لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

وعدالله ايليا

 

مجموعة شعرية جديدة للشاعر وعدالله ايليا


عن دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع في سورية- دمشق صدرت المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر وعدالله ايليا والموسومة (أناشيد البرتقال). 
لوحة الغلاف للفنان التشكيلي العراقي الراحل لوثر ايشو.
وقعت المجموعة بـ (150) صفحة من القطع المتوسط. للشاعر وعدالله عدّة إصدارات أدبية باللغتين العربية والسريانية منها
1. 
قديس في غابة الرماد عام 1990/ بغداد.
2. 
مرايا المياه عام 1998/ الموصل
3. 
أناهيد عام 2002الموصل
4. 
جراحٌ لسفرٍ لم يُكْتَبْ/ أربيل
5. 
لاحمرار ورد الأرض عام 2009/ أربيل
مبارك نقولها من الأعماق للشاعر وعدالله ايليا وإصداره الجديد نتمنى له مزيداً من الإبداع والتألق في إبداعاته القادمة

 

رَحَلْتَ دونَ ضَجيجْ...

وعدالله ايليا

تعالَ الليلةَ يا مار بهنام

شُقَّ السّحابَ والضّباب

تقدَّمْ قليلاً وآفتح الأبواب

فالضيفُ المُقيمُ بظلِّكَ

لازالت صورتهُ تسطعُ

على الرواقِ والقباب

ضُمَّهُ بدفءِ صدركَ

أخرجهُ مِنْ قلبِ التُراب

مُدّ يَديهِ وآمسحْ عنهُ الغُبار

عانِقْهُ.. فهو نائِمٌ

أعِدْهُ إلى هدوءهِ الجميل

إختَرْ لهُ أجملَ الثياب

دونَ صَخَبٍ وضَجيج

لِيُظْهِرَ لنا حقيقة موتهِ الرهيب

ماذا بأيدينا أن نفعلَ

بعد أنْ دقَّ الجرسُ

في آفاقِ الأَمس

وآنتهى كلُّ شيء وآنقطعَ النَّفَسْ

فَهلْ مِن مُجيب..؟!

مَنْ كانَ يحسبُ

أنَّ يدَ المنونِ تغتالكَ

أنتَ لم تخشَ يوماً مملكة الرُّعْبِ

ولم تَلْبَسْْ جُلودَ الذئاب

لم يُوسْوِسْ في صدركَ صوتُ الموتِ

كُنتَ في كلِّ وقتٍ

تُصافحُ الأصدقاءَ والأصحابَ

تَطْبَعُ بسماتكَ في كلِّ مكان

تتحدّثُ عن أوجاعِ الروح

وأرغفةِ الدموع

والطريق المؤدي إلى الحياة

لا زالَ الفرحُ المتوهجُ

بين عينيكَ يسطعُ

يفتحُ للزائرين نوافِذَ الرؤيا

إنهض واكتُبْ ثانيةً

عن كُتُبِكَ المخطوطة

التي لَمْ ترَ النور

وعن الطيورِ الجميلة

التي ناحَتْ على السطوح

وهاجَرتْ قبلَ موعِدها

عن محطّاتِ أحلامِكَ

التي لا تَنْتهي

ولآلئِكَ المفقودة

وساعاتِكَ الأخيرة

إنْهَضْ.. لترى إخوانكَ

كيف إغْرَوْرَقَتْ عيونهم بالدُّموعِ

وأَخواتِكَ كيف فُجِعْنَ بالذُّهول

إنْهَضْ.. لترى

كيف ناحَ الأصدقاءُ والأحبَّةُ

في مراسيمِ تشييعكَ المَهيبْ

وكيفَ رَثاكَ أبونا (لويس)

وبأيّةِ لغةِ ناداكَ

يا خوري (فرنسيس)..؟.

في ساحة الدير

رأيتُ زهوكَ

كزهرةٍ لا تعرفُ الذبول

وفي عيد ميلادك

رأيتُ نساءَ بغديدي

يرسمنَ بالحنّاء

اسمك الجميل

خمسٌ وسبعون عاماً

تروي تاريخ الحكمة

وتمنح للزوار

فسائل زيتون

من دير مار بهنام

ولوحة العشاء الأخير

لسامي لالو

إلى أين يقودني صمتك

وزائر المساء جاءك

بعبائته السوداء

وبخفّةٍ إخترق نافذتك

ليطحن أضراس الهواء

كي يطفىءَ الأنوار

ويسدلَ الستار...؟.

أنتَ يا أبونا فرنسيس

لم تنسَ حلمك أبداً

هل أضناك السفر؟

لماذا تطاولَ الغُبار على عينيك

ولماذا جاء الموتُ مسرعاً

يخترق جدار ضوءك

حتى لا تُلامس السماء؟!

وحدكَ قطعتَ المسافات

غسلَتَ قُمصان سنحاريب

بجُبِّ بهنام وسارة

ورتّلت أحلى التراتيل

في ساعاتٍ ممطرة

وليالٍٍ مقمرة

تُصافح الحُبَّ والسّلام

تلقي التحية للطيور والزهور

تتقدّم في بريق الشمس

وتتفتحُ فوق رحاب الأُفق

تزرع أرض (النمرود)

حبّاً وشموخاً وكبرياء

وحدك تسلقتَ سُلَّم الذاكرة

وبيديكَ الكريمتين

قصفتَ الظّلامِ والموت

لتزور صديقيك العزيزين

(بطرس شيتو وأفرام عبدال)

تحيّيهم بأجمل التحايا

وتبارك حبّهم للملكوت

وحدك صادقتَ الزمن الآتي

كتبتَ عن سفرِ أسفار الله

لكنك لم تُكمل سِفْرَ كلكامش

ولم تُخفِ حبّك لماءِ الفُرات

لأنكَ حملت جمرةَ الصدقِ

في أوقات الصلاة

وفي لُجَجِ الصحوِ

أنشدتَ لكل جراحِ القلب.