في بلدتي  ..  مار بولس

رياض وديع

 كل يوم يمر ذات الشريط الانترنيتي المصورحاملا بهدوء فرحة المئات من أطفالنا وشبابنا وهم في ظلال هذا الصرح الفريد من نوعه يتعلمون كيف يكون الايمان من خلال الصلاة والتعلم والفرح. دار مار بولس في بخديدا صرح حضاري كبير بأسمه .. ببنائه .. بخدماته .. بشموليته .. وبصيرورته في زمن لا يزال كل شى فيه يتفاعل لكن دون جدوى .. عدا هذا الصرح و من خلال المتطوعين فيه والعاملين بغير كلل ليعرضوا لنا يوميا مسرح الحياة المزدحم بجماله ونقاوته

 أن التراث لا يمكن أن يقوم على فراغ انساني بل هو نتيجة فكر وثمرة خبرة وتوارث وتفاعل أحداث، أن العمل بتجرد هو الخميرة الأساسية في التكوين الانساني للتراث ومنه تراثنا في بخديدا

واذا كانت المجتمعات التي سبقتنا في التطور قد التفتت الى الاخذ بنموذج وفكرة العمل والايمان والثقافة للجميع فان بخديدا وغيرها من مدننا كانت ولاتزال بأمس الحاجة الى مثل هذا النوع من التثقيف المفتوح والتعليم الحر

 للعارفين .. للاباء الكهنة .. للعاملين دون كلل على مدى ثلاثين عاما

مار بولس الفكرة .. كان حلم الطفولة وحب الفتيان الاول

مار بولس البناء والحجر .. كان أول مدرسة معمارية متميزة لكثير من معماريي بخديدا

 واليوم

مار بولس الصرح الشامخ .. هو البيت والكنيسة والمدرسة والمشغل والمصح

مار بولس العطاء اليومي المتواصل المفعم بالايمان .. منار كريم يهب من خلال الشباب المتطوع وشيوخهم حقوق وأحلام الاجيال دون عناء وضجيج هذه الايام

مار بولس صرح حضاري متكامل .. لا يقتنيه حتى الغرب المتحضر

مار بولس .. رسول ومعلم للامم