مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

 

قلعة موسى المعماري  (من معالم لبنان الأثرية)

 اعداد: نسرين الخياط

 

 

 

تعد القلعة الآن من أبرز المعالم السياحية في لبنان، ويقصدها آلاف الزوار سنويا،

وتضم بداخلها تماثيل للمهن القديمة في لبنان، ومعرضا لمئات الأسلحة الحقيقية التي

شاركت في الكثير من الحروب التاريخية، منها الحربين العالميتين الأولى والثانية،

 وفي العصر العثماني حتى الاحتلال الفرنسي للبنان والكثير من الاشياء الجميلة

 والحقيقية، وفيها أيضا تماثيل تبين كيف كان يعامل الأستاذ أنور تلميذه موسى.

 

 

 

 

 

 

 . (قلعة موسى المعماري تقع في منطقة الشوفة التي تعد من أجمل المناطق اللبنانية

لطبيعتها الخلابة وطقسها البديع على مدار السنة ولاحتواءها على معالم أثرية وتاريخية جميلة

بُنيت قلعة موسى المعماري عام 1962 بمجهود فردي من موسى المعماري، الذي أطلق عليه

لقب المعماري نسبة لقيامه بإعمار قلعته الذي استغرق بناءهاأكثر من 10 سنوات،

جمع فيه تراث وتاريخ لبنان كله بهذا القصر، ففيه مجسمات عن حرف لبنان القديمة وسبل

المواصلات والحياة الاجتماعية وجسدها كلها بمجسمات للتوضيح

وللقلعة قصة جميلة

 

 

 
 

 

 

 

قصة موسى المعماري
في الرابعة عشرة من عمره، رسم موسى المعماري

قصر الاحلام على دفتر المدرسة، كانت مجرد بقعة رسم صغيرة على الصفحة،

 ليس فيها هدف، ليس فيها اندفاع....

إنها مجرد حلم يُعتبر تحقيقه ضرباً من ضروب الخيال.

الاستاذ انور معروف بقسوته على طلابه، كان يشكّل هاجساً معنوياً ونفسياً كبيراً لهم
موسى يخشاه، لم يشأ يوماً تحديه لكن للقدر كلمته، فكانت المناسب

الاستاذ يصرخ بوجه تلميذه ساخراً: ماذا تفبرك؟، هل تصور قصر والدك...!

قبل أن يمزق الدفتر قطعاً خمساً ويرميه على رأس موسى، الذي قال بنبرة التحدي

" سوف أريك ولو بعد حين ليس قصر والدي.. بل قصري أنا"
الاستاذ انور لم يتفوه ولو بكلمة تشجيع واحدة تعطي صاحب

 «النعومة العنيدة» هذا دفعاً معنوياً كبيراً
لم يتلفظ بكلمة تهنئة واحدة، بل كان ينهال على تلميذه ضرباً بقضيب الرمان،

 الى ان سخر منه زملاؤه الطلاب وهزأته حبيبته.. التي رفضت الاقتران به لأنه

فقيرا مشترطة عليه أن تسكن قصرا إذا أراد الزواج بها.
فكان الاندفاع وكان التحدي، وكان تحقيق القول الشائع: العبقرية وليدة الألم.

 عبقرية توجتْ قصراً جميلاً له برجان مستديران يجتذب اليه السياح.

فشرع موسى ببناء القلعة لأكثر من 10 سنوات، ونجح في بناء قلعة كبيرة

 يملكها لنفسه، وقام بوضع لها بابان، واحد كبير والآخر صغير جدا،

 لا يستطيع أحد أن يدخل القلعة من الباب الصغير إلا وينحني

لركبتيه ليتمكن من دخول القلعة.
وفي يوم من الأيام دعا أستاذه أنور وحبيبته التي تخلت عنه لحضور القلعة

ورؤيتها، وأغلق الباب الكبير وقام بفتح الباب الصغير، ووقف داخل القلعة مستقبلا جهة

الباب الصغير منتظرا دخول زواره، فدخلت حبيبته القلعة منحنية وكأنها تدخل منحنية

لموسى الذي كان واقفا لاستقبالها داخل القلعة.
فقال لها: الآن قمتُ بإذلالك وجعتلك تنحنين لي

كما قمتي بإذلالي ورفضك الاقتران بي وقمت بالاستهزاء بي.
وبعد حين جاء معلمه الاستاذ أنور ودخل القلعة من الباب الصغير وهو

منحنٍ، فرد عليه موسى بمثل ما رد على حبيبته، بأنه استطاع إذلال أستاذه وجعله ينحني

له وهو يدخل القلعة ردا على قيام الأستاذ بإذلال موسى كثيرا في المدرسة والاستهزاء به.
وهكذا حقق موسى أحلامه، أهمها بناء القلعة التي طالما تمناها، والانتقام من معلمه وحبيبته.
وفي احدى ممرات القلعة تطالعك بعض الكلمات التي سطرها موسى على احدى اللوحات :

 "علمتني الحياة ان هذا العالم لن يتوقف عن استمراره بعد موتي كما ان

الارض لن تحجم عن دورانها والشمس لن تكف عن شروقها وغروبها."
لا يمكن ان لا تشد الى هذا الصرح الذي يمثل عزيمة

واصرار موسى على التحدي وتحقيق حلمه. 
وعلى فكرة موسى يقوم باستقبال زواره بنفسه في هذا القصر

ويبلغ من العمر 75 سنة ويحرص على الذهاب

للقلعة كل يوم، وليطول الرب من عمره

ويحفظه من كل مكروه.

  

  

 

 

 نُقل بتصرف من مواقع لبنانية

 

 اُلتقطت الصور بالعدسة الخاصة