مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum

متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان

أعلام

أرشيف الموضوعات

القديسة بريجيتا (شفيعة السويد)

1303م-1373م

 

التعليم الذي تلاه البابا بندكتس السادس عشر في 27 أكتوبر (تشرين الاول) 2010م

خلال مقابلة الاربعاء العامة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء:

عشية اليوبيل الكبير لسنة 2000م أعلن خادم الله الجليل يوحنا بولس الثاني القديسة بريجيتا السويدية إحدى شفعاء أوروبا جمعاء. أود أن أعرض شخصيتها ورسالتها وأسباب امتلاك هذه المرأة القديسة لأمور كثيرة يمكنها أن تعلمها اليوم أيضاً للكنيسة والعالم

فسطر أن شخصية القديسة بريجيتا السويدية ورسالتها الروحية يشهدان كيف أن المسيحية طبعت في العمق حياة الشعوب كافة في القارة الأوروبية، آملا أن ترافقهم قدوتها وصلواتها.

ولدت بريجيتا في اوائل القرن الرابع عشر 1303م في قصر فينيسا بالقرب من مدينة أبسالا عاصمة

 السويد في تلك الحقبة، وكانت اسرتها من أشراف تلك البلاد لأنها كانت سليلة ملوك السويد الأقدمين،

لكن الشرف الأكبر الذي كان يزين بيت الأمير بيرجر والأميرة انجيورجة والدي بريجيتا كان في فضائلهما العالية لأن الفضيلة كانت ولا تزال أشرف حلية وأكرم حسب ونسب وكان الأميران يتقربان الى الاسرار الالهية كل يوم جمعة ويحفظان وصية الصيام بكل دقة وعبادة وأنشأ كثيرا من الكنائس والمدارس والأديار فكافائهما الرب بأن منحهما أولاد عديدين وكلل حياتهما بإبنتها بريجيتا التي أضحت مجددا لهما ولبلادهما ولذريتهما من بعدهما.

اقترنت بالأمير اولف وعمرها لن يتعدى الخامسة عشر، وظهرت منذ البداية سيدة كثيرة الرصانة والانتباه لإدارة بيتها وشديدة العناية بزوجها وأقربائه وأصحابه، فأحبها الأمير اولف محبة كبرى وكان يبالغ في

 اكرامها ويعمل في رأيها، ويشاركها في أعمالها الخيرية في إسعاف البائسين وبناء الكنائس والمعابد.

ورزقها الله اربعة صبيان وأربع بنات فكانوا إكليلها وموضوع سعادتها والآمها،وانها رغم عنايتها

 الشديدة بهم وبتهذيبهم بكت كئيرا على تصرفات بعضهم، كما ذرفت دموعا سخية على فقدان ثلاثة

 من أبناءها اثنين منهم داعهما الله اليه في ربيع العمر إذ كان الاول تلميذا في المدرسة والثاني راهبا

 صغيرا في دير الآباء السترسيان، ومع ذلك كانت صبورة مستسلمة لأحكام الرب بكل خضوع ومحبة،

 والثالثة موت ابنتها انجيورجة التي كانت قد وقفتها لله في أحد الأديرة وكانت أنجيورجة قد حققت

 ما عقدته امها عليها من الآمال.

وقدمت ايضا لله ابنتها سيسيليا وارسلتها الى الدير، إلا هذه الابنة ما لبثت ان تركت الدير وتزوجتْ

 فتألمت بريجيتا جدا فألهمها الله العزاء وقال لها "انت وهبت لي ابنتك وأنا جعلتها حيثما أرادت مشيئتي".

أما اعز أولادها عليها فكانت كاترينا لأنها بعد ان تزوجت حمّلت زوجها على ان يعيش معها عيشة الرهبان والراهبات وتفرغت هي للصلاة والعبادة والأعمال الصالحة ثم رافقت والدتها في أسفارها وزياراتها

 التقوية، ثم صارت أول رئيسة لدير فادستينا الذي أنشأته والدتها، وماتت موت البارات سنة 1381م

وأعلنت الكنيسة قداستها سنة 1476م.

 

تمييز حقبتين في حياة هذه القديسة

تتميز الأولى بزواجها السعيد. كان اسم زوجها أولف وكان يحكم أراض مهمة في مملكة السويد. هذا الزواج دام ثمانية وعشرين عاماً حتى وفاة أولف. وثمانية أبناء كانوا ثمرة هذا الزواج منهم الثانية كاترين التي تكرم كقديسة. هذا دليل مؤثر على التزام بريجيتا التربوي تجاه أولادها. كما أن حكمتها التربوية كانت مقدرة جداً لدرجة أن ملك السويد ماغنس دعاها إلى البلاط لفترة معينة لكي تعرّف زوجته الشابة بلانش دي نامور

 على الثقافة السويدية.

بريجيتا التي تلقت توجيهاً روحياً من راهب علامة لقنها مبادئ دراسة الكتاب المقدس، أثرت بشكل إيجابي

 على عائلتها التي أصبحت بفضل حضورها "كنيسة عائلية" حقيقية. مع زوجها، اعتمدت قانون الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة. فكانت تقوم باندفاع بأعمال خيرية تجاه الفقراء، إضافة إلى أنها أسست مستشفى. إلى جانب زوجته، تعلم أولف أن يحسن طبعه ويتقدم في الحياة المسيحية. لدى عودتهما من رحلة حج طويلة

 قاما بها سنة 1341 مع أفراد آخرين من عائلتهما إلى سانتياغو دي كومبوستيلا، صمم الزوجان على

عيش العفة؛ ولكن لم يطل الوقت حتى اختتم أولف حياته الأرضية في هدوء دير كان قد أوى إليه.

 فالزوجان المسيحيان يستطيعان أن يسلكا درب القداسة، بدعم من نعمة سر الزواج. وكما حصل في حياة القديسة بريجيتا وأولف، كثيراً ما تكون المرأة هي التي تنجح من خلال إحساسها الديني ولطفها ورقتها

 في جعل زوجها يسير على درب الإيمان المسيحيين ليظهر للعالم جمال الزواج الذي يتم عيشه وفقاً

 للقيم الإنجيلية: المحبة، الحنان، المساعدة المتبادلة، الخصب في الإنجاب وتربية الأطفال، الانفتاح

 والتضامن تجاه العالم، المشاركة في حياة الكنيسة.

بعد ترملها، بدأت بريجيتا الحقبة الثانية من حياتها. فرفضت زواجاً آخراً لتعمق الاتحاد مع الرب من خلال الصلاة، التكفير والأعمال الخيرية. إذاً، بإمكان الأرامل المسيحيات أن يجدن بدورهن مثالاً يحتذى به لدى هذه القديسة. في الواقع، عند وفاة زوجها، وبعد توزيع كل ممتلكاتها على الفقراء من دون اختيار التكرس الرهباني، استقرت بريجيتا في دير ألفاسترا السيترسي. هناك بدأت الرؤى الإلهية التي رافقتها بقية حياتها.

هذه الرؤى أملتها بريجيتا على معرفيها أمناء سرها الذين ترجموها من السويدية إلى اللاتينية

وجمعوها في مجموعة من ثمانية كتب بعنوان "رؤى". وإلى هذه الكتب يضاف ملحق بعنوان "رؤى إضافية".

تقدم رؤى القديسة بريجيتا محتوى وأسلوباً متنوعين جداً. تارة، تظهر الرؤيا بشكل حوار بين الأقانيم الإلهية والعذراء والقديسين والأبالسة أيضاً، حوار تشارك فيه بريجيتا أيضاً؛ وطوراً يكون الأمر عبارة عن سرد

 رؤيا محددة؛ وفي رؤى أخرى، يروى ما تكشفه لها مريم العذراء عن حياة وأسرار ابنها. إن قيمة رؤى القديسة بريجيتا التي كانت أحياناً موضع شك حددها البابا الجليل يوحنا بولس الثاني في الرسالة "Spe "Aedificandi ما من شك في أن الكنيسة التي اعترفت بقداسة بريجيتا دون أن تبدي رأيها في

 مختلف الرؤى، كثيراً ما يرد وصف بتفاصيل واقعية جداً لآلام المسيح التي كانت تكرس لها بريجيتا

 عبادة خاصة، وتتأمل فيها محبة الله اللامتناهية للبشر. على شفتي الرب الذي يتحدث إليها، تضع بجرأة

 هذه الكلمات المؤثرة: "أحبائي، أنا أحب خرافي بحنان كبير لدرجة أنه لو كان من الممكن، لفضلت أن

 أموت مرات عديدة لكل واحد منها بالطريقة عينها التي تألمت بها من أجل فداء الجميع، على أن أُحرم منها (رؤى، الكتاب الأول، الفصل 59)، وكثيراً ما تتردد في الرؤى أمومة مريم الأليمة التي جعلتها الوسيطة

 وأم الرحمة.

خلال نيل هذه الهبات، كانت بريجيتا تدرك أنها تحظى بهبة اصطفاء كبير من الرب: "يا ابنتي نقرأ في الكتاب الأول من الرؤى التي اخترتها لي [أحبيني من كل قلبك أكثر من أي شيء في العالم]" إضافة إلى ذلك، كانت بريجيتا تعلم جيداً وتشعر بقناعة ثابتة بأن كل هبة هي معدة لبناء الكنيسة. لهذا السبب تحديداً، كان قسم كبير من رؤاها موجهاً بشكل تحذيرات صارمة أحياناً، إلى المؤمنين في زمانها، ومن ضمنهم السلطات السياسية والدينية، لكي يعيشوا حياتهم المسيحية بطريقة مترابطة؛ لكنها كانت تقوم بذلك باحترام وأمانة تامة لسلطة الكنيسة، وبخاصة لخليفة الرسول بطرس.

سنة 1349، غادرت بريجيتا السويد بشكل نهائي وذهبت في رحلة حج إلى روما. لم تكن تنوي فقط المشاركة في يوبيل سنة 1350، بل كانت ترغب أيضاً في الحصول من البابا على موافقة على قانون رهبنة كانت مصممة على تأسيسها فتكون مكرسة للمخلص المقدس، ومؤلفة من رهبان وراهبات خاضعين لسلطة رئيسة الدير. ففي القرون الوسطى، كانت توجد مؤسسات رهبانية ذات فروع رجالية ونسائية، لكنها كانت تتبع القانون الرهباني عينه الذي كان ينص على إدارة رئيسة دير. في الواقع، يعترف التقليد المسيحي العظيم بكرامة المرأة الخاصة، ودوماً على مثال مريم، سلطانة الرسل بمكانتها الخاصة في الكنيسة التي، ومن غير أن تتطابق مع الكهنوت، تعتبر مهمة أيضاً للنمو الروحي للجماعة. فضلاً عن ذلك، فإن تعاون الرجال والنساء المكرسين، دوماً ضمن احترام دعوتهم الخاصة، يتخذ أهمية كبيرة في العالم المعاصر.

في روما، وبصحبة ابنتها كارين، كرست بريجيتا ذاتها لحياة زاخرة بالتبشير والصلاة. ومن روما،

ذهبت تحج إلى مختلف المزارات الإيطالية، وبخاصة إلى أسيزي، موطن القديس فرنسيس الذي نمت

 له بريجيتا عبادة كبيرة. أخيراً، سنة 1371، حققت رغبتها الكبرى: السفر إلى الأراضي المقدسة

 التي توجهت إليها برفقة أبنائها الروحيين، مجموعة كانت بريجيتا تسميها "أصدقاء الله".

آنذاك، كان البابوات في أفينيون، بعيداً عن روما، فخاطبتهم بجدية وحثتهم على العودة إلى

 كرسي بطرس في المدينة الخالدة روما.

توفيت سنة 1373 قبل أن يعود البابا غريغوريوس الحادي عشر إلى روما بصورة نهائية

. ودفنت مؤقتاً في كنيسة القديس لورينزو الرومانية في بانيسبيرنا، لكن ولديها بيرجيه وكارين نقلاها

 سنة 1374م إلى موطنها، إلى دير فادستينا في السويد، مقر الرهبنة التي أسستها القديسة بريجيتا

 والتي شهدت توسعاً فورياً. وخلال سنة 1391، أعلن البابا بونيفاسيوس التاسع قداستها.

إن قداسة بريجيتا المتميزة بتعدد الهبات والتجارب التي أردت التذكير بها في هذه اللمحة المختصرة

 عن سيرتها الذاتية والروحية، تجعلها شخصية بارزة في تاريخ أوروبا. القديسة بريجيتا المتحدرة من

 اسكندنافيا تشهد أن المسيحية أثرت بشدة في حياة كافة شعوب هذه القارة. خلال إعلانها إحدى

 شفعاء أوروبا، تمنى البابا يوحنا بولس الثاني أن تتمكن القديسة بريجيتا والتي عاشت في

 القرن الرابع عشر، حين لم تكن المسيحية الغربية مصابة بعد بجراح الانشقاق من التشفع بفعالية

 لدى الله لنيل الهبة المنتظرة كثيراً، هبة الوحدة التامة بين جميع المسيحيين.

 أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: نريد أن نصلي عن هذه النية العزيزة على قلوبنا، ولكي تعرف

أوروبا دوماً كيف تتغذى من جذورها المسيحية الخاصة، بالتماس الشفاعة القديرة من القديسة

 بريجيتا السويدية، تلميذة الله الأمينة وإحدى شفعاء أوروبا

.

أليزابيث هسلبلاد


 

ولدت في فوغلافيك  في جنوب غرب السويد 4 حزيران 1870م بعد سنة من ولادتها انتقلت العائلة إلى مدينة فالون. سنة 1888 سافرت إلى أميركا من أجل إعائلة عائلتها الكبيرة مادّيا . هناك درست التمريض في مستشفى روسفلت في مدينة نيويورك . سنة 1902 اقتبلت الإيمان الكاثوليكي ، وأكملت دراساتها الطبية  وكان أملها أن تصبح طبيبة ، لكن المرض أستفحل في جسمها ، وأجمع الأطباء على عدم شفائها . فقررت الذهاب إلى روما ، لتقضي باقي أيامها هناك ، فأقامت في البيت الذي عاشت وماتت فيه القديسة بيرجيتا السويدية ، في بياتزا فرنيسيه ، فاستقبلتها الراهبات الكرمليات حين وصولها لروما بتاريخ  25 آذار 1904 في هذا البيت حيث كان من ملكيتهم آنذاك .أستردت أليزابيث صحتها رويداً رويداً ، رغم صعوبات كبيرة لا نهاية لها ، وهناك اكتشفت دعوتها من أجل تجديد حياة راهبات القديسة بيرجيتا .سنة 1906 التقت أليزابيث مع البابا بيوس العاشر وحصلت على إذن لباس راهبة للقديسة بيرجيتا  وعقدت نذورها كراهبة على مثال القديسة بيرجيتا .1908 بدأت اليزابيث سلسلة من الرحلات ، والتي جلبت لها أديرة الرهبنة القائمة بالفعل وقامت بدراسة حياة الرهبنة  من أجل تجديدها لتكون مناسبة حسب روح الزمن المعاصر . فأعادت إحياء الرهبنة بعد انقطاع دام أكثر من 300 سنة واستطاعت أليزابيث شراء البيت الذي ماتت فيه القديسة بريجيتا في بياتزا فيرنسيه في روما . وتوفيت هي أيضا في روما سنة 1957 .وطوبها البابا يوحنا بولس الثاني في 9 أبريل 2000 . وتعتبر اليزابيث المجددة لرهبنة القديسة بيرجيتا .

 

الطوقْ الذي على الرأس يرمز الى جروحات سيدنا يسوع المسيح الخمسة

 

                       

نٌقل بتصرف من اذاعة الفاتيكان وزينيت 

كذلك بمساعدة الخورأسقف أدريس حنا شعبو