Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

منتديات بخديدا

موارد السريان

السريان

إنجيل الفرح  يظهر كي يختفي

الاخ ميسر بهنام المخلصي

"بشارة يسوع المسيح"( مر1:1)

يستهل مرقس كتابه بهذه الآية قاصداً أن يقدم لنا يسوع كـ "إبن لله". وهل من فرح أعظم من أن يجيئُنا ابن الله. هذه الآية تقابلها في نهاية الانجيل آية اخرى تطوقتان بذلك كل الكتاب ببشرى الفرح, (مر16 : 7 ) "إذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: هو يسبقكم إلى الجليل, وهناك ترونه كما قال لكم". خبر مفرح تسمع صداه المريمات على لسان الشاب ذو الحلة البيضاء الجالس عن يمين القبر, هكذا نستطيع أن نسمي انجيل مرقس انجيل الفرح, البشارة  والله هو أصل هذه البشارة المنقولة من خلال يسوع, ولما كان مضمون هذه البشارة (ملكوت الله) ينعكس في حياة يسوع من خلال كلامه, أعماله وآلامه ,اصبح لزاماً علينا أن ندرك إن يسوع "المشيح" هو مضمون البشارة.

يفتتح مرقس كتابه بالمعدان ولكن يجعله كليا في خدمة ظهور يسوع, إنه يظهر كي يختفي, من خلاله نرى يسوع. ويوحنا هذا الذي ننظره لايبدو نهائيا شخصاً واحداً ففيه تجتمع كل الكتابات النبوية وهذا ما نلاحضه من الصورة التي يقدمها لنا مرقس (مر1 :2ـــ8 ), مقارنة مع سفر (ملا 3 : 1| 3 :23 ــ 24 ), (اش 40 :3 ) و (خر 23 : 20 | 33 :2 ) انه الرسول بل انه إيليا النبي الذي يهيئ الطريق للرب, بينما نجده في سفر الخروج الملاك الحافظ في الطريق من كل شر وعدو. ظهور المعمدان هو استقدام لمجيء الرب, "اعدو طريق الرب" والاستعداد للاستقبال يكون من خلال التوبة هذا مايقوله يوحنا, ولكن مرقس يشير بهذه العبارة الى أن كل حياة يسوع التبشيرية هي طريق انطلاقاً من الجليل إلى اورشليم, إنه طريق الحياة المسيحية, طريق التلميذ, دعوة للتباعة (مر10 : 32 ــ34 ) ينتقل بها مرقس من البرية إلى طريق الرب "المشيح".  FILLIN  يرى في ظهورالمعمدان مواعيد خلاصية عديدة , انه يستحضر في كتابه كل المواعيد من موسى وحتى ملاخي (اخر سفر نبوي). يوحنا هو عتبة الانتقال من القديم إلى الجديد, إنه رجل البرية (موسى )الذي لايتمكن من الدخول إلى ارض الميعاد بينما الاتي بعده هو (هو يسوع || يشوع الداخل إلى ارض الميعاد (يش 1)). وعند الحاخاميم يوجد ربط بين خروج (23 : 20 ) وبين ملاخي (3 : 1) ايليا العائد حسب سفر ملاخي والملاك الحارس لبني اسرائيل في طريقهم إلى ارض الميعاد يجعل من المفهوم قولاً إلهياً موجهاً إلى المسيح الذي يُعتَبر إيليا ممهداً لطريقه. فلا مجيئ للرب دون أن يسبقه حظور إيليا. إيليا الماخوذ الى السماء يرجع في النهاية ليُخبر بمجيء الله لدينونة العالم.(مر 9 :11 ــ13). كل شيء في إيليا يعود في يوحنا, كرازته (مر1 : 4), لبسه واكله (مر1 : 6). مقارنةً مع ما في سفر الملوك الاول (مل1 :7 ــ 8) على لسان الملك "ماهي هيئة الرجل الذي صعد للقائكم وكلمكم بهذا الكلام؟ فقالو له: إنه رجل أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه. فقال: هو ايليا التشبي!".

ياتي بعدي من هو اقوى مني:(مر1 : 7)

ينطق يسوع مرقس بعبارات القوة والسلطان. الروح القدس هو القوة الجديدة التي يتميز بها يسوع, معمودية يوحنا هي دعوة الى التوبة  لتغفر خطاياهم دون ان تستطيع غفرانها (مر1 : 4). يسوع وحده يقدر على ذلك(مر2 : 1 ـــ12). في ذات الوقت يضعنا مرقس اما تسائل ( ما الذي يقصده يوحنا بقوله: يأتي بعدي ؟) . يأتي بعدي كأنه يعني في وقتها التلمذة , لكن عمل حل النعلين وغسل الأرجل هو عمل العبد, ربما يريد يوحنا إن يقول: لي تلميذ يمشي ورائي حاليا ولكن لست أهلا لأكون له عبداً.

هكذا يتسع الفرق تدريجيا بين يوحنا ويسوع, وهذا مانجده في (مر1 :8) أنا اعمدكم بالماء. أما هو فسوف يعمدكم بالروح القدس. معمودية يسوع لاتنتمي إلى معمودية الماء بل إلى نزول الروح القدس عليه, والله نفسه يخاطبه كابنه, من جهة اخرى يثبت يسوع هذه البنوة من خلال الانتصار على التجارب.بينما ينتهي دور المعمدان نهائيا, ليعود للظهور من جديد في الفصل السادس ولكن كخلفية  لمشهد يكون للمشيح الدور الرئيسي فيه.

يهمنا جدا يوحنا المعمدان الصوت المنادي في البرية معلنا الخلاص على يد يسوع المسيح ابن الله. انها دعوة لنا كي نعرف مكانتنا في الطريق, هل تسائلنا يوما ما هو دورنا؟. لقد ادرك يوحنا تماما دوره واعترف بمكانته "انا لست هو ... انا صوت ينادي في البرية ... علامة لحضور الفرح" .

يارب اجعل مني علامة حظور في حياة الاخرين فيمجدون إسمك ....

يارب امنحني أن أكون أنا, ما هو عليه الان , وما أنا صائرٌاليه ...

يكفني ان اكون الصوت لحظورك البهي

إجعل برية الالم والحزن اقرب مايكون الى ارض ميعادك

فيفوح فيها عبيرك وحبك, مزيلاً عتمة الماضي

يارب انا غير مستحق أن أحل رباط  حذاءك

لكوني راغب بتباعتك .. سأترك ردائي على حافة الطريق (مر10 : 46 ــ52)

وأقوم فأجيئكَ.

روما 19 |1 |2006