لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط            مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

 

مخطوطات قمْران

 

وادي قمران يقع في فلسطين على الجانب الشمالي الغربي من البحر الميت،

وعلى بعد ثمانية أميال جنوب أريحا

وهي المنطقة التي عثر فيها على اللفائف والمخطوطات الاثرية والنفيسة.

تُعد قصة هذا الاكتشاف أروع القصص في العصر الحديث.

 

عام 1947م بينما كان الراعي البدوي وهو محمد الديب يبحث عن عنزة مفقودة

عثر على اعظم اكتشاف في المنطقة وهو مخطوطات البحر الميت،

حيث رمى حجرا داخل فتحة مغارة وسمع صوت شئ يتكسر،

وهرب خائفا من كون المغارة تسكنها الارواح.

في اليوم التالي دعا ابن عمه ودخلا المغارة معا

ووجدا ثماني جرار بعضها لا يزال غطاؤها فوقها.

أخرجا الجرار من المغارة واخذا يفتشان لعلهما يعثران على الذهب داخل الجرار.

وقد اصابتهما خيبة امل عندما لم يجدا سوى

لفائف جلد ملفوفة في قماش من الكتان

فيها اعمدة من الكتابة لم يفهما منها شيئا، ومجموعها سبع لفائف.

ولأن الأواني كانت مغلقة بإحكام،

فقد حفظت المخطوطات بحالة جيدة لما يقرب من 1900 عام

(تشير الأدلة الى انها وضعت في الكهف حوالي سنة 68م).

وقد اشترى رئيس أساقفة دير السريان الارثودكس في اورشليم

خمسة من هذه المخطوطات التي وجدت في الكهف الاول للبحر الميت.

 

 

بينما اشتري الأستاذ «سوكينيك» بالجامعة العبرية هناك ثلاث من هذه المخطوطات.وعندما اكتشفت هذه المخطوطات لأول مرة، لم يعلن عنها. وفي نوفمبر من عام 1947 ، وبعد أن اشترى الأستاذ سوكينيك بيومين ثلاث من هذه المخطوطات واثنين من الأواني الفخارية التي كانت بالكهف، كتب في مذكراته يقول: لعل هذا واحداً من أعظم الاكتشافات في فلسطين، وهو اكتشاف لم نكن لنطمح إليه. ولكن هذه الكلمات لم تنشر آنذاك.

وفي فبراير من عام 1948 اتَّصل رئيس أساقفة الدير، الذي لم يكن يعرف العبرية، بالمدرسة الأمريكية للبحوث الشرقية في أورشليم وأخبرهم عن المخطوطات. وشاءت العناية الإلهية أن مدير المدرسة في ذلك الوقت كان عالماً شاباً يُدعي جون تريفر، وكان مصوراً هاوياً محترفاً. وبجهد شاق ومخلص قام بتصوير كل عمود من أعمدة المخطوطة الكبيرة لسفر إشعياء التي يصل طولها إلى 24 قدماً وعرضها قدما واحدا. كما قام بتحميض الأفلام بنفسه وأرسل بعض الصور منها بالبريد الجوي إلى الدكتور و.ف. ألبرايت في جامعة جونز هوبكنز، الذي كان يعتبر عميداً لعلماء الآثار الكتابية في أمريكا. وفي الحال أرسل رده بالبريد الجوي قائلاً: تهاني القلبية على اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث. يا له من اكتشاف مذهل! لا يمكن أن يوجد ظل شك في العالم كله في أصالة هذه المخطوطة. وقال إنها ترجع إلى حوالي 100 ق.م.

قيمة المخطوطات
 

ترجع أقدم مخطوطة عبرية كاملة للعهد القديم قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت إلى 900م. كيف يمكننا التأكد من انتقالها إلينا بشكل صحيح منذ عصر ما قبل المسيح في القرن الأول الميلادي؟ يمكننا الآن التأكد من ذلك بفضل علم الآثار ومخطوطات البحر الميت. كانت إحدى مخطوطات كهوف البحر الميت نسخة كاملة للنص العبري لسفر إشعياء. ويقدِّر العلماء تاريخ نسخها إلى حوالي 125 ق.م. إن هذه المخطوطة أقدم بألف عام من أي مخطوطة أخرى حصلنا عليها قبلاً.

وترجع أهمية هذا الاكتشاف إلى التطابق التام بين مخطوطة سفر إشعياء (125 ق.م.) مع النص المازوري لسفر إشعياء (916 م) أي بعد ألف عام. وهي تدل على الدقة غير العادية لنسَّاخ الكتاب المقدس على مدى أكثر من ألف عام.

