مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

    السنة الطقسية  2007-2008  عيد الدنح  (6 ك2)   لوقا 3 : 15-18 ثم 21-22

 

ظهور المسيح دعوة إلى التوبة

   " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات"  هذا كان خطاب يوحنا المعمدان على نهر الأردن قبيل مجيء يسوع للعماد. ملكوتُ السموات على الأبواب . وقد تحقق بظهور يسوع على نهر الأردن. كلمة  الدنح هي من السرياني دنحو- دنحا أو بيدنخا أي ظهور المسيح على الأرض بولادته من مريم وظهوره على نهر الأردن لقبول المعمودية من يد يوحنا. وظهوره على العالم للتعليم من أجل أن يأتي بالبشر إلى ملكوت الله. وقبل أن يظهر يسوع للناس أرسل أمامه ساعيا، هو يوحنا الذي عاش في البراري، بعيدا عن المدن المأهولة، لئلا يقع في التجربة. ولكي يكون فى متناول كل مَن يقصده من الناس . كما أن يسوع نفسه قبل أن يبدأ برسالته العلنية انفرد في الصحراء. وهناك صام أربعين يوما وأربعين ليلة. كل مشروع صالح وكل رسالة روحية تبدأ بالخلوة والانفراد والصوم والصلاة وبأعمال التوبة والتقرب من الله

وهكذا فالدخول إلى ملكوت الله، هو مشروع جليل ومقدس وضروري. لذا توجب على كل مَن أراد أن يحظى بملكوت الله أن يبدأ بالتوبة. من هنا أهمية رسالة يوحنا الداعية إلى التوبة استعدادا لمجيء الرب يسوع. " توبوا فقد اقترب ملكوت الله". ويسوع نفسه في تعليمة ثبت هذة الدعوة بقوله : " إلم تتوبوا لن تدخلوا ملكوت السماوات ". وعلى سؤال الفريسيين متى يأتي ملكوت الله. أجاب يسوع خلافَ ما كانوا ينتظرونه هم . هم كانوا ينتظرون مسيحا سياسيا محاربا يطرد الرومان من أرضهم ويقيم ملكوتا ارضيا. يسوع أجابهم: " ملكوت الله لا يأتي بوجه منظور ولن يقال عنه ها هو هنا أو هناك، لأن ملكوت الله في داخلكم" (لوقا 17:20-21). ملكوت الله هو نحن عندما يسكن الله نفوسنا. ملكوت الله هو عندما نكون نحن متحدين به وهو ساكن فينا.  وإذا كان الإنسان قد فقد هذا الاتحاد بالله من جرى الانزلاق في دروب الخطيئة . فعليه أن يستعد بالتوبة لأن ملكوت الله هو قريب من كل واحد منا . وقد جعله يسوع في متناول يدنا عندما منحنا سر التوبة الذي به يغسل خطايانا . هو سهَّل عودةَ الابن الشاطر،  الذي عاث فسادا في الأرض حتى انتهت موارده وصار يرعى الخنازير . فأعاده إلى بيت أبيه سالما. ما اقسى أن يقع الانسان في عوز . وما اقسى العوز عندما يكون ناتجا من حرمان راحة الضمير والعيش في حقل خنزير حقير.

فإذا كان حنان الرب عميقا. وكانت دموعه من أجل عودتنا غزيرةً،  فلنهرع إلى صدره ولنَعُد إلى البيت الذي منه خرجنا بالخطيئة، لنستعيد بيتنا الأول حيث حنان الأب يلفنا. وميراثه يكفينا قوتا وسعادة للأبد. يقول القديس أوغسطينوس: " إن النفس التي تملك الله والفائزة بمحبته على هذه الأرض، تذوق منذ الآن في هذه الحياة لذّات الفردوس السماوي". يسوع الابن الحبيب هو على ضفاف نهر الأردن يعطينا المثل لنعود نحن الضعفاء الخطأة إليه بالتوبة والندامة على ما بدر منا من نواقص ونطلب العفو منها في سر التوبة ونيل الحلة . آمين

 

م. ج.

زائر رسولي