عيون 

عيون بخديدا سلسلة مقالات تعني  بدراسة تجارب الاخرين ومحاولة تطبيقها في بخديدا أن أمكن

 

صناعة الشموع في كندا

نجاة حبش

 

  الشموع بضاعة عالمية قديمة لها ذكر في الكتاب المقدس

 

 بالرغم من ان تاريخ الشموع غير مؤرخ الا انه يعتقد بان المصريين القدماء انتجوا اولى الشموع وذلك بغمرعيدان نبات البردي في دهن الحيوانات

 

في كندا العليا( مقاطعة أونتاريو الكندية حاليا) بالاضافة الى مواقد التدفئة استخدمت الشموع للاضاءة لعدة قرون وبقيت من الحاجيات الضرورية للبيت لحين استخدام المصابيح الضوئية عام 1879

 

أنواع الشموع

 

شموع الشحم

 

توفرت هذه الشموع في اونتاريو عام 1800 لكنها كانت غالية الثمن للمستوطنين. لصناعتها كان الاهالي يقومون بجمع شحوم الابقار والاغنام والخنازير. تميزت هذه الشموع بدخانها الكثيف ورائحتها الكريهة بالاضافة الى انارتها الضئيلة وفتيلتها التي احتاجت القص الدائم

 

 شموع  دهن رأس الحوت

في عام 1820 و 1830 استخدم الاهالي نوعا آخر من الشموع المستوردة من انكلترا، غالية الثمن ايضا لكنها امتازت باضاءتها الشديدة

 

 شموع البارافين

في عام 1850 تم انتاج شموع اكثر جودة وذلك باضافة حوامض دهنية الى شمع البارافين، امتازت هذه الشموع بلهب صافي يسير الدخان

 

 شموع شمع النحل

 

بالرغم من ان هذا النوع من الشموع كان شائعا في الولايات المتحدة الامريكية الا انه لا توجد سجلات تثبت استخدامها في كندا العليا. تميزت هذه الشموع بلهبها النقي العديم الدخان والرائحة. يتميز شمع النحل بدرجة ذوبانه العالية (64) درجة مئوية لذلك فهذه الشموع تحترق لفترة أطول

 

كيف كانت تصنع الشموع

 

في الخريف كانت النسوى وبمساعدة الاطفال يصنعن الشموع لجميع ايام السنة ( بمعدل 500 شمعة). كانت صناعة الشموع من الاعمال المنزلية التي يكرهها الصغارخاصة بسبب الحرارة والروائح الكريهة المتخلفة من غليان الشحوم

 تبدا العملية بربط مجموعة من الفتائل في عود خشبي ومن ثم غمرها في مرجل مملوء بالشحم الذائب. تترك في الهواء الطلق قليلا وتعاد العملية لحين الحصول على الثخن المطلوب للشمعة

 

 

 

 

من الاشياء المهمة التي يجب تذكرها اثناء عملية غطس الفتائل في الشحم هي البطئ لان الغطس السريع يؤدي الى انتاج شموع هشة سهلة الكسر. تحتاج كل شمعة  حوالي 40-50 غطسة و يجب بعد ذلك تعديل الشموع للحفاظ على استقامتها

عندما توفرت القوالب اصبحت صناعة الشموع عملية أبسط حيث يسكب الشمع الحار في القالب الحاوي على الفتيلة ويترك ليتصلب

 

بعد استخدام الفوانيس النفطية والمصابيح الضوئية اصبحت صناعة الشموع تمارس كهواية اثناء اوقات الفراغ

 

 

                                                                              

 في بخديدا كانت صناعة الشموع (او ما ندعوها محليا فندي) وتوزيعها على الاهالي قبل اعياد القيامة تقليدا سنويا تمارسه كنيستنا، للاسف اضمحل التقليد واقتصر استخدام الفندي على الكنيسة فقط

ليس بالضرورة العودة الى ذلك التقليد لكن من الضروري تعريف اجيالنا بتلك الشموع وكيفية صناعتها

 

بالاضافة الى استخداماتها للانارة كانت الفندي تستعمل للحصول على السخام المستخدم لتكحيل العيون في عيد شمعون الشيخ