مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط            مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

 

اليوبيل المئوي لسيدة لبنان

حريصا

 

 

 تعتبر حريصا قطب بلدان الشرق الـمـسيحي لأنه من بيت لحم خرج الـمسيح، ومن مغارة لورد تدفقت العجائب، وفوق رابية حريصا ارتفعت مليكة السماء كالأرز في لبنان

اُختير هذا الجبل الذي يكسوه الصنوبر والشربين ليحتضن في راحتيه أجمل تماثيل العذراء مريم في العالم، تمثال سيدة لبنان ليصبح محط أنظار آلاف الزائرين يوميا من كل أنحاء العالم ومن كل الأديان، فحوله لا تنقطع الصلوات والأدعية، وزيارة حريصا خلال شهر مايو (أيار) تكون مميزة لأنه شهر العذراء مريم.

 معبد سيدة لبنان

 شهدت درعون حريصا بناء معبد سيدة لبنان في العام 1904 تخليداً للذكري الخمسين لتثبيت عقيدة الحبل

بلا دنس التي اعلنها البابا بيوس التاسع سنة 1854. فكرة البناء تعود الي الاب لوسيان كاثان اليسوعي، الذي

أصر علي تكريم العذراء في لبنان، وقد تبني هذه الفكرة البطريرك الياس الحويك والقاصد الرسولي المطران

كارلوس دوفال. وبعد نيل موافقة البابا، بدأ البحث عن مكان ملائم فوقع الاختيار علي تلة حريصا، المكان

الذي يعرف باسم الصخرة والذي كان ملكاً لفرنسيس يعقوب يونس. تم شراء قطعة الارض، وركز حجر

الاساس في أكتوبرعام 1904 بعدما وضع تصميم البناء المهندس الفرنسي جيو، وقام بتنفيذ البناء المتعهد

إبراهيم مخلوف. بنيت قاعدة التمثال علي شكل جذع مخروط من الحجر الطبيعي ارتفاعه 20 متراً ومحيطه

الاسفل 63 متراً والاعلي 12 متراً. في اسفل القاعدة كنيسة صغيرة علي اسم سيدة لبنان. أما التمثال فتم

تنفيذه في أحد معامل مدينة ليون الفرنسية، وهو من البرونز، طوله 8 امتار، قطره خمسة امتار ووزنه 15

طناً ويتألف من 7 قطع. رفع التمثال فوق القاعدة الحجرية وتم طلاؤه باللون الابيض. بلغت تكاليف القاعدة

20 ألف فرنك ذهبية، وثمن قطعة الأرض 60 ليرة عثمانية ذهبية. اما ثمن التمثال وايصاله الي حريصا

فتعدي ال 14600 فرنك ذهبية. وقد جمعت بعض هذه الاموال من التبرعات، اما المبالغ الباقية فقد تبّرعت

بها فاعلة خير فرنسية طلبت أن يبقي اسمها مكتوماً. انتهي العمل في البناء في العام 1908 وجري حفل

التدشين في الأحد الأول من مايو من العام نفسه، بحضور البطريرك الياس الحويك الذي أعلن الأحد الأول

من مايو في كل عام عيداً لسيدة لبنان، وأسند خدمة المعبد وادارته الي جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة.

في العام 1970 وضع حجر الأساس للبازيليك علي يد الكاردينال بولس المعوشي. أما تصميم البازيليك فهو

مستوحي من شكل الأرزة اللبنانية والسفينة الفينيقية، ويتّسع لنحو 2000 شخص، وتتوسطه باحة

تستوعب 115 ألف شخص، استقبل فيها البابا يوحنا بولس الثاني شبيبة لبنان اثناء زيارته في مايو (أيار) عام 1997م.

وفي العام 2004،احتفل باليوبيل الذهبي المئوي الأول لمعبد سيدة لبنان.

 

حفلة التدشـين

مع إطلالة فجر الأحد الأول مـن ايّار سنة 1908 بدأت الوفود تتقاطر بأعلامها وأخوياتها من كل أنحاء لبنان. وعند العاشرة صباحاً بدأ الإحتفال الديني بمباركة القاصد الرسولـي فريديانو جيانيني بناء المعبد والتمثال.

