السريان في روما

 

عام 1696 اتفق البطريرك اغناطيوس بطرس السادس وغريغوريوس يشوع مصرشاه مطران أورشليم والمطران اثناسيوس سفر العطار (+1728) المجتمعين في روما على اقتناء مركز للسريان في عاصمة الكثلكة، فقر الرأي على مشترى دير مشيد فوق أكمة اسكويلينو 

(Esquilino ) وقائم في شارع (فيليشه  Felice) بين كنيسة مار بولس أول السياج وكنيسة سيدة الثلج ( المعروفة اليوم بكاترائية ماريا ماجوري (Maria Maggiore ) لتثقيف الكهنة ولتنشئة طلبة الكهنوت، بعيدا عن مخاطر الأوضاع المضطربة بين قسمي الكنيسة السريانية في الشرق. وضمن الدير وجدت كنيسة على أسم " سيدة الصحة ". وكان المطران اثناسيوس سفر العطار قد أسس فيه رهبنة باسم مار أفرام تألفت من الطلبة الراغبين في الكهنوت. لأن تثقيف هؤلاء في الشرق كان صعبا بسبب الاضطرابات والمصاعب التي قامت بوجه السريان المنتمين إلى الكثلكة. 

قام بعملية الشراء مجمع انتشار الإيمان عام 1697 عندما دفع ثمنه 4500 سكود منها 3014 دفعها المطران أثناسيوس سفر العطار مطران ماردين والوكيل البطريركي الذي أسس في روما رهبنة على أسم مار أفرام أفرادها التلامذة والكهنة الساكنين في الدير المذكور والقادمين إليه.

كان الدير محط رحال القاصي والداني من البطاركة والمطارنة والكهنة السريان والكلدان والملكيين وبعض الموارنة الذين كانوا يؤمون روما. وبقي بيد السريان اثنتا وخمسين سنة (1697-1748). وبعد وفاة المطران سفر المذكور عام 1728 بدأ عدد الساكنين في الدير من الرهبنة الأفرامية يتناقص حتى باع مجمع انتشار الإيمان الدير لرهبنة الإخوة الكونفاتويال Frati Minori Conventuali. ثم استملكته منهم الدولة الإيطالية عام 1907 وحولته إلى بيوت للناس وجعلت في كنيسته مستشفى لأمراض العيون، ثم بنت الحكومة وزارة الداخلية لجهة شارع Palermo باليرمو. وقد سعى الوكيل البطريركي الخوراسقف يوسف هبرا بنقل رفاة المطران سفر العطار إلى معبد آخر ثم أرسل الجمجمة إلى دير الشرفة حيث ما زالت محفوظة تحت مذبح العذراء الجانبي في كنيسة دير الشرفة.

عام 1911 عين البطريرك رحماني الخوري توما حلبية وكيلا له في روما ومعتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي. ومعا سعى الإثنان، منذ 5 نيسان 1920 لدى وزارة الداخلية الإيطالية، على استحصال مركز للسريان في روما ذاتها. فاعطي للطائفة الطابق الثاني من دير قديم كان للراهبات البندكتيات في ساحة كامبو مارسيو رقم 45. والبناء المذكور متلاصق مباشرة مع كنيسة القديسة مريم المحبول بها بلا دنس أصلي والمعروفة بالسيدة المحامية.Santa Maria della Concezzione ” Madona Avvocata " . والدافع إلى طلب هذا المركز هو العلاقات التاريخية التي ربطت بين السريان وبين الدير المذكور. إذ إن البطريرك سمحيري (1853-1864) كان قد نزل في هذا الدير عندما قدم في زيارة رسمية إلى البابا بيوس التاسع الذي استقبله معتبرا إياه " المعترف" لمِا كان البطريرك المذكور قد قاساه من عذابات. ثم إحياء لذكر البطريرك فيليبس عركوس ( 1866-1874) والأساقفة السريان الذين حضروا المجمع الفاتيكاني الأول (1869-1870) ونزلوا في هذا الدير. وكان حينذاك التلميذ لويس رحماني (البطريرك رحماني ) طالبا في الكلية الأوربانية العائدة لمجمع انتشار الإيمان .

