مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008   الأحد الثالث من الصوم   مرقس  2: 1 –1

  صلاة الـ " أبانا"  صلاة مثالية

" اطلبوا أولا ملكوت الله وبرَّه وهذا كله يزاد لكم" (متى 6: 33)

         " طلب التلاميذ من يسوع يوما : يا رب علمنا أن نصلي كما علّم يوحنا تلاميذه. لا بد أن التلاميذ كانوا يحضرون أيضا الصلوات في الهيكل و يرَون الفريسيين يصلون في هذه الزاوية أو تلك ليراهم الناس. لكنهم عندما تعرفوا على يسوع شعروا بالشوق إلى معرفة شكل الصلاة التي يفضّلها هو . التلاميذ أحسوا بأن وجود يسوع معهم هو أثمن فرصة ليتعلموا منه الصلاة. فيكتشفوا  الكلام الأصح والأمثل الذي عليهم أن يستعملوه عندما يتجوهون إلى الله. فطلبوا إليه أن يعلمهم كيف يصلون. يا رب علمنا أن نصلي..." فيجيب يسوع ويقول : " أما أنتم فإذا صليتم فقولو : أبانا الذي في السماوات...".

         لابد أن هذه الصلاة كانت تصدر من قلب يسوع على الدوام. وكانت تتكرر في مناجاته للآب. لأنها أكثر انسجاما من غيرها مع  إرادة  الآب. فكانت هي الصلاة الوحيدة التي علّمها يسوع تلاميذه. وهي صلاة تشمل الكون كلَّه. وتحمل برنامجاً سامياً للنهوض بالحياة الروحية المتطلِّعة إلى الكمال.

         إننا كلما رفعنا أنفسنا نحو الآب في صلاة يسوع، فنحن باسم يسوع نرفعها. والآب يرى فينا يسوع ابنه يصلي. إذ لا أحد يستطيع  أن يسمي الله أباً إلا يسوع. من هنا كانت صلاة الـ أبانا نعمة عظيمة. لأنها اشتراك في بنوة الآب وأخوّة يسوع وانسجام مع الروح القدس المحي. وانضمام إلى شعب الله الذي رأسه يسوع المسيح، وأعضاؤه نحن جميعا. إذ نكَوِّن جسد يسوع السري ونشترك في خيرات ملكوت الله على الأرض وفي السماء. هذا الاتحاد بالله بواسطة المسيح يولينا السعادة والثقة في الحياة.  ويمدّنا بالقوة والشجاعة عند الصعوبات والمحن . ويجعلنا قادرين بنور الرب أن نفضَّل الأهم على المهم . فنطلب أولاً أن : يتقدس اسمه ويسود ملكوته " اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذا كله يزاد لكم". وفي انتظار الملكوت نطلب حاجاتنا الأخرى الزمنية التي هي بمثابة وسائل تساعدنا على السير نحو الغاية الأساسية التي هي " ملك الله وبره"

  لذا أيها الاخوة، علينا تلاوة صلاة الأبانا تلاوة حقيقية، نابعة من القلب وصادرة بإيمان . مع القناعة بأهميتها  وبرغبة الله في سماعها من فمنا وقلبنا وعقلنا. تماما كما يسمع الأب من طفلهِ تمتمات لطيفة يخاطب بها والده أو والدته. 

         فلنجعل ، أيها الأعزاء، هذه الصلاة برنامجا لحياتنا ساعين أولا في طلب ملكوت الله وبرّه . أما  خبزنا كفاف يومنا نطلبه كوسيلة تساعدنا على العيش بكرامة والسير براحة نحو ملكوت الله. بحيث تكون هذه الصلاة ليس صلاة كباقي الصلوات بل تكون الصلاة الأكمل والأفضل. لأنها من قلب يسوع خرجت وإلى قلب الله تذهب . آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي