مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط            مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

 

دير السريان (موقرتايا)  دير مار يوحنا الدّيلمي

 

 

 

 

يقع دير السريان (دير مار يوحنا الدّيلمي) على بُعد 2كم شمال بلدة قرةقوش (بخديدا)

التي تبعد 30كم عن مدينة الموصل،

ويقع الدير في سهل منبسط بإتجاه برطلة شمالاً وكرمليس شرقاً

وبمسافة 75 مترتقريبا غرب تل أثري يسمى موقرتايا

(ومعناها بالسريانية *قريثو موقرت ياي*اي القرية الموقرة للصنم ياي،

أو نقرتايا ومعناها المكان المنقور، أو ان الاسم يعود لمدينة حْديثة الموصل

مسقط رأس مار يوحنا الدّيلمي والتي كان اسمها نوكرد (نقرت) ايام الدولة الساسانية.

والحقيقة ان معنى ومصدر هذه الكلمة هو فارسي له علاقة بجبل مام والصنم ياي في بلاد فارس

ومعناها ( الماميّون الموّقرون لياي) أي *أهل مام الذين يوقّرون الصنم ياي*

وهذه التسمية أتت من بلاد فارس مع مار يوحنا الدّيلمي عندما سكن وبشّر في بخديدا،

حيث عرفوا تلاميذه الأحداث التي رافقته خلال مشواره التبشيري في جبل أو تل مام،

فعمت التسمية على المنطقة وبقيت، وخاصة ان في تلك الفترة

كان في المنطقة ومنها بخديدا مجوس يكرّمون الصنم أو الشجرة ياي.

أول من سمّى دير مار يوحنا الدّيلمي بدير السريان هم السريان الذين نزحوا من تكريت

في القرن الحادي عشر وسكنوا منطقة قرةقوش والموصل،

أما تسميته بدير مار يوحنا الدّيلمي فانها واضحة وهي نسبة لمؤسسه،

وقد عُرف بهذه الاسماء في الكتب التاريخية والمخطوطات الكنسية،

ولهذا الدير تسمية محلية لدى البخديدين وخاصة النساء إذ تكنيه (ديرا برايا) أي الدير الخارجي،

لأنه يقع في أطراف المدينة ولتميزه عن دير الراهبات الذي كان يقع داخل المدينة،

ويعود إنشاء الدير الى نهاية القرن السابع الميلادي.

أقدمْ ذكر للدير والرهبان الذين كانوا يقيمون فيه هو في نهاية القرن التاسع الميلادي سنة 900م تقريبا.

فقد جاء في تاريخ بوسنايا: وكان يقصد الربان يوسف بوسنايا الفقهاء من مدينة السلام

وكان يقصده الرهبان ايضا من دير مار يوحنا الدّيلمي.

ورد ذكر هذا الدير في إحدى المخطوطات التي يرجع تاريخها الى سنة 1115م،

وهذا يتطابق مع لوحة رخامية منقوشة بالسريانية فوق مذبح الكنيسة تُشير الى تجديد الدير في تلك السنة.

اشار العلامة والمؤرخ ابن العبري الى ان الدير تعرض الى هجوم وتخريب سنة 1261م

وكان يومها يسكنه بعض الراهبات حيث يقول:

هجم الاكراد واحتلوا دير الراهبات في قرية بخديدا (قرةقوش) وأجّروا فيه مذبحة عظيمة،

*المقصود هنا هو دير مار يوحنا الدّيلمي للراهبات*،

وهو دير آخر صغير كان مخصصا للراهبات سُمي فيما بعد دير مار يوحنا البوسني،

وكان مُلحقا وتابعا لإدارة دير مار يوحنا الدّيلمي الذي كان مُخصصا للرهبان.

تم تجديد الدير وبناؤه ثانية سنة 1563م كما جاء في احدى النقوش على قطعة رخامية

مكتوب عليها بالسرياني عبارة تقول:

في سنة 1874 يونانية تم تجديد المذبح المقدس لدير مار يوحنا المسمي بالدّيلمي

وشارك في البناء القس كوركيس برزا من بخديدا.

في سنة 2028 يونانية، 1717م،

قام قس من بخديدا السرياني الأرثودكسي يلدا بن اسحق سنبول،

ببناء وترميم الدير والبئر وقد استمر العمل ثلاث سنوات وتعب فيه كثيرا

حيث جمع مواد البناء من انقاض دير الربان بْرعيتا القريب من كرمليس

ومن بعض القرى المسيحية القريبة من برطلة وقرية بدني (بيث دانيال) وغيرها.

ويستدل من بقايا كنيسته  الكبيرة وآثارها الشاخصة على ان الدير

كان كبيرا وكثير الغرف والقلالي ويقيم فيه كثير من الرهبان،

حيث كان عامرا بالرهبان سنة 1723م بل سُمي (بالدير العامر) في تلك الفترة،

وآخر ذكر لرئيس الدير هو الربان صليبا مع الربان يوحنا والشماس فولس

في عهد البطريرك السرياني الأرثوذكسي اغناطيوس شكرالله المارديني (1722م - 1745م)

وبقي الدير عامرا الى ان أغار عليه نادر شاه قولي خان ودمّره في 15 آب (اُغسطس) سنة 1743م

فهجره الرهبان وآخر ذكر له هو سنة 1773م عندما هرب والتجأ اليه عدد من سكان بخديدا

هربا من وباء فتاك داهم المنطقة طالبين من الرب بشفاعة مار يوحنا الدّيلمي ان يُزيل عنهم هذه المحنة،

وفعلا لم يمت الكثير ممن لجئوا الى الدير وكانت هذه احدى معجزات مار يوحنا الدّيلمي.

كما جاء في احدى المخطوطات على لسان الشماس خوشو كاتب قرية بخديدا،

وفي هذه الفترة ايضا حدث أمرا آخر سلبيا على الدير وهو تحول غالبية سكان بخديدا السريان

من الأرثوذكسية الى الكاثوليكية مما ادى الى قيام منازعات طويلة الأمد

بين الطرفين حول اقتسام الكنائس والأديرة،

فكان دير مار يوحنا الدّيلمي ودير مار قرياقوس من نصيب الارثوذكس الذين اصبحوا قليلين

وهذا الامر ادى الى عدم متابعة الدير لفترة طويلة،

ونتيجة لهذه الاحداث تُرك الدير خاليا ولم يعد قائماً، لكن اطلاله وبقايا المذبح والكنيسة

وكذلك غرفة صغيرة من الجهة الشرقية يُنزل اليها بدرجتين، ضريح مؤسس الدير، واجهة الباب الملوكي،

جرن العماذ وغيرها بقيت شاخصة إلى أن تم إعادة بناؤه سنة 1995م

بهمة الحبر الجليل مار غريغوريوس صليبا شمعون مطران الموصل للسريان الأرثوذكس

الذي بذل جهودا كبيرة لإعادة إعماره بأسلوب عمراني حديث.

كتب عن دير السريان الرحالة الألماني كونراد  برويسر اثناء جولته في شمال العراق سنة 1909م،

وكتب عنه المطران بولس بهنام في مجلة لسان المشرق، وذكره كوركيس  عواد في تحقيقات بلدانية.

 

إعادة إعمار الدير

 

 

لقد بدأ إعادة إعمار الدير سنة 1995م من التبرعات التي انهالت من كل من الجهات التالية:

_من وزير المالية لأقليم كردستان

_من النيافة الأجلاء (من خارج القطر)

_من المؤمنين الغيارة من داخل القطر ومن الدول المغتربة

وشكلت لجنة برئاسة كاهن الرعية في قرةقوش الأب باباوي

وتشمل كل من المهندسين والفنيين المشرفين على البناء.

قام قداسة الحبر الأعظم مار اغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك أنطاكية

وسائر المشرق للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع

بإعطاء البركة الرسولية لدير السريان (موقرتايا) في قرةقوش

يوم الاربعاء 8 نيسان (أبريل)سنة 1998م

حيث أقام قداسا إحتفاليا وشاركه اصحاب النيافة

مارغريغوريوس صليبا شمعون مطران الموصل وتوابعها،

والمطران مار سويريوس اسحق ساكا النائب البطريركي للدراسات السريانية العليا،

وحضر ايضا المطران مار ديوسقوروس لوقا شعيا مطران ابرشية دير مار متي،

ووبمشاركة لفيف من الكهنة والشمامسة ووسط آلآف المؤمنين.

وقد تكرم قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص

فعين الجمعة الاخيرة من شهر أذار(مارت) تذكارا لمؤسس الدير،

وعين الرّبان يعقوب باباوي لادارة شؤون الدير من كل الجوانب،

والرّبان يعقوب هو خريج الدير الكهنوتي للسريان الارثوذكس في الموصل،

وانهى دراسته الدينية العليا من جامعة أثينا في اليونان.

 

 

 

 

 

 

 

 

آثار وتحف دير السريان (مار يوحنا الدّيلمي)

 

الصليب الحي

 

الصورة الاصلية للصليب الحي

 

من آثار هذا الدير صليب فضي كبير وقديم ذو صياغة رائعة يعتبر كنز ثمين،

اشترك في نقشه وصبه وسبكه الفنان السرياني والارمنى معا،

ويظن ان الأب صاروخان هنتزيان قدم هذا الصليب لكنيسة

دير موقرتايا ولو انه لم يُذكر اسم الكنيسة أو الديربالارمنية

كما هو مذكور في السريانية والكرشونية،

وكذلك الراهبان عبدالله وعازر من اوقفو هذا الصليب ايضا.

سبك هذا الصلب سنة 1941 يونانية 1630م في عهد

المفريان باسيليوس اشعيا النحلي (1616م – 1635م).

كتب على وجه الصليب:

*اوقف عبدالله ربان وعازر ربان من قرية بوخديدا

هذا الصليب الى دير ناقرت في سنة 1941

الاب(الرئيس) صاروخان هنتزيان قدم.*

وكتب على ظهر الصليب مقطع من المزمور44

*بك ننطح اعدائنا لأجل اسمك ندوس.

صور هذا الصليب في ايام مار باسيليوس اشعيا في 1941

اوقفو هذا الصليب ربان عبدالله وربان عازر هم وجميع المؤمنين

للدير مور يوحنا الديلمي الذي بقرب بخديدا في سنة 1941*

. وقد طمع فيه سلطان أغا الشحنة سنة 1798م فأخذه

لكنه في تلك الليلة اُصيب بزحار شديد وصداع في دماغه

فخاف ورده في اليوم التالي الى الوكيل

وهو موجود اليوم في كنيسة الطاهرة في بخديدا.

 

 

بيت القديسين

 

وهي المكان الذي لم يُجرى عليه أي تغييرات وبقي على آثاره القديمة

وهي عبارة عن غرفة صغيرة من الجهة الشرقية

يُنزل اليها بدرجتين وفيها ضريح (رُفات) مؤسس الدير

 

 

قطعة رخامية مزخرفة بالصلبان

 

 

كما توجد للدير قطعة رخامية رائعة تعتبر من الكنوز المهمة،

كانت مثبتة في اعلى الباب الملوكي المؤدي الى الهيكل،

وقد رُسمت عليها عدة صلبان تشبه الصلبان التي تُنقش على خبز القربان  الفورشانا

أو (البرشانة كما يسميها الناس)وقد ترتقي الى تاريخ تجديد الديرسنة 1563م.

 

جرن العماذ

 

 

وهو كنز ثمين آخر مثمن الاضلاع يرتقي الى سنة 1223م،

استنادا الى الكتابة الاسطرنجيلية  المخزومة عليها بفعل الزمن، والتي تقول

(بهمة القس نصر في بداية شهر نيسان يوم السبت) وهو مزخرف بالصلبان،

وقد زار السيد بروسبير والآنسة بيل سنة 1911م  منطقة موقرتايا (دير السريان)

وكان جرن العماذ موجودا ثم نُقل في ثمانينات القرن الماضي الى كنبسة مار يوحنا في بخديدا

اثناء ترميمها حيث اُستبدل بجرن عماذها القديم غير المزخرف

وقد اٌ سترجع الى الدير من قبل كاهن رعية السريان الارثوذكس في بخديدا سنة 2007م.

 

لوحة الفارس

 

لوحة رخامية عليها تمثال بارز لفارس يمتطي جوادا

وبيده رمح يعلوه صليب يقوم بقتل التنين، ترتقي الى القرن الثاني عشر،

كانت مثبتة على الصحن الايمن من المذبح حتى بداية القرن التاسع عشر،

حاليا في كنيسة سركيس وباكوس عن يمين المذبح.

 

رأس أسد

 

قطعة اثرية اكتشفت عام 1995م تحت المذبح تعود الى العهد الآشوري،

في وسطها حفرة صغيرة عليها آثار دم يُعتقد

إن الذبائح كانت تُنحر عليها موجودة في بيت القديسين.

 

صهريج الدير

 

 

في وسط فناء الدير يوجد صهريج كان يستعمله الرهبان لخزن مياه الامطار

وهو مشيد بالطابوق من الداخل ويبدو انه قد شُيد اثناء تجديد الدير عام 1717م،

استنادا لطرازالبناء الجليلي في تلك الفترة،

وعن يمينه 50 متر بمحاذاة سياج الديرمن الخارج كان يوجد بئر قديم

دُفن بفعل الزمن وكان الرهبان يتزودون منه بالمياه الصالحة للشرب،

وقد توصلا بروسبير وبيل اثناء زيارتهما موقرتايا عام 1911م،

الى ان التل القريب من الدير كان يساعد الرهبان في تخزين مياه الامطار

من خلال ساقية صنعها الرهبان لينساب منها الماء من التل الى الصهريج.

 

 

مكتبة ومخطوطات دير مار يوحنا الدّيلمي

 

كان للدير مكتبة عامرة تحتفظ بالكثير من المخطوطات وخاصة في القرن السادس عشر،

وتشير المخطوطات التي كُتبت  سنة 1567م – 1743م من قبل عدة رهبان وقسس

ان الدير اغتنى بالكتب الطقسية وازدهرت المكتبة في النصف الأول

من القرن الثامن عشر بفضل نشاط الحياة الرهبانية فيه،

وكان الدير يؤمن مستلزمات الكتابة من حبر وورق،

وهناك مخطوطة كثيرة تخص دير مار يوحنا الدّيلمي موجودة اليوم

اغلبهافي كنيستي الطاهرة ومار كوركيس في بخديدا

وقد لخصها الأب سهيل قاشا في كنائس بغديدا منها:

 

1- كتاب طقس القيامة:

 

كتبه الربان خوشابا هرمز في دير مار بهنام على اسم مار يوحنا الدّيلمي

وكما جاء في ص 261 و269 منه، انه قد كتبه  بهمة القس عبدالدايم

في عهد المفريان عبد الغني في حزيران (يونيو) 1567م،

واهداه الى دير مار يوحنا الدّيلمي القريب من يخديدا المباركة،

وهو تحفة فنية رائعة بثمان قينات.

 

2- كتاب طقس الصوم:

 

كتبه الراهب يوسف جمال الدين واهداه هو واخته الراهبة سيدي

من مالهم الخاص لدير مار يوحنا الدّيلمي سنة 1570م

في عهد البطريرك نعمة الله والمفريان داؤد،

وهو مخطوط جميل فيه ثمانية زخارف أحدهم تالف.

 

3- كتاب صلوات الاعياد والسعانين:

 

كتبه واهداه الى الديرالقس يلدا اسحق سنبول الجهنشاهي سنة 1717م.

 

4 – كتاب طقس الدنح:

 

كتبه القس يلدا متي عام 1718م واشتراه رهبان الدير اشعيا ويشوع وصليوا وكوركيس

مع بقية الشمامسة المبتدئين الذين كانوا في الدير بمبلغ يعادل ثمانية قطع من الفضة ،

وقد جاء بشهادة القس خوشابا سنة 1725م، ان مَنْ يُخرج هذا الكتاب من

دير مار يوحنا الدّيلمي يُصاب بالبرص ويعلّق بحبل يهوذا من عنقه.

 

5- كتاب طقس الشهداء:

 

كتبه الكاهن خوشابا متي بهمة رهبان الدير اشعيا وصليوا وكوركيس

واهداه الى الدير سنة 1722م.

 

6- طقس والدة الإله وصوم نينوى وجمعة الكهنة والاموات الغرباء:

 

كتبه عدد من الكهنة منهم توما وعبدالمسيح وديسقوروس وغيرهم سنة 1722م،

بمساعدة الشماس حبيب موسى.

 

7- كتاب صلوات الآباء القديسين:

 

كتبه يشوع كوركيس ونسخه يوحنا شماس خوشو وأخيه أفرام

وكتب بهمة المؤمنين سارة ستتو سنة 1723م والتي أهدته للدير.

 

8- كتاب الطقوس البيعية:

 

كتبه القس خوشابا متي وأهداه للدير سنة 1723 م،

ايام المفريان متي الثاني الموصلي والمطران كاراس.

 

9- كتاب فرض الشهداء:

 

كتبه يشوع كوركيس في الدير سنة 1725م.

 

10- كتاب رتبة تبريك الماء:

 

كتبه القس خوشابا والقس حبش في كنيسة مارزينا 1737م وأهداه للدير.

 

11- الاعياد المارانية:

 

كتبه الراهب كوركيس الخديدي في دير مار بهنام سنة 1740م وأهداه للدير.

علما ان هناك عدة مخطوطات كُتبت لدير مار يوحنا الدّيلمي للفترة 1567م – 1725م،

وذكرت من قبل كل من الأب الدكتور بهنام سوني والأب سهيل قاشا.

 

الصور اُلتقطت بالعدسة الخاصة

نُقل بتصرف من كتاب( مار يوحنا الدّيلمي السرياني)

للمؤلف موفق نيسكو

ومن كتاب( بغديدا في نصوص سريانية وكرشونية وعربية واجنبية

من بداية القرن السابع الى نهاية القرن التاسع عشر) للأب الدكتور بهنام سوني