احتفالية القيامة على الانترنت          المقالة 4

Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

إلــــــــهي

 ألاخ ميسر بهنام المخلصي

جلست طويلاً من غير حراك أمام ذلك الصامت الذي لا تنفك كلماته تهزني كلما لمست شغاف القلب. إنه يسحرني باعماله وعذوبته. فرحت أدنو رويدا رويدا منه حتى كدت أنسى نفسي ...ولكنها قريرة صدى الكلمات التي تعيدني إلى رشدي .فأرجع قابعا في مكاني .. غائصا ثانية في هذا الذي يجتاز مدَّ البصر في وسعه وغموض السر في كينونته, وما بين دهشة الانبهار ومهابة العظمة تولد الكثير من التساؤلات : ما عسى أن تكون ؟ من أين تبدأ والى أين تمتد ؟ ما الذي ينبض فيه قلبك الهادئ ؟ ما الذي يدعوك الى السكون الى هذا الحد ؟.

 وأخيراً تتساقط كل أسئلتي هذه أمام عظمة الحرية التي منحها لي, الثقة التي لاحد لها وايمانه المطلق باني سأصل يوما ما إلى تحقيق تلك الصورة التي صورني عليها, ساحقق أحلامه كوني أنا الانسان ذلك المميز والمدلل والمحبوب صنعُ يديه, رجاءٌ واحدٌا يحملني إلى الاستمرار, قدرته العظيمة في المواصلة حتى التحقيق, تحقيق اسمى للخلاص. إنه الحلم الأزلي الذي لطالما تعاقسنا عنه. أما اليوم فما أسعدني فقد جاء مَن يضَّيق الهوة المهولة بيننا من خلال جسر المحبة والفداء, ذلك الذي علّق من أجلي على صليب خطاياي وآثامي. مانحا لنا الرجاء في أن نكون من جديد عائلة واحدة أبٌ وأبناء.

 

 حبك هذا يدفعني الى الغوص في أعماق معنى الكلمات, الأحداث, المعطيات, الأشياء والماهيات كي ما أستطيع ان أُبادلك هذا الحب. أُحبك ليس لعظمتك وجبروتك أو قدرتك ... أُحبك لأنك تسمعني متى ما أردت الحديث تصغي بكل احترام ...كلمة كلمة وحرف حرف ... أُحبك لأنك سمحت لي بهذا الحب.

 

كم مرة ومرة صرخت بوجهك وأنت صامت مبتسم .. كم مرة ومرة سخطت وانفجرت فيك ... وأنت لازلت تبتسم ... كم مرة ومرة بكيت امامك مثل طفل صغير .. بكيت وبكيت حتى أني كنت اشعر بيدك تمسح دموعي ... تناشدني وتقويني فتهمس في اذني ... أُحبك.

 

 أي سرٍ هذا أنت .. لأني أُحبك أم لأنك تحبني اضعاف هذا الحب. أستطيع أن أشعر بذلك ... أنفاسك الصاعدة نحوي تشدني إلى عمق أعماقك. تحذرني من التقرب فما بيني وبينك هوة عميقة وحب من نوع خاص... ربما للوهلة الاولى ظننت انه ثنائية مفرطة ... " انا وانت"  ردُّ اعتبار لي. لكني ادركت آخر الامر إن هذا الحب يخرج من هذه الدائرة الضيقة ليمتد نحو العالم باسره. حبٌ لا يشبهه اي حب اخر انه مجرد من كل كبرياء وعظمة ورغبة... تواضعتَ حد الانتهاء تنسابُ هادئاً حد السكون... مثل نسمة باردة تنعش القلوب ... تقلب فيها كل تساؤلاتي الحمقاء تلك.... تخبطاتي ... كبريائي ... ولعي الشديد بالوصول... رغم إنك علمتني أنه يكفني الآن السير في الطريق .. وإن الطريق يعني الحب أما الوصل فالامر مرهون بيديك... فما بالي لا أسمع تعليمك هذا أو أتجاهله ... واحيانا كثيرة اتغابى. ماذا أريد أكثر من هذا الحب .. وكل هذه المجانية لأبصِر شيئاً من النور الذي يجعلني القي نفسي في يديك ... ماالذي يجعل الخوف يسكنني... الا تكفي كلماتك تلك ... همسك ... حنانك ... فيضك

 

  أين يقودني هذا البحث الدائم... أي غرور وكبرياء هذه... أحاول دائما أن أمدَّ إكتشافاتي واختراعاتي حد لا أستطيع من بعد إلا أن أكون المركز... بينما أنت هو النقيض لكل هذا. إنك الكاشف والمحب والمعطي. سرٌ لا أستطيع الغور َ فيه أبعد من ذلك .لقد دنوت من نهايتي... إني أبصر هناك في البعيد صليبا من ضباب قد علق عليه آلاف الاطفال والشيوخ .. صليب عبودية المكتشفين والمخترعين لانظمة العبودية والسلطوية.

 

إني أبصر في البعيد صليبا من ضباب علقَ عليه آلاف الشباب... صليب عبودية الفاتحين المحررين ...

إني أبصر في البعيد صليبا من ضباب الوهم والخداع والمجون علقت عليه آلاف النساء باسم المساواة والجمال والاغراء.

 

         بينما ينتصب صليب إبن ألانسان فوق جلجثة خطاياي واضحاً جلياً وحيداً لا يبصره إلا الحزانى, المتألمين, الجياع العطاش إلى البِر, المأسورين بالحب والضالين المنقادين نحو النور الذي يشعل القلوب مانحاً الحب والحياة لكل انسان.