لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

محبة الام

نسرين عبدالرحمن الخياط

 قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي، وكانت فكرة زوجتي… حيث بادرتني بقولها: "أعلم جيداً كم تحبها"... المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها وأقضي وقتاً معها… كانت أمي التي ترملتْ منذ 19 سنة، ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية… 3 أطفال ومسؤوليات

جعلتني لا أزورها إلا نادراً

في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: "هل أنت بخير ؟ " لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق، فقلت لها:

نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أمي قالت: نحن فقط ؟! … فكرتْ قليلاً ثم

قالت: أحب ذلك كثيرا

 

 في يوم الخميس وبعد العمل مررت عليها وأخذتها، كنت مضطرب قليلاً، وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة.

كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستنان قد اشتراه أبي قبل وفاته. ابتسمت أمي كملاك وقالت:  قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني، والجميع فرح ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي

 ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكتْ أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى، بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع القراءة إلا الأحرف الكبيرة، وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة: كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير.

أجبتها: حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء ... ارتاحي أنت يا أماه

تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي، ولكن قصص قديمة على قصص     حديثة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل،وبعدها غادرنا المطعم، وعندما وصلنا إلى باب بيتها قالت:هل توافق أن نخرج سوياً مرة أخرى، ولكن على حسابي، قلت لها: أوافق، فقبّلتُ يدها وودعتها

بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها.

 

 وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعيشنا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها: دُفعت الفاتورة مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجودة، المهم دفعتُ العشاء لشخصين لك ولزوجتك. لأنك لن تُقدّر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي أحبك. يا ولدي

في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة "حب" أو "أحبك" وما معنى جعلنا الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه.

لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ، إمنحهم الوقت الذي يستحقونه .. فهو حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل

الأم قلبها دائما في يديها

 

منقول