مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum

متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان

أعلام

أرشيف الموضوعات

 

نعمة الله كساب الحرديني (1808م – 1858م)

قديس من لبنان

نشأته

هو يوسف بن جرجس كسّاب ومريم رعد من قرية حردين ( وهي قرية في قضاء البترون-محافظة الشمال) تسلسله الرابع في عائلة مؤلفة من خمسة شُبان وهم: عساف، الياس ( الحبيس أليشاع)، طانيوس، يوسف (القديس نعمة الله) ويعقوب، ومن فتاتين: مسيحية ومريم.

أبصر النور في شهر مارس (آذار) سنة 1808م.

نشأ في بيئة جبلية زراعية وترعرع في بلدة الثلاثين ديرا وكنيسة.

في هذا الجو العابق بالتقوى والفضيلة والصدق ومخافة الرب، تعلم في مدرسة القرية،

 ثم إنتقل الى بيت جدّه الخوري يوسف رعد في تنّورين سنة 1816م وبقي هناك

 حتى سنة 1822م، حيث تلقّن علومه الابتدائية في مدرسة مار أنطونيوس حوب – تنّورين

 التابع للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة.

ثم عاد الى قريته مساعدا والده في زراعة الارض ورعاية الماشية

 ومواظبا على الصلاة في الكنائس والمحابس حتى بلوغه العشرين من العمر،

 حين سمع صوت الرب في أعماقه يُناديه الى  دخول الدير.

 

دخوله الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة

 دخل يوسف الابتداء في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة في دير مار أنطونيوس الكبير قزحيا

 في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1828م، لبس ثوب الابتداء من يد رئيس الدير

الأب مكاريوس الشّحروري مُتخذا اسم الأخ نعمة الله، هناك تخلّى عن اسمه القديم،

 واتخذ له اسم "نعمة الله" دلالة على موته عن حياة قديمة

 وبداية لحياة جديدة مكرسة كليا للمسيح.

 وهناك تعلّم صناعة تجليد الكتب والخياطة،

 في حين كان شقيقه الأب أليشاع يختبر دعوته الى التنسك في إحدى محابس الدير.

 أبرز نذوره الرهبانية في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1830م.

تابع الأخ نعمة الله دروسه الفلسفية واللاهوتية في مدرسة الرهبانيّة في

 دير مار قبريانوس وبوستينا- كفيفان بين سنة 1830م - 1835م.

خلال فترة دراسته اللاهوتية قضى وقتا للراحة في دير مار موسى الدوّار،

 وسيم كاهنا في دير كفيفان بوضع يد المطران سمعان زوين

 بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الاول)سنة 1835م.

دير مار قبريانوس ويوستينا-كفيفان

 

يقع دير مار قبريانوس ويوستينا-كفيفان (البترون- لبنان الشمالي) على هضبة تعلو 450 م عن سطح البحر، وتحيط بها قرى: كفيفان، جران، دريا، عبدللّي، سمار جبيل. يعود تاريخه الى ما قبل القرن السابع، اذ نجد له وصفا مؤرّخا في سنة 717م كما يلي: "بناء صخريّ عقد يبلغ طول عشرين "ذراعا هاشميّا"، وعرضه خمسة "أذرع هاشميّة"، مقسّم الى أربع غرف".
تحوّل الى كرسيّ بطريركيّ سنة 1230م. في أيام البطريرك دانيال الشاماتيّ، تسلّمته الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1766م خربة من الأمير يوسف شهاب. فعادت ورمّمت وبنت واقتنت وتملّكت لهذا الدير، كثيرا من الأرزاق بسواعد رهبانها وكدّهم وعزمهم وتعبهم الوفير.
ضمّ الدير مدرسة رهبانية عالية لتدريس الفلسفة واللاهوت والآداب والحقوق، من سنة 1808م الى سنة 1874م. واستؤنفت الدراسة فيه من جديد سنة 1892م ثم تحوّل في فترات متفاوتة الى "دير للابتداء" ولا يزال.

 

خدمة القديس نعمة الله في الرهبانيّة

 بين سنة 1835م – 1838م كان نعمة الله راهبا في دير كفيفان يؤمّن التعليم للأولاد

 ويساعد في خدمة الرعايا المجاورة، وبين سنة 1838م – 1845م

 عُين مدبرا للأخوة الدارسين في دير كفيفان،

 وعيّنه الكرسيّ الرسوليّ مدبّرا عاما للرهبانيّة على ثلاث مراحل

(1845م – 1847م، 1850 – 1853م، 1856م – 1858م)،

وكان مركز الرئاسة العامة  آنذاك في دير سيدة طاميش.

سنة 1848م عين وكيلا لدير مار مارون-عنايا،

سنة 1849م كان معلما في مدرسة مار ميخائيل بحر صاف،

وبين سنة 1853م – 1856م مكث الأب نعمة الله في دير كفيفان

متابعا تعليم اللاهوت الأدبي للاخوة الدارسين ومن بينهم

 الأخ شربل مخلوف (القديس شربل) من بقاعكفرا.

