مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008    أحد الكهنة المتوفين   متى 25: 14-30

 

سر مسحة المرضى : المسيح طبيب ودواء لأمراضنا

" وَأَخرَجوا شياطين كثيرة، ودهنوا بالزيت مرضى كثيرين فشفوهم" (مرقس6: 13).

       شاء الرب بعنايته ومحبته أن يرافق الإنسانَ في جميع مراحل حياته، ليكون معه في كلٍ منها طبيبا وشافيا ومعينا ومقدسا. فأعطاه في كل مرحلة من مراحل حياته على الأرض سرا مقدسا يستعمله حسب توجيه الكنيسة وتوصياتها لينال، مع كل سر، نعمةً خاصة تناسب حالته وتسند حاجته وتنمي حياته. وهكذا حتى في حالة مرضنا ابتكر لنا الرب سرا مقويا لضعفنا وشافيا لمرضنا. وهو سر مسحة المرضى.

     يعرض لنا القديس يعقوب الرسول ممارسة الكنيسة الأولى لما تعلمَتْه من المسيح في مسح المرض وشفائهم. والرسل أنفسهم خلال حياتهم مع يسوع كانوا يدهنون المرضى بالزيت والصلاة فكانوا يشفونهم، كما يذكر مرقس في الفصل السادس من إنجيله. ويضيف يعقوب الرسول: " هل فيكم مريض ؟ فليدعُ كهنة الكنيسة، وليصلوا عليه ويمسحوه بالزيت باسم الرب. فإن صلاة الإيمان تخلّص المريض والرب ينهضه. وإن كان قد اقترف خطايا تغفر له" (يعقوب 5: 13-15). من هذا النص نفهم أن الكهنة يزورون المرضى على شاكلة المسيح الذي آسى المرضى وتحنن عليهم، ناشرا في قلبهم عطفه وحنانه وشافيا إياهم.(لوقا7: 16). مرور الكاهن ضروري ولازم. لاسيما حيث يوجد مريض. والدهنُ بالزيت مع وَضعِ اليد على رأس المريض يُنيل شفاء النفس ويخفف من آلام الجسد ويشفي المريض. هذا هو سر المسحة . وهذا ما فعله المسيح " فحيثما كان يدخل سواءٌ دخل القرى أو المدن أو المزارع، كانوا يضعون المرضى في الساحات، ويسألونه أن يدعهم يلمسون ولو هدبَ ردائه. وكان جميع الذين يلمسونه يُشفَون " (مرقس6: 56). وقد أعطى يسوع تلاميذَه قدرة الشفاء بالصلاة مع وضع الأيدي : " ويضعون أيديهم على المرضى فيتعافَون" (مرقس 16: 18) .

          الدَّهن بالزيت المقدس يُنيل المريضَ القوة التي اكتسبها لنا يسوع بموته على الصليب. إنها قوة شافية ومعزية ومشجعة تنبع من جنب المسيح المفتوح، الذي حمل أوجاعنا وانتصر على الألم بقيامته. هو يضم ألم المريض إلى قلبه، فيتحوّل تعزيةً وفرحا وشفاءً لجميع آلامنا وأوجاعنا وعاهاتنا. هو يولي المريض القوة للكفاح والشجاعة وقبول المرض باستسلام لمشيئة الله. كما أنه يساعد المريض على العيش بقداسة وهدوء في فترة مرضه. ويعيد العافية أيضا للجسد. مسحة المرضى ليست إذن كما يتوهم البعض " المسحة الأخيرة" أو سر للموتى . لا . إنها مسحة المرضى للشفاء لأنها سر الأحياء، الذي يعطى لهم عند مرضهم، ليتحملوا آلامه مع المسيح وينالوا الشفاء نفسا وجسدا. هذا هو إذن سر مسحة المرضى. وعلينا جميعا تعديل فكرتنا عنه . فلا نخف أن نستدعي الكاهن عندما نكون على فراش المرض، وكما أننا نهرع إلى الطبيب ونجمع الأدوية من حوالينا، فبالأحرى يجب أيضا أن نهرع إلى الكاهن ليأتينا بالدواء الذي يشفينا نفسا وجسدا. صلاتنا إلى الرب أن يشفي جميع مرضى رعيتنا وجميع المرضى في العالم بقوة يسوع الطبيب الشافي و الإله الحي والمحيي. آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي