BakhdidaToday   بغديدا هذا اليوم

نشرة أخبارية يومية منوعة تصدر عن اللجنة الثقافية في دار مار بولس: 14 كانون الثاني 2010م 

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

القراءات الروحية اليومية: بحسب طقس الكنيسة السريانية الإنطاكية (للمتابعة الروحية)

عبرانين 11: 32 ـ 40

يوحنا 16: 1 ـ 4

 

بغديدا الإيمان والفرح تحتفل باليوبيل الذهبي الكهنوتي والماسي العمري للأب لويس قصاب

أقامت أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك وخورنة بغديدا (قره قوش) عصر اليوم احتفالا مهيبا باليوبيل الذهبي الكهنوتي والماسي العمري للأب لويس قصاب، وبهذه المناسبة احتضنت كنيسة مار بهنام وسارة الاحتفال، إذ أقيم قداس الشكر ترأسه الأب لويس قصاب برفقة الأبوين نوار النجار والأب افرام موشي، وبمشاركة سيادة راعي الأبرشية المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الجزيل الاحترام والمطران اسحق ساكا والاباء كهنة الأبرشية ومن الأبرشيات الشقيقة والآباء الدومنيكان والسيد خالص ايشوع عضو البرلمان العراقي والسيد نيسان كرومي قائممقام قضاء الحمدانية وعدد من مسؤولي الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والأخوات الراهبات من رهبنات عديدة والإخوة الرهبان وضيوف من مناطق عديدة وجمع غفير من المؤمنين من بغديدا الذي ألهبوا الاحتفال تصفيقا وتهليلا، خدم القداس جوق الشمامسة وجوق أصدقاء يسوع.

دخل الموكب الكنيسة بعد أن شق صفوف كشافة السريان في باحة كنيسة مار بهنام وسارة وصفوف الجموع المحتشدة وفرقة السريان الشعبية في داخل الكنيسة. قدم الاحتفال الأب مازن ايشوع فشرح معنى اليوبيل وأفاق هذا الاحتفال. وبعد قراءة النص الإنجيلي أطلق سيادة راعي الأبرشية كلمة قيمة للغاية (نرفق نصها مع الأخبار) عقبه الأب لويس قصاب بكلمة قيمة ومؤثرة (نرفق نصها مع الأخبار). ثم تم قراءة البرقيات التي وصلت مهنئة للأب لويس بهذه المناسبة، حيث قُرأ النص الكامل للتهنئة التي بعثها غبطة أبينا البطريك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى. وفي الختام أطلق الأب لويس الشكر لكافة المحتفلين معه بهذه المناسبة. ثم خرج الموكب ليتقبل الأب المحتفل التهاني في قاعة مار متى، وتقاسم المدعوون عشاء المناسبة في قاعة (happy time). وغدا سيتقبل الأب لويس قصاب التهاني صباحا وعصرا في كنيسة مار بهنام وسارة....

مبروك يا أبونا لويس وعمرا مديدا حافلا بالعطاء والقداسة نتمناه لك.

 

الكلمة بمناسبة قداس الشكر لليوبيل الكهنوتي الذهبي والماسي العمري

للقس لويس قصاب في كنيسة مار بهنام وسارة في قره قوش

 يوم الجمعة 14/1/2010

اخوتي السادة الأساقفة الأجلاء

أعزائي الكهنة  والرهبان والراهبات والتلامذة الأكليريكيين

السادة الرسميون والضيوف والأصدقاء الأكارم

ويا أبونا لويس صاحب اليوبيل .. أتوجه اليك اولا بالتهنئة الخالصة بيوبيلك الكهنوتي الذهبي والعمري الماسي وننضمّ اليك بالشكر للرب على كل النعم والبركات والأفراح والتعزيات والنجاحات التي منحك اياها خلال خمسين سنة من الكهنوت وخمس وسبعين من العمر..أطاله الله عليك بالصحة والعافية والعطاء لسنين عديدة أخرى. وفي غمرة الأستذكار يا زميل الرسالة دعني أهمس في اذنيك: تذكّر ...

تذكر بماذا حلمت ليلة الخامس من حزيران سنة 1960، وأنت سهران في سريرك تستعد لنيل الدرجة المقدسة في اليوم التالي، بعد 13 عاما من الترقب والأنتظار والأقبال والأدبار.. الحلم الذي يحلمه كل طالب كهنوت ليلة رسامته الكهنوتية: أن تكون راعيا، مرشدا، أبا روحيا، خادما للنفوس، مبشرا. وفي أرق الليلة الحاسمة شرد ذهنك الى أقوال المعلم في أن الراعي عليه أن يبذل نفسه من أجل الخراف، ويفضل الجرح في جسده على أن يدع الذئب يتسرب. ورنّت في ذاكرتك أقوال الأب برلي في أن الكاهن انسان ماكول، لا يحفظ في ضلوعه سوى الحنان والرحمة. ولما تخيلت نفسك أمام جمهور المؤمنين استبعدت أن تكون لهم اماما، وفضلت فكرة أن تكون لهم أخا كبيرا تسير أمامهم وليس بهم. وتمادى بك الليل لترى نفسك مع كهنة أكبر منك سنا قد سبقوك في الميدان فتشمر عن ساعد العطاء معهم. واستبقت الأيام في حلمك الذي تماهى بك حتى الفجر لترى يوما كهنة آخرين أصغر منك سنا يلحقون بك في الكرم. فباغت نفسك تقول لهم: تعالوا ورائي... ثم توقفت وقلت: بل هلموا معي نفلح الأرض سوية، هلموا نجمع القمح ونطحنه معا خبزا وقوتا لأخوتنا، ونعصر العنب معا خمرا تفرح قلب الأنسان. واختلطت الصور في حلمك وأنت تحمل برشانة الحياة وكاس البركة في أول قداس لك وتناول والديك واخوتك وجيرانك وابناء وبنات قريتك..