وفي 4 سبتمبر (كانون الاول) 1858م اُصيب الأب نعمة الله

بمرض ذات الجنب بسبب الريح الشمالية، وكان وقتئذ في دير كفيفان،

 فتوفي في 14 سبتمبر (كانون الاول) سنة 1858م، ودفن في  دير كفيفان.

 

روحانية القديس نعمة الله

 تقدّس الأب نعمة الله من خلال عيشه الحياة الدّيرية المشتركة،

 حتى سُمي "الراهب القانوني"بل "القانون الرهباني الحي"

اضافة الى سهره وسجوده الدائم والطويل امام القربان الأقدس في الكنيسة،

 كان الكتاب المقدس وكتاب أمجاد مريم للقديس ألفونس دي ليكوري رفيقيه الدائمين.

عُرف بوداعته، لا يقبل التكريم ولا الوظائف إلا بأمرالطاعة، كما أنه تهّرب من تسلّم الرئاسة العامة، وآثر المرؤوسيّة على الرئاسة بقوله "إني أسألُ الله ألاّ أموت وأنا حاصل على وظيفة".

مارس النسك والزهد والتقشف في المأكل والملبس والنوم، والإنقطاع عن كل ميل ورغبة.

والصلوات الدائمة والصبر والتواضع وتحمل أعباء المسؤولية الإدارية،

 والمواظبة على العلم والتعليم، وكسر الإرادة واحتمال ضعف الضعفاء،

 فكان قلبه مشدودا دائما الى الكنز السماوي في نور وجه المسيح وبهائه.

 

إكرامه لوالدة الإله

أحبّ البتول الكلية القداسة حُبّا بنوّيا، بل كان هائما بهذا الحب مغرما به،

 لذلك كان اسمها المبارك على شفتيه بلا إنقطاع يستغيث بشفاعتها ليلا ونهارا.

 ويشخص الى صورها المقذّسة ويتنفس الصعداء كأنه يريد أن يخرج

 من سجن الجسد ليتمتع برؤيتها في دار الخلود.

وكان كلما دخل قلاّيته أو خرج منها يسجد أمام أيقونتها ويحييها بسلام الملاك،

 وكان يُكرّمُ بنوع خاص سرّ الحبل بها البريء من الدّنس

وذلك حتى قبل تثبيت الكنيسة لهذه العقيدة سنة 1854م.

 

إعلان قداسته

 أطلق عليه معاصروه اسم "قديس كفيفان" نظرا الى سمو فضائله

 فكانوا إذا أرادوا تبيان قضيلة أحدهم يقولون: "هو مثل الحرديني"

أو "فُلان حرْدن" أي إقتدى بالحرديني.

القديس مارس التعليم فكان يعظ بمثلِه الصالح أكثر منه بكلامه،

 وبقى ملازما فنّ تجليد الكتب والخياطة طوال حياته.

وحدث في الليلة التي دُفن فيها إنبعث من القبر نور ساطع مشعّ،

 فتقاطر المؤمنون الى قبره من كل صوب طالبين النِّعم والبركات.

قُدمت دعوى تطويبه الى الكرسي الرسولي في روما

 في 14 مايو (أيار) سنة 1926م

صدّق البابا يوحنا بولس الثاني على فضائله البطولية.

في 7 سبتمبر(أيلول) 1989م أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني

 مكرّما ثم أعلنه طوباويا

في 10 مايو (أيار)1998م أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويا

في 16 مايو (أيار) 2004م أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسا.

 

صلاة  للقديس نعمة الله

 

أيها القديس نعمة الله الراهب والكاهن، المعلم والمدبّر، العامل والخادم،

 يا منْ عشت بطولة المشوارات الإنجيلية، الطاعة والعفة والفقر.

 وجعلت محور حياتك اليومية سرّ الإفخارستيا،

وعلّمت تلاميذك وإخوتك الفضائل الإلهية،

الإيمـــان والرّجـــاء والمحبّـــة.

ودبّرت بمسؤولية وتواضع ما أسندتْ اليك الكنيسة من خِدم،

 وعملت بصمت وجدْيّة، وخدمت الناس والنفوس بفرح ومجانيّة.

نسألك ان تشفع لنا لدى الثالوث القدوس فيمنحنا أن نهتدي بمثلك،

ونقتفي خطاك، ونسعي مسعاك، ونبلغ ما بلغت من قداسة وإتحاد بربنا يسوع المسيح،

 ونصغي نظيرك الى إلهامات الروح القدس ، ونحب مثلك العذراء أم الله وأُمنا

 ونمجد معك الله الآب والابن والروح القدس الى الأبد..........

آميــــــــــــــــــــــــــن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نُقل بتصرف من كُراس دير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان

 

اُلتقطت الصور بالعدسة الخاصة