مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

     عيد الدنح  (6 كانون الثاني)      لوقا  3 : 15-18 ثم 21-22

 

                                          هذا هو ابني الحبيب

     

اعتماد يسوع في نهر الأردن جاء بشكل تظاهرة اشتركت فيها السماء والأرض اعلانا عن هوية المسيح الحقيقية. وتقديمه للشعب بصورة رسمية على أنه هو المسيح المنتظر. هذا الإعلان بدد الظنون لدى الشعب الذي كان قد بدأ يميل إلى الاعتقاد بأن يوحنا المعمدان هو المسيح المنتظر. فانفتاح السماء على يسوع وقت عماده دلّ على أن رجاء البشر يكمل في المسيح الذي جاء ليحرر الناس ، كل الناس ، من استعمار الخطيئة وسلطان الشر. وإعلان ملكوت المحبة الذي فيه يتساوى جميع الناس ويتلاقوا كأبناء لأب واحد هو الله. وهكذا دلّ حلول الروح القدس على أن المسيح هو البطل المسيحاني الذي جاء ذكره في أشعيا (61 : 1-2و 64 :1) . ثم ختم صوتُ الآب شاهدا له يقول : " هذا هو ابني الحبيب". 

      لم يكن بمقدور الشعب أن يفهم حينذاك بشكل واضح بأن المسيح هذا هو كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور . لأنه كان يأمل بمجيئ مسيح  يحقق آماله في الخير المادي ويحرر الأمة من الاستعمار الروماني  . وبأن يوحنا المرسل من الله بدأ يهيئ للمسيح كما كانت الأنبياء قد سبقت فتكلمت عنه. لا كما كانت تريده الأحزاب الدينية من كتبة وفريسيين. أولئك الذين حاولوا احتواءه لتنفيذ مصالحهم.      

أما بالنسبة لنا نحن، فمن هو المسيح؟  هل هو نبيي أم بطل أم ماذا ؟  الا يحدث لنا أن نحسب بأن آمالنا تتحقق عندما نحصل على أمر ما مادي ؟  بينما الأمور كلها مهما كان نفعها، تبقى عاجزة عن سد فراغ نفوسنا. لأن الإنسان لا يعيش بالخبز وحده. نحن نسخر المسيح في حل مشاكلنا ونظن أحيانا بأن الصلاة هي مثل العصا السحرية. فنبدأ نصلي حتى يصبح الرب ملزما أن يستجيب. لا المسيحية ليست هذا مهما كان هذا أيضا نافعا. المسيحية هي إيمان واستسلام لإرادة الرب خالق كل شيئ ومدبر كل شيئ. ألم يقل يسوع اطلبوا ملكوت الله وبره وهذا كله يعطى لكم ويزاد ؟.  الإيمان بيسوع والسير في إثره والاستسلام لإرادته هذا هو المطلوب منا كمسيحيين. وكلما عمق فينا هذا الإيمان وتنقى أشبع فينا رغباتنا العميقة تلك التي لا ينفعها أي خير آخر سوى المسيح الذي يعطي القيمة الحقيقية لكل أعمالنا وآمالنا وحتى مشاكلنا.

      ملكوت الله بر وسلام لا منفعة . ولا تدخله إلا النفوس التي عرفت أن تتعالى على كل الصغارات وتتجاوز كل المنافع الشخصية. فالذين انتظروا من المسيح أن يحقق لهم مصالحهم على حساب ملكوت الله خابوا . لذا فقد أُخذ منهم الملكوت وأعطي لآخرين. لنذهب إلى يسوع على ضفاف الأردن ولنقل له ربي نحن لك وبمعموديتك اعتمدما. وهو يسندنا بيديه الحنونين. آمين.

 

     

م. ج.

زائر رسولي