الشماس والشاعر والخطاط السرياني  رفو عطالله

( 1909-2003 )

 

مع أخيه الشماس حبيب

قبل رحيله

 

الوسيم

بتاريخ   24 شباط  2003   فقدت خورنة بخديدا شماسها الكبير رفو عطالله عن عمر يناهز التسعين سنة والتي اثمرها خدمة للكنيسة في المجال الليتورجي..فلقد كان شماسا متضلعا في اللغة السريانية (كتابة و ترجمة) وشاعرا ترك الكثير من القصائد. وكان ايضا متمكنا في الالحان الكنسية حيث كان يحفظ اكثر من الف لحن. لقد ترك المرحوم ارثا ثمينا مسجلا على الاشرطة الصوتية..فليغمره الله بنعمه الابدية. هذا الموقع يدعو القراء لارسال ما لديهم عن هذا الرجل الكنز.

 

الشماس والشاعر والخطاط السرياني رفو  عطاالله

( 1909-2003 )

ياسر نعيم عطاالله

اخوة يسوع الفادي

(منشورات جريدة (صوت بخديدا) 2004)

ولادته ونسبه

ولد الشماس رفو إبراهيم رفو ميخا صليوا بطرس عيسى حبيب موسى عطاالله في قره قوش / بخديدا بتاريخ 8/6/1909 . أمه انوسة أوفى ، كان والداه تقيان فقيرا الحال ، نال سر العماذ في جرن كنيسة الطاهرة القديمة يوم 17/6/1909، نشأ قوياً ذكياً بوادر النباهة بادية عليه ، دخل في مدرسة كنيسة مار يوحنا حتى الصف الرابع الابتدائي . تعلم اللغة العربية واحسنها فضلاً عن اللغة السريانية .

 

رفو الشماس

رسم شماساً قارئاً في دير مار بهنام وعمره 12 سنة ، وكان لهذا الحدث اثر كبير في حياته، فغالباً ما كان يردد روايته : حيث سعى سراً خلف الشمامسة المتوجهين إلى دير مار بهنام لحضور حفلة رسامة الشمامسة ، وفضح أمره عند وصوله إلى الدير ، فأصر معلمه الأب منصور دديزا ، على أن يرتل ترتيلة سريانية أمام راعي الأبرشية ، وكانت هذه الترتيلة تخشفت صعبة وطويلة وهي  تبشفت ابخشا ربا  وعلى إثرها شجعه المطران كثيراً ، وأمره بان يستعد للرسامة صباح اليوم التالي . كان لتلك الحادثة الأثر الكبير في حياته واندفاعه نحو تعلم واتقان اللغة السريانية والحانها الطقسية ، حيث انكب على تعلمها من شمامسة قره قوش ، خاصة من والده الشماس إبراهيم عطاالله ومن الشماس اسحق نعمت ، حتى أضحى مرجعاً للسائل والراغب والمتعلم .

كان رئيساً لشمامسة قره قوش فقاد صلواتها الطقسية وحفلات الكنيسة لعقود خلت ، أما أهم الأعمال التي قام بها في هذا المجال ، فهي ترجمته لبعض الحفلات الدينية من السريانية إلي السورث ، مع المحافظة على اللحن السرياني ، مثل حفلة غسل الأرجل وحفلة النهيرة التي ما زالت تستعمل إلي يومنا هذا. كما ترأس اخوة مار يوسف لمساعدة المحتاجين وعمل فيها بهمة وغيرة وأمانة.

 

حياته العملية

عمل الشماس رفو لباداً ( وهي مهنة صناعة الِجبَنْ)، التي كانت مهنة والده وعشيرته آل (عطاالله)، وقد اشتهر بها حيث قضى معظم حياته وهو يتقنها ، كما عمل لفترة كاتباً عند أحد المحامين في الموصل

 

 الشاعر

 كتب الشماس رفو قصائد شعرية جميلة في مناسبات عديدة ، نشر البعض منها وبقى القسم الآخر منها غير منشوراً .، كتب قصائده على البحر اليعقوبي والبحر الافرامي ، وكانت ميزة قصائده إن البيت الأخير منها إذا ما جمعت حروفه الأبجدية حسب دلالاتها العددية عرفت السنة التي كتبت فيها القصيدة . كما سجل أشرطة صوتية للألحان السريانية وأخرى لأناشيد سريانية بالسورث .ومن قصائده ، قصيدة طويلة تتجاوز 300 بيتاً عن قره قوش وكنائسها السبع ، وعلى أساس الرقم سبعة يكتب قصيدته ، فيبدأ بأيام الخلقة السبع ، ثم الآباء الأوائل السبعة ووصايا الكنيسة السبع ، ثم الكلمات السبع ، التي قالها يسوع المسيح له المجد على الصليب ، ثم أسرار الكنيسة السبع ، ومواهب الروح القدس السبعة ، ثم الحراب السبع، التي اخترقت قلب مريم العذراء ، واخيراً الخطايا السبعة الكبيرة . كما كتب قصيدة عن يوسف ابن يعقوب على البحر اليعقوبي ، وقصيدة في مدح مار افرام على البحر اليعقوبي ايضاً وحسب الحروف الأبجدية كتبها عام 1998 ، فضلاً عن قصائد أخرى عن مار يوحنا والخاطئة وقايين وهابيل .نشر بعض قصائده في المجلات العراقية منها مجلة الكاتب السرياني ، وكتاب اليوبيل المئوي السادس عشر لدير مار بهنام الشهيد

 

الخطاط

كما امتاز الشماس رفو بخطه الجميل ، فكان خطاطاً ماهراً ، خط عدة كتب باللغة السريانية فضلاً عن كونه خط وصمم ونحت على جدران الكنائس العديد من الزخارف الجميلة والملونة والمليئة بالكتابات والرموز المتعددة .

 

وفاته

توفي بتاريخ 24/2/2003 ، وشيع إلى مثواه الأخير يوم 25/2 /2003 في مقبرة القيامة في قره قوش وخلال صلاة الدفنة ألقى سيادة راعي الأبرشية مار باسيليوس جرجس القس موسى كلمة تأبينية قيمة أشار فيها إلى همة وغيرة الشماس رفو عطاالله في خدمة الكنيسة  والتراث الابائي السرياني ، واكد انه بموته يكون قد انتهى آخر شماس من جيل عظيم من الشمامسة لن نجد مثلهم في القريب العاجل.