ساره اسعد مراد

ينشق الزمان ليلد بذرة الفراغ ، يبدأ صباحه باستناده إلى جزر يأسه بعد ارتشافه لفنجان القهوة الصامت ممسكاً القلم بين أنامله ليبدأ بتسطير محطات لقطارات غادرت منذ عقود يحل قلمه ضيفاً ثقيلاً على أوراقه ، زائر يومي يتوقف لفترة صيفية منصرمة على حدائق أضحت أوراق الخريف فيها جيراناً لقامات العشب الأخضر .

يطرق نافذة الذاكرة ، يشق ستارة الزمن .. ليفتح جروحه بنفسه ، تتجول به اطراقاته المقفلة بين محيط هنا وتارة هناك حتى تتهدم مملكته عند حافات الشواطئ ..حيث الرمل سيد الوقت . تترامى أشلاءه في أحضان الوجوم ، تتجاذب بينهما محاورة صامتة ، تولى فيها منصب الملل والوحدة هي جاريته .ز الوحدة .. الوحدة : لو يصوم فهي شيطانه الذي يغريه بالخبز لو يكتب فهي اسطرة المنزلة على بياض الورقة رغم عنه .

يضطجع السكون على ساعته الرملية العجوز ستكبر ..! ستكسر عكازة الوقت كسر الوقت ..

دخل في عواطف ضيقة .. انصب في حوارات مؤجلة الارتشاف احترقت أشرعة في زقاق موحل .. اصبح خارج حساب الزمن بدأ يرتقي أفكاره التي نسجها في عهد بلاهته عندما كان يتراكض مع ضحكاته المؤقتة .. بدأت خيوط الواقع ترتقي السلم إلى باحات عقله .. بدأت الأعاصير بالزحف إلى طفولته لتكسر نوافذ الخيال .ز بدأت .. وبدأت .. وبدأت ولكن في النهاية  يتضاءل رفضه أمام قطارات الأحلام الماضية ويرجع إلى نقطة البداية .. إلى نقطة الكتابة .. إلى الفنجان اليومي الق

 

مسافات تشحذ أنفاسها

ساره أسعد مراد

جريدة (صوت بخديدا) العدد الثاني - ايلول 2003

أقف‘على رصيفِ الذاكرةِ ، أحدق‘ في خريفِ عينيكَ ، وأنهار الأسئلة تجري كسدودٍ ..تنهمر‘مثل محطاتِ الانتظارِ ، وهي تجرف‘ أمامَها ترسبات عشقكَ المسكون بحواراتِ مواطن شفتي .. تنتظر المداولة منذ أعوام .

_ تعبت‘من حصادِ دموعِ القلبِ ، فأضحتِ الأحزان‘في قلبي كجذورِ شجرةٍ عجوزٍ .. لنْ تقلعها  رياح الكون ..

-     تعبت‘من إجاباتكَ وتبريراتكَ .. إجاباتّ إنهمرتْ على مسمعي منذ‘البدءِ . فخيمَ الإصرار‘على جدارِ رفضي ، ولكنْ ما ألبث‘ أنْ أتكسر عند خضوعي .. وأرمي بأوراقي على طاولةِ النسيان .

-     مللت‘من هذه الرتابة ..مللت‘من هذه العجائز التي تنسج‘طرقات من خيوط العناكب .. دوامة الحياة من أين تبدأ .. وأين تنتهي ؟ .. نفس الوجوه .. نفس التبريرات ، لنفس الأخطاءِ ..قبلاتّ مرسلةّ في بريدِ الأقاويل ..طائراتّ ورقيةّ تمخر‘عباب المحيطاتِ .. براكين مؤجلة الانفجار .. أسرةّ شراشفها الألم ، تسحل‘ بأذيالها شواطئ أحلامي ..فيضطجع‘السكون على هشاشة أفكاري  ليأخذَ قيلولته‘الأبدية لوقتٍ مفتوح ٍعلى مسارحِ الزمنِ .