البناء في بخديدا قديما

نجاة حبش

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أكبس ادناه

http://www.bakhdida.com/Museum/construction.htm

يعتبر البناء بأستخدام الطابوق المصنوع من الطين من أقدم الطرق لأنشاء البيوت وفي بخديدا ولغاية أربع عقود مضت كنا نشاهد بعض البيوت المبنية كليا بالطين ولا زلت أتذكر أحد البيوت الطينية القديمة للسيد ججي طوبان رحمه الله .. راعي الابقار الشهير في بخديدا

لصناعة ذلك الطابوق الذي ندعوه محليا ( لوني) كان يُجلب التراب الأحمر (حمراوي) ويُخلط مع التبن والماء ويُنقع لفترة من الزمن تكون عادة ليلة واحدة ليصبح ناعما وسهل التشكيل

بعد التنقيع يُدس بالأرجل ويُشكل منه الطابوق بأستخدام قوالب خشبية، يُترك الطابوق تحت أشعة الشمس ليَجف تماما ويُقلب عدة مرات لغاية جفافه

كانت البيوت الطينية متداخلة مع بعضها البعض، مظلمة وصغيرة الغرف ذو سقوف منخفضة تُشكَل في حيطانها نوافذ صغيرة

 الفتحات الموجودة في الحائط خلف المرأة ويسارها هي عبارة عن نوافذ للبيوت الطينية

بعد اتمام البناء كانت البيوت تُطلى بطبقة طينية ممزوجة بالتبن ملساء ورقيقة تتشقق أحيانا لذلك كان على الأهالي وفي كل خريف وخاصة النساء كان عليهن تجديد هذه الطبقة بأخرى لمنع تسرب الماء الى الطابوق وتجنب حوادث الهدم

ولتنعيم أو صقل الطبقة المطلية أستخدمت الاحجار الملساء

طفل يساعد والدته في طلاء البيت الطيني

بعد الطابوق الطيني أستخدم الأهالي الطابوق المَقلي والاحجار( الصمان) مع الجص المخلوط بالرماد كمادة للبناء

قنطرة بيت اينا .. للأسف ثهدم هذا الصرح الشامخ قبل عدة سنين .. هنا نلاحظ  العديد من معالم البناء منها الزخرفة الجميلة لحائط السطح والشباك الكبير كذلك الفتحات .. روزناثا

بعد تشكيل الطابوق (لوني) يُقلى في فرن يُدعى محليا (كورا) ولمادة البناء..الجص(كيصا) كانت أحجار الجص تُجلب من المناطق الجبلية وتُقلى بنفس طريقة قلي الطابوق ثم تُدق للحصول على مسحوق الجص بأستخدام حجر ( المندروني) وهو عبارة عن حجر أسطواني تجره الحصن. بعد الدق يُنخل المسحوق للتخلص من الأحجار الغير مطحونة.

 يُعتبر آل بتق من العوائل التي أمتهنت حرفة دق الجص

أستُخدمت الاحجار عادة للأسس والحيطان أما الطابوق فكان يُستخدم للسقوف المُقوسة لسهولة تشكيله وخِفة وزنه وبالرغم من ذلك لم تخلو عمليات البناء من حوادث الهدم

كما كان الطابوق يُستخدم عادة لتشكيل حوافي الشبابيك والأبواب وحيطان السطوح

حافة الباب المبنية من الطابوق

حافة النوافذ المدورة والمزخرفة بالطابوق

لطلاء هذه البيوت من الداخل أستُخدم الجص المُخمر ومن الاهالي الذين عُرفوا بهذه المهنة هو السيد المرحوم هلو ميخو

  تفنن البنائون ببناء البيوت من الداخل حيث اُضيفت تصاميم شبيهة بالرفوف ضمن الحيطان

هنا نلاحظ الرفوف الداخلية على جانبي هذا الباب الداخلي

كما تفنن البنائون بتصاميم البيوت من الخارج حيث نلاحظ حيطان البيوت المزخرفة وواجهاتها المثقبة بفتحات ندعوها محليا ( روزناثا) تستخدمها الطيور كمأوى لها بالأضافة الى الأقواس والأعمدة الجميلة كما تم تكبير النوافذ وأستخدام القضبان الحديدية ذو التصاميم المقوسة

هنا نلاحظ  الزخرفة الجميلة لواجهة البيت وحائط السطح

القضبان الحديدية المقوسة للنافذة

على يمين الصورة تظهر الاعمدة والاقواس بالأضافة الى الثقوب .. روزناثا

على يمين الصورة تظهر الأقواس مع الثقوب .. روزناثا

ألاعمدة والاقواس

أما الأبواب فكانت تُصنع بتثبيت ألواح خشبية مع بعضها البعض بواسطة أما ألواح خشبية بشكل عرضي أو بواسطة صفائح وأشرطة معدنية

هنا نلاحظ الالواح الخشبية العرضية للواجهة الخلفية لأحد الأبواب الرئيسية للبيت

في الصورة أعلاه نلاحظ الواجهة الامامية لأحد الابواب مغطاة كليا بصفيحة معدنية 

هنا نلاحظ الأشرطة المعدنية والمسامير الحديدية .. مع الشكر لمركز الوسيم للانترنت والاتصالات

يُعتبر السادة قريو،ألياس، بحو، أسطيفو وموسى وغيرهم من آل البناء رحمهم الله من أشهر بنائي بخديدا

مجازا ..  أشتمُ رائحة هذا الحائط  الجميل والبسيط  والنادر .. وكما يقول الأخ طلال وديع .. آه يا للألفة والجمال

لنعمل جميعاً من أجل الحفاظ على تراث أجدادنا العريق

الصور القديمة هي من أرشيف سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى أما الصور الحديثة فهي بعدسة الأخ طلال وديع عجم