وقمتَ في الصباح تقول: ترى ما هذا؟ أحلم أم برنامج حياة..حياتي الكهنوتية؟

وبدات بتطبيق البرنامج، وقد حباك الله لتطبيقه بوزنات لست أدري كم هي، ولكني أجزم أنها أكثر من واحدة. فتعينت بدءا في مسقط رأسك، بخديدا، وطن الأجداد ومسرح طفولتك، ومكثت فيها حتى أوائل سنة 1983 كاهن رعية شاب بين شيوخ سبقوك ومرشدا لأخوية قلب يسوع التي كنت أحد منشطيها منذ تلمذتك في معهد مار يوحنا الحبيب، وللأخوية المريمية. وبعد ثمان سنوات عيّنك راعي الأبرشية آنذاك المثلث الرحمة مار قورلس عمانوئيل بني بعنوان "رئيس كهنـــة قره قوش" خلفا للقس يوسف ككي. ولم يكن الحقل كله ورودا، لا تحت قدميك، ولا في الساحة الخديدية. وكان عليك أن تكون عنصر تآلف ووفاق بين اخوتك الكهنة، في تفاوت أعمارهم وطباعهم.

وكان ثاني تحد في تطبيق برنامج حياتك الكهنوتية في البصرة، اذ انتقلت خدمتك بنظام الأعارة الى أبرشية بغداد في أوائل سنة 1983. ولكن سرعان ما ودعت البصرة بعد بضعة أشهر لتنظمّ مباشرة الى كهنة بغداد وبقيت فيها حتى 1993. وهنا اكتسبت خبرة التعامل الراعوي والتواصل مع مجتمع المدينة بين فئات مجتمعية وثقافية متنوعة.. وشغلت أوقات فراغك بأولى اهتماماتك الأدبية  في الكتابة والترجمة.. ولك قلم سيال سخرته في مجال الفكر والبحث. ففي هذه الحقبة ترجمت عن الفرنسية كتبا عن الليتورجيا السريانية والأدب الآرامي. وستتبعها انجازات ادبية وتراثية وفنية أخرى، لوحدك أو مع باحثين آخرين، حول ارث بخديدا الثقافي والشعري وتوثيق أدبائها ومبدعيها.

ولكن بغداد لم تسعك وحنيت الى بيادر بلدتك فغادرت العاصمة في غضون 1993 عائدا الى مسقط أحلامك...لتبقى فيها ردحا ثم تأخذ عصا الترحال.. وهذه المرة الى خارج الحدود.. الى عمان لخدمة جماعة السريان الكاثوليك هناك ولمدة سنتين. وفي هاتين  السنتين جعلت من كنيسة السريان في الأشرفية محطة عراقية للوافدين، أو بالأحرى للمهاجرين من جور الحصار والأختناق وهم في طريقهم الى رحاب الدنيا. وقد قدمت كنيستك ملاذا لكثير من الشباب المسيحي العراقي والخديدي الذين تعودوا اللقاء فيها للصلاة ولاستنشاق أخبار الأهل. ولكنك أنت لم تقاوم الحنين، فكنت تأخذ نبض بخديدا أولا بأول، ولربما يوميا، عبر الهاتف والقادمين.. حتى قررت العودة الى قواعد الطفولة، وعدت من جديد الى أبرشيتك الأم في 1996-1997.

وبوسعي أن أقول أن هذه المرحلة الخديدية الأخيرة هي الأكثر خصوبة وحركة في حياتك الكهنوتية والأكثر التصاقا بحياة بلدتك بخديدا، .. مع ما واكب هذا الألتصاق من أهمية راعوية وتحولات فكرية واجتماعية وتحديات خطيرة واختيارات صعبة، لاسيما بعد 2003.

انتدبت سنة 1997 عضوا في لجنة يوبيل الألفين عن خــط قره قوش، ولمدة اربع سنوات، لا زلت تلهج بشذى ذكرياتها حتى الآن، وقد كنتم، أنت وشباب بخديدا وفنانيها ومبدعيها عنصرا متميزا في انجاح فعاليات اليوبيل، ولاسيما المحاضرات والحج الجماهيري الى أديرتنا. وقد ختمت بالحج الأكبر سنة ألفين الى روما والحظوة بمقابلة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني...

في عيد الفصح من عام 2000 اختارك اخوتك الكهنة وثبتك راعي الأبرشية "رئيسا لكهنة قره قوش" لثلاث سنوات، جددت فترة ثانية حتى نيسان 2006، ثم مددت لسنة سابعة بعنوان "مدبر". واستمررت هكذا حتى 2007 اذ سلمت المهمة لغيرك.