أما الأساقفة الذين نزلوا مع البطريرك عركوس في دير كامبو مارسيو المذكور فكانوا: جرجس شلحت مطران حلب، وبهنام بني مطران الموصل، وروفائيل جرخي مطران بغداد، وإيليا عتمة مطران ماردين، وبطرس متاح مطران الجزيرة. ومع هؤلاء الأساقفة كان قد دعي، بصورة خاصة من البابا وبصفة خبير، الخوراسقف يوسف داود العلامة الشهير الذي أصبح في ما بعد مطرانا على دمشق .

وفي 14 آب 1920 عقدت الدولة الإيطالية اتفاقية مع البطريرك رحماني تقضي باعطاء كنيسة القديسة مريم ( Santa Maria in Campo Marzio ) وقسم من الدير الملاصق للكنيسة المذكورة لاستعمال السريان الدائم. ومع الزمن استطاع البطريرك رحماني أن يحصل على كامل البناء بطوابقه : الأرضي والأول والثاني مع إمكانية استعمال الكنيسة للفروض الدينية. وكان في نية البطريرك المذكور أن يكون هذا المركز معهدا داخليا يأوي طلابنا السريان من تلامذة أو كهنة يقصدون روما للدراسة في كلياتها الحبرية. وتألف أول فوج سكن الدير المذكور عام 1926 من : أنورأنطون حايك وأفرام حداد ويوحنا دانيال باكوس وميخائيل نعوم صائغ وجوزف بلدو. وكان أول مسؤول بصفة رئيس الدير والوكيل البطريركي لدى الكرسي الرسولي  هو الخوري توما حلبية (1911-1932)، خلفة الخوري بولس هندو (1932-1949) ثم الخوري جرجس خياط (1949-1955) فالمطران اغناطيوس منصوراتي(1955-1981) فالمونسنيور جورجو أوريولي الإيطالي الجنسية (1981-1997) فالمطران ميخائيل الجميل (1997-  )

وفي عام 1963 على عهد وكالة المطران منصوراتي توصل البطريرك تبوني، بمساعي المطران المذكور وبعض المتنفذين من رجال الدولة والكنيسة، إلى شراء الدير المذكور وجعله ملكا خاصا للسريان. ويعرف هذا الدير اليوم بـ الوكالة البطريركية للسريان الكاثوليك لدى الكرسي الرسولي. وقد اتخذ المركز، منذ عهد وكالة المطران ميخائيل الجميل، أهمية روحية وطقسية وعلمية في الأوساط الكنسية والحكومية والشعبية. يقصده تلامذتنا السريان كما غيرهم من الكنائس الشرقية في حاجاتهم الروحية وبحوثهم العلمية. كما يقصده للحج إلى روما جماعات من لبنان وسوريا والعراق ولاسيما من أبنائنا السريان الكاثوليك الذين استوطنوا أوربا في السنوات الأخيرة. وسيادته يكون سعيدا جدا عندما سيأتيه أيضا وفود من أبرشيتي الموصل وبغداد  ليستمتعوا هم أيضا، بعد عناء ثلاثين سنة من الحروب، برؤية روما وأخذ بركة سيدنا البابا.

المطران ميخائيل الجميل

 معتمد بطريركي لدى الكرسي الرسولي

 وزائر رسولي على سريان أوربا

 

ملحق .. بعض من صور دار الوكالة البطريركية للسريان الكاثوليك في روما

 

قسم من دار الوكالة البطريركية وبجانبه صورة لرواق المدخل

 

صرح الوكالة البطريركية من داخل الحوش الأول

 

الصالون الرسمي للوكالة البطريركية فيه استقبل البطريرك تبوني الملكة زيتا امبراطورة النمسا عام 1965

وهي التي كانت قد أنقذته من حكم الموت عام 1918. وفيه استقبل المطران ميخائيل الجميل عام2002

  الملك  " أوتو " ابن الامبراطورة زيتا المذكورة