BakhdidaToday   بغديدا هذا اليوم

نشرة أخبارية يومية منوعة تصدر عن اللجنة الثقافية في دار مار بولس: 2 ايار  2010م 

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

القراءات الروحية اليومية: بحسب طقس الكنيسة السريانية الإنطاكية (للمتابعة الروحية)

 

قام المسيح ...حقا قام

خروج 18: 1 ـ 10

الحكمة 7: 1 ـ 11

حبقوق 3: 1 ـ 12

رؤيا 2: 18 ـ 29

افسس 3: 1 ـ 12

يوحنا 4: 31 ـ 38

 

يوم رهيب في بغديدا....

في البدء... شكرنا عظيم.. عظيم لإلهنا رب السلام والسلامة إذ حفظ جميع أبنائنا الطلبة الجامعيين من خطورة الكارثة الرهيبة التي حلّّت بباصات مشروع نقل الطلبة الجامعيين .. شكرنا لامنا العذراء شفيعة بلدتنا بغديدا إذ سترت بنيها وبناتها من شر الكارثة المروعة...

 

لكم تفاصيل الحادث وبحسب أخر المعلومات:

في الساعة السابعة والنصف من صباح هذا اليوم الأحد وبعد انتهاء القداس الأول، صعقنا خبر بأقسى ما يمكن من صعق انزل الذعر الشديد في كافة أبناء البلدة الذين توجهوا إلى المستشفى يعتصر الألم قلوبهم والدمع ينساب مدرارا، اذ أن انفجارا طال بعض باصات مشروع نقل الطلبة الجامعين القاصدين جامعة الموصل للدراسة، علما أن باصات مشروع نقل الطلبة باتت تنتظم في موكب تتقدمه سيارة حماية عسكرية، منذ أن حدث انفجار عبوة لاصقة في وقت سابق.

اجل لقد تم اليوم انفجار عبوات متكررة وربما سيارة مفخخة مستهدفة بذلك باصات مشروع نقل طلبتنا الجامعيين قرب قرية كوكجلي...(بين سيطرتين عسكريتين ؟؟؟؟!!!!!) ولقد أدى الحادث المريع إلى إصابات كثيرة في طلاب أربعة باصات تضررت ضررا كبيرا.

واستقبلت مستشفى قره قوش العام الطلبة الجرحى الذين نقلوا بسرعة إليها من قبل سيارات الخيرين الذين صادفوهم..ولقد شمّر الكادر الطبي عن ساعده وشُغلت كافة ثكنات المستشفى باحبائنا الطلبة المصابين..وقد أرسلوا بعض من الحالات الصعبة إلى اربيل.

لقد تعرض (144) طالبا وطالبة جامعيين إلى الإصابة بجروح تنوعت شدتها، فالغالبية منهم غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج، وبعضهم خضع لعمليات جراحية وهم لا يزالوا يتلقون العلاج في المستشفى في قره قوش واربيل.

وإذ نحمد الله على أن كونهم جميعا بخير، وبهذا فنحن أمام معجزة ولاسيما شدة الانفجارات كانت مذهلة وأن الباصات قد أصابها دمار شديد. نتضرع إلى رب الشفاء أن يهب الشفاء العاجل لكافة أحبائنا الطلبة.

كما أدى الحادث إلى استشهاد السيد رديف هاشم يوسف المحروك وهو عامل خراطة يعمل قرب مكان الانفجار من مواليد الموصل 1977، حملته غيرته بعد الانفجار الأول أن يلوح للباصات القادمة بالابتعاد وإذ بانفجار أخر فاستشهد على أثره، نُقل إلى بغديدا إذ هو من الأسر الوافدة إليها من الموصل، وأقيمت صلاة الدفنة عن روحه عصر اليوم في كنيسة مار بهنام وسارة في بغديدا ثم شيع جثمانه إلى مقبرة القيامة.

بلداتنا تعزي ذوي المرحوم وتعتز باستشهاده وتتضرع إلى الرب قائلة" الراحة الأبدية أعطه يا رب ونورك الدائم فليشرق عليه".

اطمئنوا...اطمئنوا..فجميع الجرحى بحالة جيدة..ولنتحد جميعا بالصلاة من اجل شفائهم العاجل ومن اجل أن يشفى بلدنا العراق من الإرهاب الذي ينال من أبنائه الأبرياء...منك وبإلحاح نطلب يا رب السلام.