ولكن المدبرية، ان وضعتك في حركة دؤوبة وفي الواجهة، مع ما في الواجهة من أضواء كاشفة، فلقد بقيت كاهن رعية الى جانب اخوتك الكهنة الآخرين، ملتزما بما يلتزمون، ومسؤولا بما يساءلون. وقد اضطلعت تباعا بخدمة كنيسة الطاهرة الكبرى لمدة سبع سنوات، ثم بخدمة كنيسة مار بهنام وسارة الجديدة، وقد أشرفت، بتنسيب من راعي الأبرشية، على ترميم وتجديد الأولى، وبناء الثانية، ثم على بناء كنيسة القيامة في مقبرة القيامة. كما كنت مرشدا لمشروع نقل الطلبة لسنوات عدة، وعضوا معيّنا في المحكمة الكنسية الموحدة، ومرشدا لمركز السريان للثقافة والفنون ولدار طفولة مار أفرام التابعين لخورنة بخديدا، ولا زلت رئيسا لتحرير مجلة الأبرشية "شراع السريان" منذ تأسيسها. وانت مسؤول عن هيئة شؤون المسيحيين.

أخي أبونا لويس، هذا ما تحمله عناوين سيرتك الذاتية. ولكنك قد تسألني: هل حققت برنامج حياتي الكهنوتية كما رسمته لي في حلم الخامس من حزيران قبل خمسين عاما؟  نحن نثمن كل ما حققته من هذا البرنامج، سواء لحياتك الكهنوتية الشخصية، أم لبلدتك التي طالما تغنيت، وعن حق، بحبها وحقوقها. غير أن التقييم الحقيقي هو عند الرب، وفي عمق قلبك أنت في خلوات الصلاة والمراجعة. أما ما أقوله أنا اليوم فهو أنك لم تكن أبدا عاطلا عن العمل، ولا كنت طيفا عابرا في الزمن، ولا مجرد مستهلك للهواء، بل فاعلا متحمسا، وساهرا يقظا، ورائدا متعبا، ولربما متعبا للبعض أيضا، وكاهنا متشعب الأهتمامات في أكثر من ميدان: كنسيا وراعويا ومدنيا ومجتمعيا وثقافيا. ولربما صار الأنطباع عنك في هذه المرحلة أو تلك أنك تعطي الأولوية للألتزام الخارجي، ولربما كان الخارجي والداخلي، في ذهنك، وجهين متلازمين لغيرتك وحرصك. لقد كانت لك طموحات واسعة: لبلدتك أولا، وللكنيسة أيضا. ولربما لم يتحقق منها بعد، في نظرك، سوى البواكير. ولكن البواكير واعدة.. لن أنسى أن أحد شعاراتك الكهنوتية يوم رسامتك كان: "تألم وابتسم". لقد تألمت أن تكون بلدتك من دون اسوار واقية، وتألمت أن لا  يكون أبناؤها بكلمة واحدة، وتألمت أن يكون الكل فيها يريد الواجهة فتبقى الصفوف من دون قيادة موحدة، وتألمت أن لا تكون رياح الروح قد حركت جوانب كنيستك، وتألمت أن بعض أحلامك بقيت أحلاما. ولكنك ابتسمت وقلت بواقعية: ومن ذا الذي حقق كل أحلامه؟ فاستمررت تسير، وكنت تريد أن تجري!.

ان وقت التقاعد للرجل الشهم الشجاع ليس وقتا للسكينة والجلوس في الشمس.. بل انه وقت التقييم وترتيب الأوراق واستخراج عبر الحياة، وهو وقت للصلاة والتأمل ايضا. لك أوراق كثيرة راقدة في الملفات، محبرتك لم تجف، في قلبك لم يتسمّر الحب ولا توقف الفكر. فأطلق العنان لما بقي حبيسا من طاقات ابداعاتك، وأعط الوقت للصلاة والمراجعة والتأمل بنعم الرب... وأختم مجددا تهنئاتي لك باسمي واسم الأبرشية الموصلية واسم بخديدا بيتنا الحبيب واسم اخوتك الكهنة ... والى سنين عديدة Ad Multos Annos   .

ويطيب لي أن أهنىء بهذه المناسبة أيضا اهلك وابناء اخوتك وأخواتك وكل آل قصاب ولفيف كهنة الأبرشية الأعزاء زملائك وبخديدا كلها. كما أود أن أشكرك، أمام الأخوة والأصدقاء، في نهاية مشوارك الراعوي على كل ما قدمته من خدمة وعطاء وتضحية للأبرشية ولبخديدا تحديدا.. كما أشكركم جميعا أنتم الذين انضممتم الينا في فرح هذا اليوم، أخوتي السادة الأساقفة وأعزائي الكهنة والرهبان والراهبات والتلامذة وجمع المؤمنين والأصدقاء. آمين

 + باسيليوس جرجس القس موسى

رئيس اساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك

 

"لا تلفحك الشمس نهاراً ولا القمر ليلاً"    

(مزمور 120/6)

 "سعادة كبيرة تغمرني.. مناسبة أشعر فيها بقربي منكم في هذه المرحلة بالصلاة والدعاء والصداقة والفرح.. إنه لقاء وأكبر من لقاء للتاريخ وللذكرى.. مناسبة هي بالنسبة لي أقوى من كل تعبير ووصف.. فالحياة احتفال وأعياد ومناسبات بملء فرحها.. بملء دفئها وعنفوانها.. المناسبات هي للإنسان وليس الإنسان للمناسبات.

استذكر اليوم بكلّ خشوع وأنا أمام لحد (قبر) المرحوم جوزيف أومي الدومنيكي.. هو من قدّمنا أمام المثلث الرحمة المطران عمانوئيل بني لنيل درجة الكهنوت أنا ومن معي، الآباء: عمانوئيل بتق وروفائيل قطيمي ويوسف قوزي ولوسيان جميل واسطيفان ربّان.

وكانت نشوة انطلاقة الروح القدس من كنيسة مار توما بالموصل يوم 5 حزيران سنة 1960.. انطلق إلى حقل الرسالة يا أبونا ولا تقل: ما همّي.. سأنام قليلاً وأحلم كثيراً.. انطلق واحلم بالنجوم، ولكن في نفس الوقت يجب أن لا تنسى على الأرض رجلاك.

انطلق إلى حقل الرسالة، لكن إياك والمجاملات الفارغة والسبل الملتوية، فعلى السبل الملتوية تتعلم قدماك الغدر!.. أمامك خطر الالتفات إلى الوراء، وخطر الرعب والتوقف.. لم يعد بوسعك أن تحيا من الكلمات المتقاطعة!.. انطلق إفرح لئلا تذوي الشيخوخة، التقاعد لن ينزع عنك الفرح!.. الفرح لن يزول بالشيخوخة والجذوة لن تنطفئ بالتقاعد.

انطلق إلى حقل الرسالة ولا تَهَب، فالشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس بحجر.. والذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل، هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون "فمن لم يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر"!.. "ومن لا يخطئ هو الذي لا يفعل شيئاً"!.. انطلق إلى حقل الرسالة, إياك أن تعوم في بحر هائج وتسلّم المقود لربّان (قبطان) سكران!.. وأحبّ الحياة والبحار العميقة والممرات الضيّقة والجبال الوعرة.. والمُتّسلق الجيدّ يركزّ على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل، حيث المخاطر التي تشتت الذهن.. انطلق إلى حقل الرسالة، إن أصبحتَ رئيساً فأنتَ بحاجة إلى المزيد من الإصغاء والانفتاح.. أنا لا آخذ على الكثرة من رجال الدين خطاياهم فأنا واحد منهم!.. أجل، إن كنت رئيساً فنحنُ لا نريد لنا "قيصراً" ينظر من فوق إلى الآخر، حين يجب أن يساعد المرؤوس على الوقوف.. انطلق إلى حقل الرسالة.. وتعلّم أن تسبح.. فهناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة.. وهناك أناس يضيّعون وقتهم في انتظارها!

انطلق إلى حقل الرسالة، لا تدع التبجيل وكلمات الإطراء تسكرك.. اثنان وعشرون عاماً لم أسكر بلقب "رئيساً" لكهنة بغديدا قره قوش إلا باسمي فقط.. الكبير لا يجعل الآخرين يشعرون بأنهم صغار، أو "عبيداً" يزحفون أمام سلطان! انطلق.. لكن إياكَ أن تزحف يوماً في حياتك أمام القادرين!.. الشعب قلما يعي ما العظيم!. وسمعتًُ النداء: وكانت الانطلاقة مدعاة فخري أن أكون كاهناً لبغديدا يوم 11 حزيران 1960 وطأت قدماي أديمها.. ثم البصرة.. ثم كنيسة سيدة النجاة (بغداد) حيث احتفلت بيوبيلي الفضي عام 1985.. ثم عمّان (الأردن) وأخيراً بغديدا.. فكّرتُ بالنجاح ولم أفكّر بالارتقاء وطرقه الملتوية.. حيث الاستراحة والاسترخاء في الذرى.. في قمة الجبل.. غير مدركين أن سرّ السعادة يكمن في تسلقه.. وأدركتُ أن الاحتفاظ بالقمّة صعب!.. إن أردت تسلق الأعالي فتسلقها برجليكَ في حقل تغزوه المسامير.. لا تطلب أن تُحمَل إليها حملاً على ظهور الناس أعني الوصوليين والتسلقيين!.

طرح عليّ سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى كلمة "تقاعُد"!.. لكن تقاعُد عن ماذا؟ تقاعُد: هل أتعلم أن أنام أو أسترخي أكثر ولا نومة أهل الكهف.. أنا شخصياً لستُ مقتنعاً بالنوم وأرفض رفضاً قطعياً معنى هذه الكلمة، لأن الكاهن والراهب والراهبة ليس لهم عمر ولا سنّ اليأس في خدمة نشر الكلمة طالما العقل نيرّ والجسم صحيح إلا إذا عانى رجل الدين من اضطرابات عقلية أو اللهّم إذا كان هناك إزاحة أو إقصاء أو تصفية حسابات، والله أعلم ما في القلب!

في الأيام الأخيرة، تصفّحتُ المنجد (في اللغة والأَعلام) وبحثتُ عن كلمة "تقاعُد" صحيفة 643 وقرأتُ معنى كلمة تقاعَدَ: أُحيل على التقاعُد أي أُخرج من منصبهِ وعُيّن له مبلغ من المال شهري يكفيهٍ لمعاشهٍ. وبما إني لا أستطيع أن أهب من دمي فلن أبخل بما يساوي هذا الدم نسبياً، قررت بملء إرادتي تخصيص راتبي الشهري الذي أتقاضاه مدى العمر لمعالجة الأطفال الفقراء من بغديدى من المصابين بمرض اللوكيميا لأعطيهم أملاً بالحياة.. والأعمار بيد الله!

مرّت خمس وسبعون من العمر منها نصف قرن من الكهنوت.. والعمر هو الشيء الوحيد الذي كلما زاد نقص!.. أنا أتمسّك بكم وبكلّ واحد منكم أيها الشباب.. فأنا إنسان متحرّك اليوم كما كنتُهُ بسنّ الشباب، وأغار، بالتضامن مع إخوتي الكهنة الشباب، غيرة شديدة على خصوصيّة بلدتي بغديدا وأبناءها الخوديديين ولا غيرة المثلث الرحمة المطران جرجس دلال!.. أحبّ بغديدا والخوديديين وكنتُ أنا منذ صغري من نصيب هذا الحب أحدهم اختارني فدخلتُ دير مار بهنام لمدة سنتين ثم معهد مار يوحنا الحبيب (الموصل)!..

صدقني يا صاحب السيادة: أنا لا أُقدّم نفسي ناصحاً.. "إن أنا لم أحترق وسيادتكم لم تحترق فمن يُضيء الطريق لهؤلاء المؤمنين ومَن يحميهم هل نبحث عن مطران جرجس دلاّل"!.. لنا إله ينقل الجبال!.. نحنُ بحاجة، سيادتكم وأنا ونحنُ أن ننجز مشاريع الحب والدفاع عن حقوق المنطقة وخصوصيتها.. وأتمنى أن يكون الحبّ لبغديدا لافتة وواجهة.. بغديدا بحاجة إلى فكر وابتسامات رجال دينها، في زمن استحال خمرنا سُمّاً زُعافا.. والعين الحاسدة كَوَت حقولنا وقلوبنا وأحرقتها!.

أنا أخاف أصحاب القلوب المظلمة، وتؤلمني بشاعتهم.. أُصلّي كي لا أُشبههم إطلاقاً.. هؤلاء العاجزين عن حب بغديدا الخائفين من العطاء لأبنائها: قلوبهم مُقفَلَة بأغلال من حديد.. وهم أكثر الناس عبودية. لا أحكي عن أسرار هؤلاء السلاطين الخائفين، عليهم أن يخلعوا من جلدهم ثوب الرياء!.. فما الجدوى من ارتداء الأقنعة إذا كان من السهل أن نكشف وجوهنا.. فَشُقّ الكفن عن وجهك شقاً أيُها الرياء!.

سلاماً يا بغديدا.. سلاماً.. فالفرح لن يحترق فيكِ فإنتٍ رقمٌ لا يُشطب.

كانت تتجاذبني الأفكار وتُراودني الهواجس رغم الإغراءات والحظوظ التي عُرِضت أمامي قبل مراحل حياتي الكهنوتية وخلالها. ما الذي يضطرّك يا أبونا لويس إلى الانغماس في قعر هذه الفوضي فشيكاغو أو سدني أو أنغام شلالات نياغارا أجمل جميلات مدن أمريكا واسترايا وكندا!..

 صحراء هذه الأرض، فهيّا ارحل من هذا القفر!.. إرأف بقدميكَ فالمسامير حادّة.. أدِر وجهكَ عن بوابة بلدتكَ وعُد أدراجك وانفض الغبار من تحت قدميك وقُل: "الويل لكِ يا كورزيم.. الويل لكِ يا بيت صيدا".. عمودُ نار وكبريت يحرقكِ!.

بعد احتفالية اليوبيل لن أكون مُشاهداً مُتفرّجاً لكن مُشاركاً.. سوف أعطي قسطاً أوفر من الهمّة في الجانب الفكري والكتابة آمل أن أكون أقوى من ذي قبل.. أقوى بالذي يقوّيني "ومن له أذنان سامعتان فليسمع".. إن باب قلبي ومكتبي مفتوحان للجميع على الإطلاق، وداري الوحيدة هي قلوب الناس.

نصفُ قرن من الكهنوت مرّ.. فكّرتُ أن أبقى قروياً بسيطاً لكن عنيداً مُتمرِداً لا أتخلى عن بساطتي.. سامحني الرب: تمرّدتُ كثيراً في حياتي العامة ورُبّما الخاصة أيضاً، لأني كنتُ أأبى أن أنحني إلا لضميري وقناعاتي ربما تاريخ حياتي كان مزعجاً لي أو مزعجاً للبعض الآخر.. إعمل على أن يُحبّكَ الناس عندما تُغادر منصبكَ، كما أحبّوكَ عندما تسلّمتهُ..

خمسون من الكهنوت في بغديدا والبصرة وبغداد وعمان فكرتُ بالنجاح ولم أُفكر بالارتقاء وطرقه الملتوية.. "إن مُجرد قبول فكرة الفشل أو الهزيمة يعني الهزيمة مُسبقاً".. قد أكون فشلتُ لحظات.. لكنني لم أشعُر بالهزيمة. قد يتحطّم الرجال دون أن يُهزموا!.. هناك أمنيات في روحي لم تولد بعد.. هناك انتظار ولادة مسيح مُخلص آخر!.

لم أكن مُتشائماً أو انهزامياً في حياتي قطعياً.. وأنا لا أتخذ من نفسي مسطرة أقيس عليها كل الناس. .فهناك فرق كبير بين التراجُع والهروب.. الهروب علامة إفلاس. لستُ انهزامياً خوفاً من ارتقاء الجلجلة.. لم أكنهُ ولن أكونه لئلا يُطبّق عليّ قول المسيح: "هربَ الراعي وتبددّت الخراف".. لا تلُم الذئب إذا هرب الراعي.

خلال مراحل حياتي كنتُ أشعر بتوق عميق إلى الصديق، وقد صادقتُ مرات.. هَجَرتُ وهُجرتُ مرات.. وتألمتُ لكلّ هجران!.. فيا لثأر الناس ممّن يحلقون!.. أنا أحاول أن لا أغلط على أحد.. فليغلط الآخرون.. أتمنى أن لا يغلطوا.. وليحقدوا مهما شاءوا.. أتمنى أن لا يحقدوا.. سامَحَهُم الله.. فأنا لي شجاعة الاعتذار!.. فالحكيم يتعلم حتى مع الخصوم!.. حدود التسامح عندي واسعة.. أتمنى أن أستمر.. أترك حقوقي للآخرين.. أنا قادر أن اعتذر للآخر إذا أسأتُ إليه شخصياً أو حتى لو أساء إليّ.. أتمنى فقط أن لا يُسيء إلى خصوصية بغديدا فهذا خط أحمر، وخطيئة ضدّ الروح القدس لا تُغتفر!.. الخير ينتصر في النهاية!.

صدّقوني فقد ولجتُ ممرات ضيّقة في السنوات الأخيرة كان فيها أقرب الناس إليّ من حيث يدرون أو لا يدرون يُعدّون لي طبق الموت سكيناً أو رصاصة كاتمة.. هنيئاً لهم هل انتصروا!.. لم أكُن وحدي أمام أسياف العِدا.. مريم العذراء كانت معي أفشلت مُخططاتهم.. وذراع الأقوياء والكبار لَوَتها!.. هذهِ حقيقة.. والحقيقة اليوم هي الوحيدة التي لا تُصدَّق.

لقد كانت أياماً قاسية أُعاني صامتاً لوحدي.. فكري وقلبي وقلمي اجتمعوا اليوم لينفجروا ويكتبوا عن غضبي.. وأحسّ أنّ خطابي هذا واجب عليّ لئلا أموت من صمت كاذب!.. "أبقُبلة تُسلم أبن البشر"!.. طيّب الله ثراك يا سيادة المطران فرج رحو فقد انتشلتني من عملية استدراجي إلى حيثُ ألقى حتفي!.. أنا لا أطلق هذا الكلام جزافاً لأعني من أعني.. إنما هذهِ حقيقة!.. ما سمعتم الآن ليس أسطورة نسجها خيالي ولا مُزايدات أو كلام إنشاء أو صفصفة كلام!.. سامحهُم الرب.. سوف أحتفظ بأسرارهم.. كلمتي هذهِ ليست كالكلمات.. سوف تكلفني متاعب!.. قد تحلو للكثيرين أو قد تكون مُرّة للنزر القليل!.. أن يطعنك أحد في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذهِ هي الكارثة!

مدعاة فخري.. لستُ جليس الملوك والأمراء ولا أدّعي الكمال أو البطولات الزائفة.. كنتُ جليس ملكةٍ ما بعدها ملكة.. أميرةٍ ما بعدها أميرات!.. حصل لي لقاء مع الطوباوية الأم تريزا لدى زيارتها بغداد عاصمة الرشيد عام 1991.. لقائي القصير مع الأم تريزا "يسوى كل كنوز الأرض" جسم نحيف وظهر مُحدّب قليلاً وكأنهُ رازح تحت ثقل حالات بؤس العالم، ووجه مُتجعّد، ولكنهُ مُشرق بالنور والسرور فعلى قدر ما تمتلئ السنبلة تُحني رأسها.. نهضت الطوباوية من كرسيّها الخشبي المتواضع وأبتْ إلا أن أجلس على كرسيّها (كونه الكرسي الوحيد في الغرفة) وبكل وقار وهدوء وبساطة استلقت هي على الأرض كونها لم تكن تستسغ الكراسي الفخمة الخاوية من الروح.. وحسبتُ نفسي وأنا على الكرسي وهي على الأرض (لم تكُن هي مجدلية أمام مسيح)! كأننا جالسان على عرش.. هذهِ الإنسانة القدّيسة العظيمة حرّكت تاريخ بؤساء العالم، طلبتْ مني أن أُشاركها الصلاة من أجل الحكومة العراقية آنذاك كونها قدّمت طلباً إلى المرجعيات العُليا لفتح مأوى لاستقبال الأطفال المُعاقين وصلينا الأبانا والسلام باللغة اللاتينية Pater Noster وال Ave Maria.. لا أدري إن كان طلبها رأى النور!.. شعرتُ حينها وكأني بحضرتها نتمنى كلانا حتى بالحلم أن نُصلح الكرة الأرضية.. ورحلت الأم تريزا، وبَكَتْ عليها الهند والكرة الأرضية.. الجنة هي للأم تريزا ولأمثالها نصب تماثيل، كأن السعادة على العرش.. أو كأن الشمس لا تُشرق بلا سلاطين!.

شكراً لصاحب السيادة وبسخائه المعهود قام بتمديد سنّ تقاعدي شهرين بالمثقال بدءاً من 6 تشرين الثاني 2010 لغاية 7 كانون الثاني 2011.. هذه مكافأة سخية بعد خمسين عاماً من الخدمة الكهنوتية!.. فسلاماً يا كنيستي ستر الهيكل سوف يتحرك.. القانون للإنسان وليس الإنسان للقانون.. ولا قانون في الوجود يسلب مني حب بغديدى وكنيستي ضربتها الثورات لأنها لم تكُن هي الثورة بينما الإنجيل ثورة!.. سلاماً يا أبناء شعبنا في بغديدى والمهجر!.. "العدالة اليوم بلا ميزان".

سلاماً جمهور بغديدا.. شموخ وترفُع.. هذا هو جمهور بغديدا.. لم أُقابل جمهوراً يشبه الجمهور الخوديدي أبداً.. لديهم طريقة لافتة للنظر.. سلاماً عزيزي الخوديدي: نحنُ أول جذر فلا تُغادر بئر جدّك.. فماؤها حلو مذاقه. أنتم: ضوء القمر تستحقون لليلاكم، وخيوطُ الشمس توزّع على حقولكم.. بارككم الرب.

تحية إكبار وإجلال لشُهداءنا.. وجهُ الطفل آدم هزّ ضمير العالم.. أمام الشهيد آدم الموت يخجل.. فنم يا آدم، اسمك رمز كل طفل شهيد.. اسمك يحرق ضمير قتلتك.. والحبر لم يجف والصفحة لم تنتهي والاقلام تبقى تكتب عن ملحمة أو أسطورة شهداء "سيدة النجاة" "وكنيسة القديسين" في الاسكندرية (مصر) دماؤهم كأنها نزفت منّا.. شُهداؤنا دمائهم على ستار الهيكل سالت!.. سوف يشعّ السلام من كنيسة "سيدة النجاة" بغداد إلى ديالى والانبار وسامراء والبصرة ونينوى!.. بارك الرب أهل نينوى وشكراً.

حضورنا الكرام.

-      شكراً لجميع من حضر احتفاليتنا هذه.. أذهب لأصافحهم واحداً واحداً بسلام المسيح.

-  مشاعري الفيّاضة لصاحب الغبطة الحاضر الغائب مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى الذي أكنُّ له فائق الاحترام والتقدير.. فالرجل من ثماره يُعرف ومن بيدرهِ وتواضعهِ وتاريخه وتضحياته يُقيمّ.. منَّ عليه الرب نعمة الصحّة والعافية وطول العمر.

-  شكراً لحضوركم سادتي الأساقفة الأجلاّء: أنتُم مخزون رائع لا ينضُب من الحُبّ لكهنتكم ورعاياكم.. منكم أصحاب السيادة نستقي خمور الحكمة أدامكم الرب ذخراً.

-  يُسعدُني تضامُنكم معي آبائي الكهنة والرهبان والراهبات.. أنتم قريبون منّي وتملئون مساحة شاشة قلبي.. أنتم أصدقائي، والصداقة بئر يزداد عُمقاً كلمّا أخذتُ منهُ.

-  أجمل ترحيب نقدّمهُ لشخصية كريسماتية تؤمن بمواهب الروح القدس بحجم الأستاذ سركيس آغاجان له مدلولات ومعاني جميلة وروحانية أصيلة في هذا التوقيت بالذات.. دورهُ اليوم أوسع وأهم من بناء وإعمار الكنائس والأديرة ومؤسسات ثقافية واجتماعية وشقق للمعوزين والنازحين دورهُ هو بناء الإنسان المسيحي ما جعلهُم يشعرون بوجودهم ويتحسّسون بإنسانيتهم.

-  كم يُشرّفني حضور السادة: الأستاذ خالص ايشوع بربر عضو البرلمان العراقي والأخ نيسان كرومي رزوقي قائمقام قضاء الحمدانية والسادة رؤساء المؤسسات والمنظمات والاحزاب وكافة الضيوف الذين شرفونا بحضورهم.. حضوركم يُعطيني زخماً.. والقطرات القليلة تصنع جدولاً صافياً رقراقاً.

-  على كفّي ختمتكم أصدقائي النواطير.. مبروك لكم أهدي هذه الاحتفالية.. دعوني أغرق في بؤبؤ عيونكم.

-  شكراً أيها الرجال والشباب الأوفياء لهذا التصفيق المعبرّ.. شكراً لزغاريد النساء النابعة من القلب قبل الحناجر.

-      شكراً جوق أصدقاء يسوع أطربتم القلب قبل الأذن.

-      تحية إكبار وإجلال لقناة عشتار الفضائية ومديرها وكوادرها.

-  تحية اعتزاز واحترام للجنة اليوبيل ولمن هيّأ هذه الاحتفالية الآباء الكهنة ربيع حبش ومنتصر حداد والأب يوسف شيتو والأب مازن متوكا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

معهد التثقيف المسيحي

يتواصل تقديم الدروس الجديدة  في معهد التثقيف المسيحي كل يوم جمعة لشعبتين في المرحلة الأولى وشعبة للمرحلة الثانية في مبنى كلية مار افرام للاهوت والفلسفة.

النشاطات في دار مار بولس

 

بدء تسجيل تلاميذ التناول الأول الجدد لعام 2011م.

 

إقامة سباق المحبة في دورة التعليم المسيحي الشتوية.

 

لقاء أخوة مار اندراوس ـ جماعة المحبة والفرح

 

لقاء جماعة الدعوات ـ  الإعدادية الروحي الثقافي.

