الحياة بعد الموت

صفاء جميل بهنان

نؤمن إيماناً كاملاً بتلك الحياة المثالية،لكننا نجهل ماهيتها.ولنا عنها صور الكتاب المقدس (الايمان هو الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه ،وبه شهد الله للقدماء)عب 12 /1 – 2.فتلك الحياة لايمكننا وصفها بدقة لانها من اعداد الله لخاصته المؤمنين :( الذي ما رأته عين ولا سمعت به إذن ولم يخطر على قلب بشر اعده الله للذين يحبونه) اكو2/9 . ونحن المسيحيين نؤمن برسالة يسوع كونه مخلص لنا: (لا تعلموا للقوت الفاني، بل أعملوا للقوت الباقي،للحياة الابدية) يو6/27، أو (كن أميناً حتى الموت ،وأنا أعطيك أكليل الحياة) رؤ 2/11،أو (ما من أحد يضع يده على المحراث ويلتفت الى الوراء، يصلح لملكوت الله) لو 10/62.

انها أقوال بنبرة صوت الله كي نواصل مسيرتها لننال تلك الحياة. وكما قال بولس الرسول: (فمن أجل أكليل لايفنى)اكو9/25، وهذا الاكليل يعطيه لنا المسيح كما يخبرنا الكتاب المقدس هنا.

وايماننا يجعلنا نقول: ان يسوع هو الديان: (الآب لايدين احداً ،لانه جعل الدينونة كلها للابن) يو 5/22، أي ان سلطان الله(عز وجلّ – أي 25/2) و(جل جلاله – خر 15/1)، قد أعطي ليسوع:

(نلت كل سلطان في السماء والارض) مت 28/18.

فيسوع وصل مرحلة الكمال واصبح زمام الامور بيده بناءاً على ثلاث نقاط أراها رئيسية حسب توضيحها لنا من قبل كتبة الانجيل:وهي:-

1.العمل بما يرضي الله: (لاني في كل حين أعمل ما يرضيه) يو8/29.

2.طلب ارادة الله: (لتكن ارادتك لاارادتي) لو 22/42.

3.الصلة بالله بالصلاة: (قضى الليل كله في الصلاة الله) لو6/12.

وهكذا يظهر ان يسوع كان مندمجا مع الله، ولهذا قال لنا: (آمنوا بالله)مر 11/22.

ومن المهم ان ثمة أربع صور اود اكتشاف معانيها الحقيقية لانها تتعلق بتلك الحياة المثالية الابدية، ومن خلال النصوص الانجيلية أيضاً،وهي :-

1.رؤية الله:

أ.(ما من أحد رأى الله)يو 1/18.

ب.(الاله الواحد الخالد غير المنظور) اتيم 1/17.

ت.(مسكنه نور لايقرب منه،ما رآه إنسان ولن يراه) اتيم 6/16.

ث.(لان الذي لا يحب أخاه وهو يراه،لايقدر ان يحب الله وهو لا يراه) ايو /20.

2.من هو الديان: ليس من ديان غير يسوع لانه نال السلطان من الاب.

أ.يقول للذين ادعوا الايمان به وكانوا قشوراً من حيث لا يعلمون: (ابتعدوا عني يا ملاعين) مت 7/21 – 23.

ب.يسوع ينكر امام الاب،كل من ينكره ويبتعد عن حضيرته، كأن الله صامت: (مت10/32 – 33) (لو12/8-9).

ت.يعود ابن الانسان (يسوع المسيح) الى الارض، وهو الذي يرسل الملائكة لجمع مختاريه: (مت 24/30-31).

ث.سلطان الدخول الى الجنة، وارسال آخرين الى النار، بيد يسوع: (مت 25/31-36).

3.معرفة الانسان لأخيه الانسان في الآخرة:

هذه المعرفة واضحة كما هي الآن في هذه الدنيا، كما يشرح لنا لوقا في مثل (الغني ولعازر)16/19-31. كان الغني لايهتم بلعازر ولم يضع نصب عينيه انه سيحتاج اليه في هذه الدنيا. وبعد موتهال، عرف الغني ان الفقير لعازر في النعيم بحضن ابينا ابراهيم، رغم المسافة الكبيرة.

(الهوة العميقة) الفاصلة بينهما. وعرف ايضاً ابينا ابراهيم وصرخ واستنجد به،ولكن بلا جدوى لان الوقت فات على نسيانه لهذا اليوم العظيم. ويسوع يعرف هذه الامور ولهذا ربطها بأبينا ابراهيم (قبل ان يكون ابراهيم انا كائن) يو 9/25.

4.تغير اجسادنا:انها تتحول الى أجساد من نوع آخر.

(يدفن جسماً بشرياً ويقوم جسماً روحانياً) اكو 15/24.

(ان اللحم والدم لايمكنهما ان يرثا ملكوت الله) اكو 15/50.

(فننظر مجيء المخلص يسوع المسيح الذي يبدل جسدنا الحقير فيجعله على صورة جسده المجيد) في 3/21.

ولا ننسى ما يقوله الكاهن في القداس (ويأتي لتجديد جنسنا)، أثناء رتبة حمل كأس الخمر والخبز(المجد لك). وأؤكد على وجوب العودة الى معاني الكتاب المقدس لنتبين الطريق الصحيح المؤدي الى تلك الحياة: (كل ما يزرعه الانسان اياه يحصد) غل 6/7. وعلينا ان نكون حذرين ويقضين في كل لحظة ونقود حياتنا: (حاسب نفسك قيل يوم الحساب) سي 18/20.

وجودنا وفلسفتنا لامعنى لهما ان لم نستطع مواصلة طريق يسوع: (الذي يثبت الى النهاية ،يخلص) مت 24/13، وهدفنا تكريس كل اقوالنا واعمالنا لألهنا: (فغايتنا رضا الرب)2 كو 5/6. ولا يمكننا تحقيق ذلك الا بمحاسبة اقوالنا واعمالنا كل يوم…

هل هي صالحة أم سيئة؟.فنسترشد بقول يشوع بن سيراخ 37/15: (تضرّع الى العلّي ليهديك الى الطريق المستقيم). ولا نغيب عن بالنا ابداً حتمية يوم – الدينونة وشدّته: (كل كلمة فارغة – باطلة – يقولها الناس يحاسبون عليها يوم الدين. لأنك بكلامك تبرر وبكلامك تدان) مت 12/36 – 37.

كما اننا نتمنى ان نسمع اسمى واثمن كلمة حاسمة في اليوم الحاسم، ومن فم يسوع: (تعالوا يامن باركهم ابي) مت 25/34.

الشكر دوماً لله خالقنا من العدم الى الوجود لديمومة الازمنة