مواعظ على مدار السنة الطقسية   2007 ـ 2008 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

    السنة الطقسية  2007-2008  خميـس الصعود    مرقس 16 : 14-20  

الكهنوت خدمـة

  " ونفخ فيهم وقال لهم: خذوا الروح القدس... اذهبوا وبشروا ...مجانا أخذتم مجانا أعطوا"

          يسوع المسيح الذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، يُشرك كلنفس في مسحة الروح التي مُسحَ هو بها. وفيه يصبح جميع المسيحيين، المعمدين باسمه والممسوحين بمسحته، كهنوتا مقدسا وملوكيا كما يقول مار بطرس " وأنتم أيضا، شأن الحجارة الحية، تبنون بيتا روحيا فتكونون جماعة كهنوتية مقدسة" (1بطرس 2: 4). وقد أسس يسوع سر الكهنوت الذي به أقام بعضا من أبناء هذا الشعب خداما . ليكونوا داخل جماعة المؤمنين حاصلين على الدرجة الكهنوتية لتقديم الذبيحة وغفران الخطايا وتوزيع الأسرار. " اصنعوا هذا لذكري" من غفرتم لهم خطاياهم غُفرت ومن أمسكتموها عليه أمسكت" (يبوحنا 20: 22) " مجانا أخذتم مجانا أعطوا ".

          ولكي يواصل يسوع نعمته هذه أقام رسلَه وخلفاءَهم الأساقفة شركاء في مسحته ورسالته، وذلك بواسطة الكهنوت الذي ينالونه يوم رسامتهم. وما كهنوت الكهنة إلا امتداد لكهنوت المسيح ذاته . يمنحهم إياهم الأسقف يوم رسامتهم الكهنوتية. فيصيروا معاونين له في أبرشيته لخدمة شعب الله. وهكذا يحقق الأساقفة والكهنة معا الرسالة التي عهد بها إليهم يسوع.

          إن كهنة العهد الجديد، وإن كانوا يمارسون وسط شعب الله مهمة الأب والمعلّم، إلا أنهم هم أيضا تلاميذ يسوع كسائر المؤمنين به. فالكهنة هم إخوة مع جميع الذين وُلدوا من مياه المعمودية. ولكن عليهم أن يرأسوا جماعةَ المؤمنين، لا ليلتمسوا ما هو لأنفسهم بل ما هو للمسيح يسوع. وأن يتصرفوا في وسطِ الجماعة على غرار معلمهم الذي أتى" لا ليُخدَم بل ليخدُم ويبذل نفسه فداء عن كثيرين" (متى20: 28). وأن يؤدوا أمام الجميع شهادة الحق والعدل والمحبة، وأن يفتشوا شأن الراعي الصالح عن الخروف الضال الذي ابتعد عن القطيع. ويعتنوا بخراف الحضيرة حرسا على سلامتها وتغذية لحياتحا.

          وللمؤمنين شأن كبير في موضوع الدعوات الكهنوتية وحياة الكهنة ورسالتهم. فعلى المؤمنين أن يصلوا ويبذلوا المساعي لمساعدة الكهنة بتفان وإخلاص وحب بنوي.  فيوفروا لهم الفرح والنشاط  والتعزية في تجاوب المؤمنين. وعوضا عن يعقدوا مجالس للكلام على الكهنة، وكثيرا ما تكون مبالغ فيها إن لم نقل افتراءات لا صحة لها. على المؤمنين أن يؤازروا الكاهن ويبقَوا قريبين منه ، لا لعرقلة رسالته ، بل للتجاوب مع مشاريع رسالته ومع هموم رعيته. على المؤمنين أن يحترموا ، بروح الإيمان والمحبة كهنتهم احتراما لائقا، لاسيما فيما يتعلق بحالته كإنسان أوقف ذاته كلها للمسيح وللكنيسة ولهم بنوع خاص.  وبهذا يكون المؤمنون يكرمون الرب يسوع في الكاهن الذي يمثله. فقد قال يسوع عن الكهنة: " من قبلكم فقد قبلني، ومن قبلني فقد قبل الذي أرسلني ". هذه هي رسالة الكاهن  وهذه هي وصية المسيح وهذه هي أيضا حقوق المؤمنين عليه  وواجباتهم تجاهه. هكذا يُخدم الرب وهكذا تبنى الكنيسة . آمين    

 

م. ج.

زائر رسولي