مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008  الأحد الرابع من الصوم   لوقا 7 : 1- 10  

 
حياتنا اليومية هي أيضا صلاة

        " إن أكلتم أو شربتم أو مهما فعلتم فافعلوا ذلك لمجد الله  " ( 1كور 10: 31)

          إن الصلاة سواء كانت عباراتِ طفل ساذجة متعثرة ، أم كانت ارتفاعات قديس كبير، هي دائما اتصال بالله حميم. ولأن الصلاة اتصال بالله واتحاد به فهي الديانة نفسها. وبحق قال أحد الفلاسفة : " كونُك إنسانا فذلك لا يعني شيئا سوى الصلاة ".

          لسنا نعني بالصلاة تمتمات شفاه تخرج من فمنا دون قلبنا وفكرنا. مُرددين العبارات،  وفكرنا عن الله في شغل شاغل. فذلك خطأ كبير حذّرنا من الوقوع به يسوع نفسه عندما قال: " وإذا صليتم فلا تكرروا الكلام عبثا مثل الوثنيين، فهم يظنون أنهم إذا أكثروا الكلام يُستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (متى 6: 7). الصلاة الحقيقية هي تلك التي تصدر عن القلب والعقل الواعي. لأن الإنسان بقلبه وعقله لا بلسانه. وعندما يكون القلب هو الذي يصلي فالانسان كله يصلي. والانسان كله يتحد بالله، ويتحد منفردا أم مجتمعا مع الشعب. يحثنا طقسنا السرياني في صلاة الفرض (الرمش) إلى الانقطاع من حين إلى آخر عن العمل للصلاة فيقول:" ...هلم إلى للصلاة وذهنك صافِ ... امكث في الصلاة كلك. عندما تدخل اكنيسة للصلاة إحذر أن يكون ذهنك بعدُ ما يزال متجولا في السوق . نصفك هنا ونصفك هناك ما اتعسها حالةً..." . إنسان اليوم بحاجة أكثر إلى توحيد أجزائه المشتتة. فلا يبقى موزعا على قطاعات مختلفة حيث يكمن خطر ضياعه واضمحلاله. لا ننسى بأننا في الله نوجد ونحيا. الله هو مَن يعطي ويقيت ويشفي ويُسعِد. وجودنا يكتمل في سكون النفس والخلود إلى الخلوة وتخصيص أوقات لتعبئة حياتنا الروحية. عند ذلك تشعر النفس أنها في حضرة الله . قريبة منه هو مثالها وغاية وجودها.

          إلا أن هذا لا يعني أن يكون الانسان مشتتا خارجا عن أوقات الصلاة . فإن كانت الصلاة هي اتحاد بالله والعيش بحضرته، فالعمل هو الآخر أيضا صلاة. وهكذا فالله يجب أن يكون حاضرا في فكرنا وقلبنا عندما نزاول أعمالنا الاعتيادية ونقوم بمهامنا اليومية. فتكون حياتنا الاعتيادية حياة صلاة . " فإن أكلتم أو شربتم أو مهما فعلتم فافعلوا ذلك لمجد الله  " ( 1كور 10: 31).

            الحياة الرهبانية بجوهرها هي "الصلاة والعمل" هذا الهدف تبعته وتتبعه الرهبانيات في العالم. لأن حياة العمل اليومي هي جزء متمم لحياة الصلاة . بل هي الصلاة تتواصل في البيت والمعمل والمدرسة وفي كل مكان وزمان.  فإلى الصلاة أدعوكم أيها الاخوة. وإلى الانتباه إلى أعمالكم اليومية حتى المزعجة منها معتبرينها صلاة. لاسيما عندما ترفعون أفكاركم من إلى وقت آخر وتقولو يا رب اقبل تعبي لمجدك.  مجدوا الرب بأعمالكم. آمين. 

م. ج.

زائر رسولي