ثم احتفل غبطة البطريرك بالقداس الحبّري يعاونه بعض الأساقفة والكهنة، وحضور الدبلوماسيين ورجال

الدولة.وختم الاحتفال بزياح أيقونة سيّدة لبنان فـي ساحة المعبد. وأعلن غبطته الأحد الأول من ايار عيداً سنويا لسيدة لبنان.

أهم الأحداث والـمواسم التي مرّت على مزار "سـيدة لبنان" اليوبيل الخمسيني لتشييده سنة ١٩٥٤. وهي أيضاً الذكرى الـمئوية لتحديد عقيدة الحبل بلا دنس. في هذا اليوبيل مثل البابا بيوس الثاني عشر نيافة الكاردينال أنجلو رونكلي الذي أصبح في ما بعد البابا يوحنا الثالث والعشرين. مع إزدياد توافد الناس إلـى هذا الـمزار خصوصاً في شهر اّيار، عـمدَ القيّمون على إدارة الـمعبد إلى حلّ وقتي، فرفعوا خيمة من البلاستيك والخشب والأترنيت في ساحة الـمعبد طوال سنوات عديدة. وفي الوقت عينه كانوا يسعون فاشتروا مساحة من الأراضي الـمجاورة لبناء بازليك تتسع لألوف الوافدين. أرسى حجرها الأساسي البطريرك بولس الـمعوشي في ١٥ آب ١٩٧۰، بعدما تمَّ اختيار تصميم مبتكر ورائع وضعه الـمهندس بيار فؤاد الخوري. حضر الاحتفال آنذاك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والسفير البابوي وعدد كبير من الوزراء والنواب وأعيان البلاد وشعب غفير. تولّت جمعية المرسلين اللبنانيين الـموارنة الإشراف على الاعمال بشخص رئيسها العام الأب ساسين زيدان ومن بعده سنة ١٩٧١ خلفه الأب يوسف العنداري. شيّدت هذه البازليك بعونه تعالى وبمساهمة الـمؤمنين. ومنذ سنة ١٩٩۰ بوشرت فيها الاحتفالات الكبيرة الرائعة. إنها تتسع لأربعة آلاف مؤمن يمكنهم الجلوس ومشاهدة تمثال العذراء من خلال واجهة زجاجيّة عرضها ٢۰ متراً وعلوها ٤٢ متراً. ارتفاع قبة الأجراس ٦٢ متراً. إرتفع البناء عالياً شهادة إيمان وعربون وفاء وتحقيقاً لأمنية غالية طالـما راودت القريبين والبعيدين. مزار العذراء سيّدة لبنان علامة ناطقة بعبادة مريم الراسخة عبر تاريخنا. رفعناه على قمة الجبل أثرا وطنياً ودينيًّا خالداً.

مسؤولية المزار وادارته

المزار تمّ تشييده بمسعى البطريرك الـمارونـي والقـاصد الرسولـي, وجب أن الـملكيّة والولاية تختصّان بالكنيستين الـمارونية واللاتينيّة, وتحت إشرافهـما. وينص على ذلك صك الاتفاقيّة الـمسجّلة في بكركي بتاريخ ١٨ كانون الثاني سنة ١٩۰٧. اسندت خدمة معبد سيّدة لبنان وإدارته إلـى جمعيّة الـمرسلين اللبنانيين وتمّ التسليم الرسمي في دار القصـادة الرسولية فـي حريصـا, فـي الثالث من أيار سنة ١٩۰٨. وذلك بشخص الرئيس العام أنذاك الاب يوسف مـبارك. ومنذ أن تسلّـمت جـمعيّة الـمرسلين اللبنانيين الـموارنة إدارة الـمعبد، قامت فعلاً بإنشاءات عديدة بعد شراء عقارات قريبة اليه وأوصلته إلـى حالته الحاضـرة كمزار لبنانـي وعالـمي في آن, مما دفع أحدهم لأن يكتب في سجل الـمعبد:

"أجادوا بما جدّدوا حول معبدكِ الـمقدّس. جدّدي في قلوبنا العواطف اللائقة لعبادتكِ. وجدّدي في لبنان الحياة الـمسيحيّة، يا أم الحياة والصلاح!".

 

 

  

 

 

 

 

 نُقل بتصرف من مواقع لبنانية

التقطت الصور بالعدسة الخاصة