مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum

متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان

أعلام

أرشيف الموضوعات

 

 

جبل الزيتون / القدس

إعــــداد نسرين الخياط

 

 

سمي جبل الزيتون بهذا الاسم لأن قممه كانت مكسوة بأشجار الزيتون، ويسميه المحليون ايضا "الطور" وهو اسم عام يطلقه العرب عادة على جبل سيناء وجريزيم وطابور وجبل الزيتون والاسم اصله آرامي ويعني الجبل.

في الكتاب المقدس

صموئيل 2: 15و30

ذكر المكان أيام الملك داؤد كمكان للعبادة، ولما هرب من وجه ابنه أبشالوم (صعد داؤد مرتى الزيتون وكان يصعد باكيا ورأسه مغطى وهو يمشي حافيا وبلغ قمة الجبل حيث يسجد الرب).

ملوك 1: 7و11

في آخر أيام حياته تنازل سليمان وقام ببناء هياكل وثنية لآلهة زوجته الغريبة (حينئذ بنى مشرفا لكاموش في الجبل الذي في شرقي أورشليم، ولمولك....وكذلك صنع لجميع نسائه الغريبات اللواتي كنّ يحرقنّ البخور ويذبحنّ لآلهتهنّ).

ملوك 2: 15و23

وارتبط جبل الزيتون بذكرى يسوع الذي كان يمر منه مع تلاميذه باستمرار في ذهابه وإيابه من القدس الى أريحا وبيت عنيا. وتدل الشهادات على ان معظم الجبل كان مليئا بالكنائس والاديرة منذ القرن الخامس.

 "In Eleonaأول مكان اُقيم على جبل الزيتون وهو اهمها كان كنيسة "غابة الزيتون

وكانت هذه أحدى الكنائس الثلاث التي شيدتها القديسة هيلانة أيام قسطنطين فوق المغارات الثلاث المقدسة، مغارة الميلاد والقبر المقدس وهذه المغارة فوق جبل الزيتون التي تكرم الموقع الذي يشير إليه أوسابيوس على ان "يسوع أخذ يعلم تلاميذه الأسرار المقدسة" فيه.

 غابة الزيتون والأبنية التي حول اطلال كنيسة "غابة الزيتون" البيزنطية.

يحتوي البناء على كنيسة مكرسّة للقلب الأقدس ودير لراهبات الكرمل ومنسك "أبانا الذي" المقام لذكري تعليم يسوع الصلاة الربيّة وفيه مغارة.

يبدو ان الموقع تحول في الحقبة الصليبية الى مدفن لدفن الشخصيات المرموقة فنجد قبر القديس كيريلوس بطريرك القدس (386م).

بدأت الابنية تقام في هذا الموقع في نهاية القرن الماضي واضيف اليه عام 1875م

 رواق "ابانا الذي في السموات".

تحوي الأورقة على 36 حجرا نقشت عليها الصلاة الربيّة بمختلف اللغات.

ننزل الى المغارة خلال سور عريض هو ما تبقى من كنيسة "غابة الزيتون" القديمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

مشهد القدس

 

عندما نخرج من كنيسة "غابة الزيتون" ننزل في الطريق الى اليسار الى ان نبلغ شبه هضبة صغيرة مستوية،

هذا هو المكان الذي بنى فيه سليمان المشارف لزوجاته الوثنيات بحسب التقليد (ملوك1: 4و11)

وهو يقدم لنا منظرا من اروع مناظر القدس، نري الى اليسار قليلا غابة من الصنوبر، كان هذا المكان معهد السريان الكاثوليك، أما اليوم فهو مُلك الإغاثة الكاثوليكية الفرنسية ويضم بيتا للحجاج يدعى بيت ابينا إبراهيم.

 

كنيسة بكاء الرب (كنيسة "الدمعة")

 

تربض كنيسة بكاء الرب على سفح جبل الزيتون ، على الطريق النازل من كنيسة الجسمانية الى وادي قدرون مواجه جبل الهيكل حيث وقف الرب يوم احد الشعانين قبل ان يدخلها راكباً على جحش بن اتان .

قبل بلوغ هذا الموقع الى اليمين نجد درجا شديد الانحدار، يودي بنا هذا الدرج والطريق الذي يليه

وهو مرتبط بالتقليد المسيحي العائد الى القرن السادس عشر والذي حدد في هذا الموقع بكاء الرب على القدس.
واسم الكنيسة (بكاء الرب) مترجم عن اللاتينية (Dominus Flevit) أي الرب يبكي .

صُمّمت الكنيسة على شكل دمعة لترمز الى بكاء الرب
هذه الكنيسة الفرنسسكانية بنيت في اواسط القرن الماضي عام 1955م ، بناها المهندس المعماري أنطونيو بارلزي على بقايا الكنيسة الأصلية التي تعود الى القرن الخامس . ما زال يحتفظ ببعض فسيفسائها في المغارة الحالية التي تعود للقرن السابع، وهنالك كتابة من القرن عينه مكرسة للنبية حنة التي يذكرها:

 القديس لوقا (2: 36-38)

"وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ".
 
