لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

من أعلام بخديدا في المهجر

موسى قره قوشي

الاب أدريس حنا

هو موسى جرجي ، من عائلة نديري من بخديدا . والدته إستر من بيت حداد . رحل جرجي من بخديدا إذ كان عمره 16 سنة ، ثم تزوج في أظنه – تركيا من إستر وهي من بيت حداد ، فأنجب : عبدالأحد ، وموسى ، وتوما  وأفرام

ولد موسى في أظنه – تركيا حوالي سنة 1910 . وبسبب الاضطهاد التركي والتطهير العرقي للأتراك ضد السريان والأرمن والكلدان ارتحلت العائلة مع بقية أبناء شعبنا الناجية من الاضطهاد بعد نهاية الحرب العالمية الأولى فاستقرت العائلة في بيروت  ، سكن السريان قرب مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية ، فكوّنوا فيما سمّي بحيّ السريان ، وكان عمر موسى آنذاك يناهز العشر سنوات

إلتحق موسى بدير الشرفة للسريان الكاثوليك قرب حريصا . وكان زميله في الدراسة أنطون حايك ، الذي أصبح بطريرك السريان سنة 1968 . تابع الدروس في الدير فألمّ بالفرنسية والسريانية ، فضلاً عن العربية . ومن الجدير بالذكر أن كافة أبناء شعبنا السرياني المنحدرين من تركيا  تكلموا التركية والأرمنية بطلاقة . قضى موسى في الدير خمس سنوات ، ترك بعدها الدير ليرجع إلى حي السريان ، فتزوج من حبوبة صادق شماس ، وهي أخت ماري ، زوجة أخيه عبدالأحد .

أنجب موسى ثلاث صبيان وإبنة هم : جوزيف البكر ، والذي توفي سنة 1976 في بغداد أثناء قيامه بزيارة للأهل والمعارف ، فدفن هناك . وجورج ، وهو مقيم في السويد مع العائلة . و جورجيت  المتزوجة من السيد أنطون السبعلاني ومقيمة في بيروت بجانب البطريركية . وسعيد المتزوج من كلادس خوري وهو مقيم في ستوكهولم مع أولاد الثلاثة : موسى ، سامي وميشيل

أما أخوة موسى فهم :

عبد الأحد ، وقد تزوج من ماري صادق شماس ، وتوفي في منتصف الثمانينات في بيروت . وله أولاد هم : جانيت ، إستر ، إلياس ، تيريز ، كاترين ، جان . ( يقيم  كل من إلياس وجان مع عائلتيهما في السويد ، أما إستر فقي نيويورك ، ، والبقية في لبنان )

توما : تزوج من حنّة ، وهي من حمص ، وقد توفيت هذا العام 2005 في بيروت ، اما توما فهو شيخ كبير ، لا يزال في بيروت . وقد قارب عمره التسعين ، وله ثلاثة أولاد هم : أفرام ومقيم في السويد ، وبهنام ورودولف المقيمان في مونتريال كندا )

أفرام : توفي في بيروت منذ زمن بعيد إذ كان شاباً عازباً دون زواج .

حمل موسى  طيلة حياته إسم (( موسى قره قوشي )) ليعبّر عن عاطفته الجياشة تجاه قره قوش ، فكان حلمه الذي لم يبصر النور أن يزور قره قوش يوماً ما فيقبّل أقاربه وأهله ويسعد برؤيتهم . لكن حالات الحرب المستمرة في لبنان و العراق ، حالت دون هذا تحقيق حلم الطفولة هذا ، فبات الشوق مستعراً في قلبه  إلى يومنا هذا ، وهو يردّد دائماً (( تبقى أمنية زيارة قره قوش لي قائمة ، ما دام لي نفس في الحيا ة )) .