 

ندوات طلاب الإعدادية.

 

الوفيات

رقد على رجاء القيامة اليوم السيد سليمان حنا خلبية (من الأسر الوافدة إلى البلدة) عن عمر ناهز (71) سنة اثر إصابته بالسكتة القلبية، أقيمت صلاة الدفنة صباح اليوم في كنيسة الطاهرة الكبرى ثم شيع جثمانه إلى مقبرة القيامة.

تعزي أسرة بغديدا هذا اليوم ذوي المرحوم وتتضرع إلى الرب قائلة "الراحة الأبدية أعطه يا رب ونورك الدائم فليشرق عليه".

 

بطولة برنامج سباق المحبة الثانية بكرة القدم المصغرة للرواد 2011

أجريت اليوم الجمعة 14/1/2011 مباريتان ضمن المجموعة الثانية, الأولى جمعت فريق الأجراس وفريق الأخوان وانتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكلا الفريقين، قاد المباراة الحكمان كرومي بحودي شيتو وعادل هادي حنونا وأشرف عليها ليث شاكر أوفي.

 

فريق الاخوان

فريق الأجراس

الشوط

1

الأول

0

 

فادي عزيز       د8

 

 

 

الشوط

0

الثاني

1

 

 

 

صهيب ايشوع       د3

 

النتيجة

النهائية

 

1

 

1

 

وفي المباراة الثانية في نفس المجموعة استطاع فريق حراسات بخديدا الفوز على فريق الكروان بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لفريق الكروان. قاد المباراة الحكمان كرومي بحودي شيتو وعادل هادي حنونا وأشرف عليها ليث شاكر أوفي.

 

فريق الكروان

فريق حراسات بخديدا

الشوط

2

الأول

0

جلال وديع          د10

جلال وديع          د16

 

 

 

الشوط

1

الثاني

1

 

أياد ناسي            د16

 

 

رائد وديع           د12     من ضربة جزاء

النتيجة

النهائية

 

3

 

1

 

وسيكون يوم السبت والأحد راحة لجميع الفرق وسوف تستأنف البطولة مبارياتها يوم الاثنين القادم 17/1/2011 حيث ستجري مباريتان ضمن المجموعة الأولى سيلتقي في المباراة الأولى فريق النسور مع فريق الأماني وستعقبها مباراة فريق حماة الكنائس مع فريق الأنيق.

نشكر السيد رائد ألبنا لرفده الموقع بأخبار البطولة والصور.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات بلغة القلوب

حينما تهمس الخمسون سنة

يكون همسها غناءً

بل هتاف قلوب

هتاف أحلام

هتاف أكتاف

****

حينما تتكلم الخمسون سنة

تصبح الكرة الأرضية منبرا

هنا في هذه الصحراء كان لي أحلام

في هذه السهول

في تلك الجبال

ومع كل البحار

****

حينما تتكلم الخمسون سنة

تتفحص عيوني وجوه كل البشر الذين أبصرتهم

ابتسم لابتسامتهم

أتألم لألمهم

ولكن أبدا لن أيأس أمام عبوستهم

فالشمس ستشرق رغم كل العبوسات

الزهر سيزهر رغم كل التعاسات

والنسيم سينساب نقيا عليلا

رغم كل المتفجرات

والأحلام ستتكاثر

رغم العقم والتصحر والإبادة

******

حينما تتكلم الخمسون سنة

يغوص المرء في أعماقه

يتفقد حجرات دماغه

ربما يوبخه لما عطل من مواهب

وربما يهنئه للإبداعات التي أطلقها

وللحكم التي ادخرها

للمثل التي اكتنزها

ويتفقد القلب

وحجراته الزاخرة بالدماء

وبجرأة يوبخه من اجل اللحظات التي ربما حقد فيها

ويحتفل مع الدماء النابضة حبا

ومع كلمات الحب والقصائد

لكل الكنوز السامية التي اكتنزها

فالقلب عاصمة الإنسان

فهل ازدهت هذه العاصمة المقدسة من عرق الخمسين سنة

ويتفقد كل الأعضاء...اذ تهمه صحتها

هل أساء إلى صحتها بسبب الإفراط لا سامح الله

إما إن كان تراجع صحتها سنة الزمن وأثره فلا بائس

فللزمن حقه

****

حينما تتكلم الخمسون سنة

أتذكر ماذا كنت قبلها

ماذا كنت ارصد لها ويومها كانت هي المستقبل

كما اسأل عن الحصاد...

******

حينما تتكلم الخمسون سنة

أفكر جديا كيف لي أن اجعلها بداية

اجعلها احتفالا

واجعل كل الأحلام نابضة

الزمن الأتي سيجعلني أكثر  غيرة في حقل رسالتي

سيجعلني في ذروة علاقتي مع ربي والهي

فان تكلمت الخمسون سنة

تكلمت البداية إذن

تكلم الاتكال الأقوى بالله

تكلمت الأمانة الأسمى مع الهي

والتفاني الأرقى مع رسالتي

إنها ليست نيرا إذن

بل هي صليب يأخذني نحو الجلجلة

لا يغلبني الموت هناك

بل هنالك يمكن للإنسان أن يسمع ترانيم القيامة

وان يؤمن بحقيقة القيامة

وان يكون ابن القيامة.

 

والشكر للرب دائما