مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

قراءة من اورجيانوس لمناسبة زمن الصوم

إعداد: نسرين الخياط

 

 أليس اذن من اغرب الزّيفان ان نجمع ونحفظ كنوزا

هذا مقدارها في مكان تفسد فيه،

وان لا نستودع اقل جزء منها مكانا لا تفقد منه بل وتزداد فيه كثيرا،

خاصة معرفتنا اننا سنعيش في هذا المكان الى الابد،

وينتج عن هذا ان الوثنيين لا يومنون بشئ مما نقول لهم،

لانهم يريدون ان يعرفوا حقيقة ديننا.

ليس من كُل منا بل من اعمالنا وسيرة حياتنا،

عندما يروننا منشغلين ببناء البيوت الفخمة

وتزيين الجنائن وانشاء حمامات مريحة وشراء عقارات كبيرة،

لا يستطيعون ان يومنوا أننا نحسب نفوسنا هنا كغرباء

يستعدون لمغادرة الارض  ليعيشوا في مكان آخر،

ويقولون لو كان الامر كذلك لكانوا يبيعون كل ما عندهم هنا،

ويرسلونه امامهم الى المكان الذي يوّدون الذهاب اليه.

هذه هي طريقة برهانهم اذ يلاحظون ما يجري في العالم كل يوم،

لاننا نرى ان الاغنياء يبتاعون بيوتا خاصة في المدن او النواحى

حيث يوّدون قضاء حياتهم.

اما نحن فنعمل العكس نصرف كل وقتنا وكل ما لنا،

لكي يكون لنا بضعة بيوت او حقول على هذه الارض.

حيث نحسب انفسنا غُرباء وعلينا ان نغادرها آجلا ام عاجلا،

ولا ندفع حتى من الفائض عنا لنشتري السماء

مع انه باستطاعتنا ان نحقق هذا بقليل من المال،

واذا اشتريناها مرة واحدة نمتلكها الى الابد.

لهذا عندما نخرج من هذه الحياة فقراء وعُريانيين

نُعاقب بأشد العذابات ونسقط في هذا الشقاء البالغ الحّدْ،

ليس لاننا عشنا في هذه اللامُبالات

وحسب بل لاننا جعلنا الاخرين يقتدون بنا،

لانه عندما يرى الوثنيون ان الذين يشتركون في اسرار هذه

عظمتُها هم مولعون بهذا المقدار للاشياء الحاضرة يزيدونهم  تعلُقا بها،

وهكذا كما يقول القديس بولس يركبون على هامتنا جمرة نار.

لقد فتح ايليا السماء واغلقها قديما ولكن هذا لم يكن الا لأنزال او توقيف مطر،

اما الآن فاالله يفتح السموات ولكن ليصعدكم اليها،

وليس لكي تصعدوا اليها فحسب بل فوق ذلك

لكي تُصعدوا الآخرين اليها اذا شئتم.

ما اعظم الجّودة التي يعاملكم بها والسلطان الذي يوليكم اياها

على كل ما هو له ثم بما ان لنا هناك  بيتا ووطنا،

فلنخزن فيه كل ما نملك فلا ندع شيئا في هذه الدنيا لئلا نفقدها.

عندما تحفظون كنوزكم  هنا وراء مئة مفتاح وقفل،

ويحرصها الآف الخدمِْ،

وعندما تتجنبون كل شراك العدو وكل حيّل  حاسديكُم،

وعندما تنجو فضّتكم من الصدأ وتعجز الاعوام على ان توثرعلى ما تملكون .

ماذا اقول عندما يحدث كل هذا مع انه مستحيل

لا تستطيعون ابدا ان تتجنبوا الموتى ولا ان يسلب منكم كل شئ بلحظة،

وربما يدفعه الى يدي ألّدْ أعدائكم.

لكن اذا وضعتم كل كنوزكم سلفا في السماء

تتغلبون على كل هذه الشرور

ففي هذا المكان لا يحتاجون لا الى ابواب ولا الى اقفال ومزالج.

ان المدينة التي يدعونكم اليها هي مأمونة وهي ملجأ

لا يمكن لخُبث الحسد ان يخترقه او يبلغهُ ولهذا فلا يتعرض كنزكُم للتلف

آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن.

     

نُقل بتصرف من اذاعة الفاتيكان