كنيسة بكاء الرب قريبة من كنيسة الجسمانية وكنيسة قبر العذراء، وتطل ايضاً على المسجد الاقصى، في منظر بانورامي رائع للقدس القديمة. ونتابع نزولنا في الطريق نحو وادي قدرون ونلاحظ الى اليمين قبب كنيسة مريم المجدلية الروسية الذهبية والتي بناها القيصر الكسندر الثالث في القرن الماضي.
على المذبح في صدر الكنيسة توجد لوحة فسيفساء رائعة لدجاجة تضم فراخها تحت جناحيها وترمز الى قول المسيح
: يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا ! (لوقا 34:13) .

وفي مدخل الموقع كشفت الأبحاث الأثرية عن عدة قبور تسبق الحقبة الرومانية والبيزنطية وعن قبور من الألف الثاني ق.م.أيام الهكسوس، وتشير هذه الامور الى أن الموقع كان في القديم مقبرة القدس اليبوسية. وقبور رومانية  يُعتقد انها قبور شهداء المرحلة المسيحية المبكرة، عندما عانى المسيحيون من الاضطهاد الروماني قبل تبني الامبراطورية الرومانية المسيحية كديانة رسمية في القرن الرابع الميلادي.
وقبالة كنيسة الدمعة، واعلاها واسفلها، يقع جزء كبير من قبور المقبرة اليهودية التي لا تكف عن التوسع.
كنيسة بكاء الرب صغيرة ومتواضعة لكنها غنية بالروحانية وتشهد خلال السنين الاخيرة زيارات الحجاج المسيحيين من كل العالم الذين يأتون ليتأملوا بعظمة رحمة وحنان الرب الذي شاهد المدينة

التي احبها ..... وبكى ....

راعي هذه الكنيسة الأب الفرنسيسكاني سبستيان اقليمس

 

 

 

 

 

 

 

بكاء يسوع على القدس

(لوقا 19: 41-44)

وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا  قَائِلاً:«إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ.  فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ،  وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ».

 

 

 

بستان الزيتون

ويقع هذا البستان في أسفل سفح جبل الزيتون مطلا على وادي قدرون وعلى المسجد الأقصى ويدعى بالعبرية باسم “عيمق يهوشافاط” أي “مرج يهوشافاط” في كتاب العهد القديم (سفر يوئيل الإصحاح الرابع).

(لوقا 22و39) تروي لنا الاناجيل أن يسوع خرج من علية الصهيون ليلة الخميس المقدس بعد العشاء الأخير ومضى الى جبل الزيتون حيث كان يعتاد الذهاب الى ضيعة تدعى الجسمانية

 (متى 26و36). ولما بلغ هناك ترك تلاميذه في مغارة (متى 26و38) وقال لهم: "أمكثو ههنا ريثما أمضي واصلي هناك" (لوقا 22و41). واصطحب معه بطرس ويعقوب ويوحنا وتنحى جانبا في البستان وقال لهم: "أمكثوا هنا واسهروا معي". ثم ابتعد عنهم مقدار رمية حجر أي حوالي 30متر وبقي هناك يصلي وحيدا ويتأمل سرّ عذاباته، ولما حانت الساعة عاد الى تلاميذه لأن الخائن أوشك على الوصول.

في الجسمانية موقعان مقدسان هما مغارة الاعتقال (مغارة المعصرة)

وصخرة العذاب التي تقوم في كنيسة الجسمانية قرب بستان الزيتون.

حفظت لنا التقاليد موقع مغارة المعصرة وذلك لأنها كانت مكانا للصلاة تشهد عليه مختلف الكتابات التي عثر عليها منقوشة على الجدران، وأخذ المؤمنون في القرن الرابع والخامس يكرمون "صخرة العذاب"

ربما استنادا الى ما جاء في انجيل لوقا: (فأبتعد عنهم مقدار رمية حجر)

وبنو فوق الصخرة كنيسة في القرن الرابع بين اشجار الزيتون. في كتاباته عام 330م ذكر القديس اوسيبيوس القيصري أن الناس كانوا يصلون في الموقع الذي صلّي فيه يسوع قبل موته ولكنه لم يأت على ذكر وجود كنيسة في المكان.

عام 386م كتب القديس هيرونيموس يقول: أنه قد بنيت في ايامه كنيسة في ذلك الموضع.

وروتْ إيجريا التي جاءت في نفس الفترة تقريبا عن الكنيسة الجميلة التي بنيت حيث صلّى يسوع وذكرت ايضا المغارة حيث قبض الجند عليه وهي مغارة الجسمانية.

دمرّ الفرس هذه الكنيسة واعيد بناء كنيسة متواضعة ولما جاء الصليبيون أشادوا كنيسة ضخمة ولكنها للأسف لم تدم طويلا بعد رحيلهم إذ دمرّها صلاح الدين الايوبي عام 1187م.

