أحدَ يتجند فيتقيد بأمور الدنيا، ليرضي الذي جنده، وإن جاهد أحد جهادا فلن ينال الاكليل إن لم يجاهد على السنة" (طيم  2: 3-5). وفي نهاية حياته يقول بولس: " لقد جاهدت الجهاد الحسن وحفظ لي إكليل البر ".  ليس حياة بلا جهاد وتعب. كما أنه ليس قيامة دون ألم وموت. وكم مرة نموت عن ذاتنا يوميا وعن رغباتنا وكم نضحي براحتنا من أجل أن نعيش بسلام ونخدم أولادنا ونفيد مجتمعنا ؟ . على مثال يسوع الذي واجه الألم وانتصر وفدانا، هكذا نحن أيضا أمامنا مسؤوليات ومشقات. ولكن الميرون يؤتينا القوة من يسوع لنقهر كل هذه . ونستحق اكليل المجد الذي هو الفرح في هذه الحياة والسعادة الدائمة في السماء.  آمين .

 

م. ج.

زائر رسولي