حمل موسى صفات خاصة في نفسه : طبع حاد مع استقامة سيرة ، صراحة بالغة ووضوح ، وكرامة شديدة مع صرامة ، وضيافة فائقة للجميع . أخلاقه نبيلة رغم القساوة والجفاء . هابه الجميع في حي السريان لأنه لم يعرف مجاملة أحد على حساب المبادئ . يذكر أبناء حي السريان أنهم كانوا يتحاشونه إذ كانوا أطفالاً لأنه كان مهيباً . كان مقرّباً من الكرسي البطريركي من زمان شبابه ، فربطته علاقات وثيقة مع المشاهير ، من أمثال البطريرك الكادرينال جبرائيل تبوني المثلث الرحمات ، وخلفه البطريرك أنطون حايك ، وربطته علاقة أخوية وثيقة مع مؤرّخ السريان العلامة الفيكونت دي طرزاي ، فكان يتردد إليه يومياً لينقل له أخبار حي السريان ، وإذا غاب يوما واحداً عن مكتبه ، سأل عنه الفيكونت واستفقد غيابه . ومن المعروف أنّ الفيكونت دي طرزي هو صاحب الفضل الكبير بتكوين حي السريان إذ أهدى عقار حي السريان (( وقفاً لفقراء السريان )) فبنوا بيوتهم المتواضعة هناك فسكنوا

أما مطارين العراق فقد كان لهم مكانة كبيرة في قلب موسى . نذكر منهم المرحوم المطران باكوس مطران بغداد سابقاً ، والمرحوم عمانوئيل بنّي مطران الموصل سابقاً . والمطران متي متوكا مطران بغداد حالياً . كان بيته مفتوحاً  لكل المطارين  فيتقصّى أخبار الأهل في العراق ، ويشفي غليله من أخبار العراق وسلامة أهله وأقاربه

ربطته علاقة وثيقة مع المرحوم السيد بهنام حداد . فكان يتبادل الرسائل ولو شحيحة مع المرحوم . وكانت لا تنشف مآقيه عندما يذكر أحداً من أقاربه في  بخديدا . فتواصلت الرسائل مع أبناء المرحوم بهنام  حتى بعد سفره إلى السويد في منتصف الثمانينات ، لكنها انقطعت لفترات طويلة بسبب الحرب العراقية ، فكان هذا الإنقطاع جرحاً إضافياً في نفس العم موسى

ذكر موسى أن كان له عمّتان وهما : شمّة ، وهي التي هاجرت مع أخيها جرجي إلى لبنان ، وتوفيت منذ زمن بعيد دون أن تتزوج . أمّا الثانية فهي والدة المرحوم منير عبودي دبل ، من الموصل . وقد توفي منير في بغداد منذ زمن

إرتحل موسى إلى السويد بسبب الحرب اللبنانية ، فعاش مع زوجته حبوبة ، بقرب ولديه جورج وسعيد مع عائلتيهما

زاره في السويد كل الاباء والمطارين الذين قدموا من لبنان والعراق ، أذكر منهم البطريرك موسى داود والمطران أنطون بيلوني والمطران جرس القس موسى والمطران ميخائيل الجميل ، والأب أفرام سقط ، والأب أنيس شعبو ، والأب نزار عجم والأب فارس تمس ، والأب حسام شعبو ، فضلاً عن الأب أدريس شعبو المقيم في ستوكهولم

تميّز موسى جرجي بعقل نيّر وذاكرة ثاقبة حتى هذه الأيام ، وبرغم عجزه وشيخوخته لكنه لازال واعياً .

يقضي العم موسى ، مع زوجته حبوبة ، في دار العجزة المجاورة لمحلة ولديه جورج وسعيد ، فيلقى موسى وزوجته زيارات ولديهما جورج وسعيد ، مع أولادهما ، فيسعدا برؤيتهم . ويقضيا بقية حياتهما بالهدوء والسكينة ، وقد شبعا من العمر ، ومن تعب الحياة ومآسي الهجرة

أرفق بعض الصور التي ألتقطها الأب حسام بكاميرته أثناء زيارتنا