توالت زيارات عديدة للمستشفى لتفقد الجرحى، حيث قام الإباء الكهنة ومنذ الدقائق الأولى بتفقد أبنائنا الجرحى، كما تفقدهم سيادة راعي الأبرشية المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى حال قدومه من كركوك، وتفقدهم السيد محافظ نينوى والمسؤولين المحلين للقضاء وكثير من الشخصيات المدنية والعسكرية، معبرين عن أسفهم للحادث الشنيع الذي نال من الطلبة الجامعيين الأبرياء.

وباعتزاز كبير نشير إلى التضامن الرائع الذي أبداه أهلنا من كرمليس وبرطلة وعينكاوة وبعشيقة وتللسقف إذ تقاطر العشرات للتبرع بالدم وأبناء المحافظة كلها وكافة البلدات المسيحية لتضامنها ألصميمي عبر شجبها للحادث، ولاسيما الطلبة الجامعيين الذين خرجوا بمظاهرة تندد وتستنكر الحادث وتدعو إلى الاعتصام لحين تحقيق الأمن والأمان وتمكن الطلبة المسيحيين من مواصلة الدوام....شكرا للجميع.

 

سوف لن اعرض صورة للاضطراب الذي حل بأهلنا ولا للجروح التي شوهت وجوه أحبائنا الطلبة...فوجوه الأشرار وحدها هي مشوهة وملطخة بالعار والدنس..محملة بالموت فالشر لا يجيد إلا الموت...اعزائي عذرا، فما تمكنت من التقاط صورة للوجوه البريئة التي احتلتها الجروح القاسية...فوجوهكم يا أحبائي الطلبة ينبوع جمال وستبقى...هي لوحات شرف...لوحات عز...وجوهكم أروع حضارة...عليها تزدهر أزاهير الجمال وابتسامات الحب ...وعلى جبينكم يستشهد عرق الأصالة...لا توهمكم اثأر الشظايا أنها قادرة على الإساءة على جمالكم...بل انتم أوسمة جمال...انتم أوسمة الغد..انتم أذقتم بدمائكم الأرض طعم البراءة...وأظهرتم قوة الإصرار على المعرفة والتقدم...

لن اعرض صورة، فكامرتي كانت تذرف الدموع...اجل وأمام كل وجه طالب أو طالبة استقبلها حاملين الجروح والفزع والحيرة والعتاب...لماذا...؟؟؟ أي شرّ ارتكبتاه؟؟؟

وتمسح تلك الطالبة الجميلة جدا الدماء من جراحات وجهها الندي...وما إن تلامس دمها حتى تستذكر مخلصها يسوع ذاك الذي ومن على الصليب وفي ذروة الألم غفر لصالبيه...فيغفر قلبها المسيحي للقساة وتصلي ان يهطل السلام كالمطر الذي لامس أجسادهم المتراكمة في العربات المكشوفة للسيارات "البوديات"..

تنهداتكم أنينكم آهاتكم..غيبوبتك…صمتكم كانت صلاة يوم الرب...براءتكم جعلتكم ذبائح حية من اجل أن ينزع العالم خبثه وحقده وقسوته وإرهابه...وان يتزين بالمحبة...لقد كنتم إبطال محبة...

لم أصور.. ولن اعرض صورة، لأنني ما تمكنت من أن أصور براءتكم ولا ابتسامتكم..أما أنا فمولع بالابتسامات...لا أجيد إلا تصوير الابتسامات...غدا سأصوركم وانتم عرسان وعروسات أمام مذابح الرب تطلقون أروع "نعم"..لتواصل أرحام براءتكم إنجاب أبناء البراءة والمحبة.

سوف لن اعرض صورة لجرح… سأكتفي بعرض صور للباصات لتقفون على هول الكارثة..وتدركون أن الأشرار أرادوا لأبنائنا الموت...أما الله فأراد لهم الحياة والشفاء...

 

(أحبائي متصفحو موقع بخديدا تدعوكم "أسرة بغديدا هذا اليوم" لتعبّروا عن مشاعركم وأرائكم حول الحادث الشنيع ويد الغدر التي طالت أبناءنا الطلبة الجامعيين).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوفيات

رقد على رجاء القيامة اليوم السيد بهنام باكوس شندخ وغدا ستقام صلاة الدفنة عن روحه في كنيسة الطاهرة الكبرى.

تعزي أسرة بغديدا هذا اليوم" ذوي المرحوم وتتضرع إلى الرب قائلة الراحة الأبدية أعطه يا رب ونورك الدائم فليشرق عليه".

 

 

والشكر للرب دائما