من بين 166 كلمة يحتوي عليها أصحاح 53 من سفر إشعياء، هناك فقط سبعة عشر حرفاً موضع تساؤل. وعشرة من هذه الحروف يتعلق بالأشكال الإملائية للكلمات بما لا يؤثر على المعنى. وأربعة حروف أخرى تتصل بالأسلوب مثل استخدام حروف العطف. أما الحروف الثلاثة الباقية فتشكل كلمة نور المضافة في آية 11 دون تأثير يذكر في المعني. علاوة على ذلك، فإن هذه الكلمة وردت في الترجمة السبعينية وفي مخطوطة IQ (وهي إحدى مخطوطات سفر إشعياء المكتشفة في كهوف البحر الميت). أي أنه في أصحاح يحتوي على 166 كلمة هناك كلمة واحدة (من ثلاثة حروف) موضع تساؤل بعد مرور ألف عام من النقل - وهذه الكلمة غير ذات قيمة تذكر بالنسبة لمعنى النص.

ويقول جليسون أركر إن مخطوطات سفر إشعياء التي اكتشفت في كهوف قمران: ثبت أنها تطابق النص العبري الذي بين أيدينا فيما يزيد على 95% منه. أما الخمسة بالمائة الباقية فهي اختلافات ناتجة عن زلات النسْخ أو اختلافات في أشكال الكلمات.

والمخطوطات تُعرض اليوم في مقام الكتاب المقدس في متحف اسرائيل في القدس.

اشهر هذه المخطوطات نصوص اشعيا ويبلغ عرضها قدما واحدا وطولها 24 قدما،وقد ادرك البروفسور هاردينغ مدير الاثار الاردنية وكذلك الاب رولاند دي فو مدير مدرسة الكتاب المقدس  الفرنسية.

ادرك جميعهم قيمة المخطوطات العظيمة وبدؤا يفتشون في جميع انحاء منطقة البحر الميت الغربية ووُجدت اكثر من 900 مخطوطة في اكثر من ثلاثين مغارة.

اكبر كمية من الكتابات وُجدت في المغارة رقم 4 وقد اكتشفها بدوي عام 1952م على بعد 100 ياردة من خرائب قمران. المخطوطات مكتوبة على الجلد والبردي عدا اثنتين كُتبتا على النحاس.

 

الاسينيّون

 

يقول يوسيفوس ويلينيوس ان الأسينيين هم الذين كتبوا مخطوطات البحر الميت.

 

الاسينيّون افراد حركة دينية رفضت حياة الفساد وانزوتْ في الصحراء الحارة عند

شواطئ البحر الميت، وقد هجروا اورشليم الى الصحراء الجرداء ليعيشوا حياة

صلاة ودراسة وتأمل وفقر وصدقات.

كان على الافراد ان يعطوا الجمعية املاكهم ويعيشوا حياة اشتراكية كاملة.

وقال عنهم يوسيفوس انهم كانوا "مجموعات تسعى الى الكمال"

سكن الاسينيون قمران حوالي القرن الاول قبل الميلاد،

وعام 31 قبل الميلاد هجروا مستوطنتهم التي دمرها زلزال.

وبعد ثلاثين سنة عادت الطائفة نفسها واصلحت قريتها الصغيرة واستوطنتها ثانية.

وعام 68 ق.م. ذبح جميع الاسينيين جنودُ طيطس الذين كانوا في طريقهم لسحق

التمرد اليهودي في اورشليم.

ومع قرب الجحافل لمكان سكناهم وفي الكهوف التي يصعب الوصول اليها

في الاماكن العالية والمنحدرات الصخرية.

وقد حفظت الصحراء سرّ مخطوطاتهم مدى الفي عام

الى حين اكتشافها صدفة عام 1947م.

 

خرائب قمران

 

كانت مساكن افراد الطائفة الاسينيّة تتكون من الاكواخ والخيام والكهوف قرب المركز المشترك.

اكتُشف هذا المركز واُبرز تماما بين عامي 1951م - 1956م

تتضمن الخرائب بناءا رئيسيا طوله 120 قدما وعرضه 90 قدما

هو يتألف من حجارة كبيرة خشنة التنسيق وفي الجانب الشمالي برج دفاع بإرتفاع

ثلاثة طوابق، وغرفة ضيقة طويلة استخدمت كغرفة طعام،

ووُجد فيها مجموعة من الصحون الفخارية، كما وُجد اكثر من الف ملعقة فخارية

في غرفة مجاورة من المحتمل ان تكون مطبخا.

اعظم ما وجد هو غرفة النسّاخ بمقاعدها وطاولات الكتابة

كما اكتُشفت محبرتان واحدة من البرونز والثانية من الطين وما يزال الحبر الجاف في الاولى.

وتضمنت المنطقة المحيطة بالبناء الرئيسي مكان صباغة ومشغل للفخار وطاحونة

وسبعة احواض مياه مملوءة بمياه الامطار وصلتها بقنوات من الجبال لا تزال

بقاياها ضاهرة للعيان،

وشرقي المستوطنة تقع المقبرة وتحتوي على حوالي 1100 قبر.

 

 

نُقل بتصرف من مهد الرسالات السماوية (سامي عواد)

ومن موقع الاقباط