اشترى الآباء الفرنسيسكان عام 1666م حقل الزيتون حول أطلال الكنيسة الصليبية كان الناس يكرمون فيه ثماني شجرات زيتون قديمة ، وتمت أعمال التنظيفات في مغارة الاعتقال وعثر على فسيفساء من القرن الرابع والسادس وبقايا هيكل، والمغارة مفتوحة اليوم تحت رعاية الآباء الفرنسيسكان

 

 

 

 

 

 

 

إعتقــــال يسوع

(مرقس 14: 43-52)

وَلِلْوَقْتِ فِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ أَقْبَلَ يَهُوذَا، وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ.  وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً:«الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ، وَامْضُوا بِهِ بِحِرْصٍ».  فَجَاءَ لِلْوَقْتِ وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَائِلاً:«يَا سَيِّدِي، يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ.  فَاسْتَلَّ وَاحِدٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ السَّيْفَ، وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ وَلَمْ تُمْسِكُونِي! وَلكِنْ لِكَيْ تُكْمَلَ الْكُتُبُ». فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا.  وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا.

 

الكنيسة الجسمانية

 

تقع كنيسة الجسمانية في أسفل جبل الزيتون تُعتبر هذه الكنيسة، من أجمل كنائس الأراضي المقدسة. أصل اسمها يعود إلى اللغة الآرامية “چت شمنا”(Gethsemane/i، ΓεσΘημανι) أي “معصرة الزيت” ومن البديهي أن تكون هناك معصرة حيث كانت أشجار الزيتون تغطّي المنطقة، ويعتقد أن مكان المعصرة هو مغارة الجسمانية، وحسب ما يعتقد الكثيرون كان المسيح يلتجئ مع رسله إلى هذه المغارة التي كانت وفق التقليد المسيحي في العهد الجديد في البستان الذي صلى فيه يسوع المسيح صلاته الأخيرة قُبيل تسليمه للسنهدرين أولا ثم للرومان للصلب.

وفي بستان الزيتون تقع كنيسة “الجسمانية” المعروفة أيضا بالأسماء: كنيسة النزاع لأنها المكان الذي قاسى فيه يسوع ألم الموت حيث قال: “إن نفسي حزينة حتى الموت”..  “كنيسة كل الأمم/الشعوب، ، وسميت باسم “كل الشعوب” لأن تبرعات إقامتها ما بين السنين 1919-1924 تجمّعت من ست عشرة دولة في شتى أنحاء العالم الكاثوليكي مثل أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين. ومبنى الكنيسة من تصميم الراهب والمهندس المعماري الإيطالي الشهير أنطونيو بارلوتشي (Antonio Barluzzi) الذي صمم كنائس كثيرة في الديار المقدسة في بداية القرن الماضي. وهذه الكنيسة شيّدت على أنقاض كنيسة بيزنطية من أواخر القرن الرابع وبعدها أنقاض كنيسة صليبية دمرت عام 1187م، هذه الكنيسة فرنسيسكانية منذ العام 1666
أقيمت الكنيسة بجانب بستان الزيتون وتضم ١٢ قبّة على سطح الكنيسة أي بعدد تلاميذ يسوع المسيح وتوجد أيضا شعارات وأعلام الدول المتبرعة وهناك تماثيل للتلاميذ الأربعة، متى ولوقا ومرقس ويوحنا. 
الكنيسة مقامة على صفي أعمدة وبداخلها اثنا عشر عامودا رخاميا بشكل بنّي على احمرار وهي رمز لأشجار الزيتون، وفي الكنيسة ثلاثة أروقة وفي كل منها رسم لشعار الدولة التي شاركت في التبرع. وفي الرواق الشمالي ثلاث حنايا من الفسيفساء، واحدة ترمز إلى قول يسوع لآسريه “أنا هو ”والثانية اتكاء الفادي المصلي على الصخرة والأخيرة ترمز إلى تلك القُبلة السامة،  قبلة الخائن يهودا الأسخريوطي.

يتخذ مذبح هذه الكنيسة شكل كأس جميل، رمزًا لكأس الآلام التي عاناها يسوع. وأمام المذبح توجد الصخرة (صخرة العذاب) التي صلّى عليها يسوع، مليئة بعرق المسيح الذي تصبّب، وهي منعزلة عن باقي الصخور في الكنيسة. يحيط بالصخرة إطار حديدي على شكل إكليل من الشوك رمزا لإكليل الشوك الذي وضعوه على رأس يسوع. نوافذ الكنيسة مصنوعة من المرمر الشفاف الذي يسمح بدخول الضوء الخافت مما يعطي إحساسًا بالخشوع رمزًا لصلاة يسوع هناك. في مدخل الكنيسة فسيفساء لصورة يسوع المسيح الوسيط بين الأب الإله وبين بني البشر

وأرضية الكنيسة مغطّاة بالفسيفساء، بعضها يعود إلى الكنيسة الأولى وهو موجود على حاله ومغطًّ بالزجاج البلاستيكي.

 

يسوع في الجسمانية

 (انجيل متى 26: 36-58)

حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ:«اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ» ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ:«نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ!».

وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً:«الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».

فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. وَأَمَّا هذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا. وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ.

(مرقس 14: 32-52؛ لوقا 22: 39-54؛ يوحنا 18: 1-13)